قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان الموقف اليمني وقيادته الثورية والسياسية في صنعاء ثابت مع القضايا القومية العربية والإسلامية مهما كانت العواقب انطلاقا من ايمانه بعدالة القضية والوقوف ضد الظلم والطغيان المتمثل بالكيان الصهيوني وأمريكا في الشرق الأوسط. وأضاف البروفيسور الترب كان الشعب اليمني وما يزال من أكثر الشعوب العربية والإسلامية وقوفاً مع الشعب الفلسطيني منذ الطلقة الأولى للثورة الفلسطينية حتى اليوم، موقف استراتيجي أثبتته وقائع وأدبيات الثورة الفلسطينية التي تشيد دائماً بهكذا مواقف لدعم مسيرة النضال الوطني الفلسطيني في سبيل الحرية والتحرير وإسناد الكفاح الفلسطيني بالمقاتلين الذين قدموا أرواحهم قربانا في مسيرة الكفاح المسلح منذ اندلاع شرارة الثورة الفلسطينية، في موقف مبدئي ثابت مع قضية تستحق الوقوف معها بالمال والسلاح والرجال. وتابع البروفيسور الترب مع انطلاق معركة طوفان الأقصى كان لليمن كلمته وموقفه الثابت مع القضية الفلسطينية وقدم كل ما يستطيع انطلاقا من ايمانه الراسخ ان القضية الفلسطينية كانت وستظل القاسم المشترك لأي عمل عربي جماعي، والذي لابد أن يعود على أيدي الرجال المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية وما يعانيه أبناؤها من مظلومية يندى لها جبين الإنسانية. وقال البروفيسور الترب في الوقت الذي تخلت فيه غالبية الأنظمة العربية والإسلامية عن فلسطين كان اليمن حاضرا قولا وفعلا واثبت للجميع ان الإرادة اذا ما توفرت يمكن عمل الكثير وهو ما تم بالفعل في اسناد مظلومية أبناء غزة لاكثر من سنة ونصف . ونوه البروفيسور الترب ان اليمن أيضا كان حاضرا مع الجمهورية الإيرانية الإسلامية التي تتعرض لعدوان صهيوني أمريكي أطلسي واعلن موقفه الصريح بالرفض والاستعداد للدخول في المعركة اذا تطلب الأمر نصرة للشعب الإيراني كما فعل مع الشعب الفلسطيني. وأشار البروفيسور الترب الى ان الجميع يعرف ان أمريكا دولة استعمارية بنت حضارتها من الغزوات والحروب ونهب خيرات وثروات الشعوب واستغلال إمكانياتها ومواقعها وسرقة مكوناتها لخدمة مصالحها الاستعمارية، أمريكا دولة لا تستطيع العيش في ظل السلام لأن ذلك يتناقض مع تكوين هذه الدولة ونشأتها القائمة على الحروب والغزوات ولذلك تسعى دائماً إلى إثارة الفتن والحروب لكي تعتاش عليها وتستفيد منها اقتصادياً وعسكرياً. وأوضح البروفيسور الترب الى انه في العصر الحديث برز مصطلح الإرهاب الذي أحسنت أمريكا استغلاله وتطويعه لخدمة مصالحها وأصبحت تطلق هذا المصطلح على كل من يعارضها وينتقد سياستها.. طوّعت مفهوم الإرهاب لمصلحتها وأخذت تلوّح به كعصا غليظة فوق رأس العديد من دول العالم الذين يعارضون السياسة الأمريكية، والشيء المؤكد أن لأمريكا سياسة غير واقعية في عالم اليوم المتشابك المصالح فالسياسة الأمريكية تدار حالياً بعقلية الحرب الباردة التي تنتمي لزمان ولّى وإلى غير رجعة. الشيء المثير للدهشة أن أمريكا تكابر على هذه السياسة الخرقاء رغم فشلها وانتقادها من أقرب حلفاءها. واكد البروفيسور الترب ان اليمن يعاني منذ عقد من الزمن من عدوان وحصار أدى الى تدمير كل مقومات الحياة كنتاج لسياسات الغرب الاستعمارية التي تسعى للسيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها وهو ما يستدعي التنبه له وتفويت الفرصة على المحتلين وعملائهم من الخونة والمرتزقة وذلك بالدعوة لمؤتمر وطني جامع لانتشال اليمن من وضعه الحالي خاصة بعد ان ادرك الجميع ان المحتل هو السبب في ما وصل اليه اليمن اليوم من أوضاع مأساوية. وقال البروفيسور الترب لنا في جنوباليمن المحتل العبرة فما تشهده المناطق المحتلة من تدهور اقتصادي وانهيار غير مسبوق للخدمات الأساسية وتفاقم أزمة انقطاع الكهرباء، يؤكد الفشل الذريع للاحتلال السعودي الإماراتي وأدواته في تحقيق أي خطوات لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي وتخفيف معاناة المواطنين في المحافظاتالمحتلة التي وصلت إلى مرحلة بالغة الخطورة، في ظل عدم وجود أي مؤشر لتحقيق انفراجه في هذا الجانب. واكد البروفيسور الترب ان اليمن أصبح يمتلك قوة ردع مكنته من مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وأدواتها في المنطقة وهو اليوم قادر على تجاوز كل العثرات وصنع اليمن المنشود فالاجواء اليوم مهيأة للسلام ونبذ الخلافات والمشاركة في بناء اليمن بعيدا عن الوصاية الخارجية.