لا ينكر أحد أن مُعظم الدول العربية تواجه اليوم أزمات وتحديدات جمة، خاصة من أعداء الداخل الخارج، وبالأخص من المرجفين المأفونين بدءاً بالعمالة والارتزاق الذين مازالوا يكررون ويتمادون في تزييف الحقائق، وقلب القضايا رأساً على عقب وصولاً إلى مبتغاهم ورؤاهم المناطقية الانفصالية لإرضاء ساداتهم وكبرائهم.. المحزن المؤلم أن كثيراً من هؤلاء المندسين وراء الشعارات الزائفة، واللافتات الخادعة هم عملاء لدول شقيقة وصديقة هدفهم إيقاظ الفتن المناطقية، وإشاعة الفرقة والسلالية والمذهبية وزرع الحقد والكراهية بين أبناء الأمة الواحدة مستندين على ذلك من الدعم الإقليمي والدولي المشبوه، وبالأخص من دول الجوار، من هنا وجد العملاء المناطقيون فرصتهم في نقاط الخلاف بين أبناء الأمة الواحدة، ومارسوا بث الشائعات والفوضى الخلاقة في مفاصل مؤسسات الدولة لخلخلة النظام، وتفكيك الوحدة الوطنية والمواطنة المتساوية بين أبناء الأمة فلجأوا إلى أسلوب التدخل المباشر في شؤون تلك الدول، وفرض سياسة الهيمنة والنفوذ، كما هو حاصل اليوم في سوريا ولبنان والسودان والعراق وليبيا، دول المنطقة اليوم تواجه أوضاعاً مأساوية ضاغطة ومدعومة من قبل قوى إقليمية ودولية رسمية وغير رسمية، فهناك أيادٍ خارجية تحاول جرَ المنطقة إلى حروب أهلية وفتن مناطقية.. فالقوى الحاقدة العميلة المدعومة مادياً وفكرياً وسياسياً وإعلامياً تعمل على زعزعة أمن واستقرر المنطقة بغرس الكراهية، وشرعنة الخلافات المذهبية لصالحها مستغلة معاناة الناس وقضاياهم ومشاكلهم الحياتية لتزييف وعيهم واستثارة عواطفهم وتعبئة غرائز الشر فيهم نحو الأنظمة الحاكمة، والمؤسف حقاً أن نجد بعض رموز الفكر والسياسة تعمل على دعم تلك القيادات المناهضة لتحقيق مصالح ذاتية وحسابات سياسية ضيقة غير عابئين بمصلحة الوطن العليا، إن هيبة الدولة تكمن في تطبيق القوانين والدساتير وأهم من ذلك الاعتصام بالعدل، فالعدل هو أساس الحكم الرشيد والحصن المتين بل هو أساس ومحور الأمن الاستقرار، وعامل مهم من عوامل الرقي والنمو والتنمية الشاملة المستدامة، أما عملية الإصلاح الإداري والسياسي فهي منظومة مجتمعية متكاملة ترتبط ارتباطا وثيقاً بالقوانين والأنظمة والدساتير والقيم والسلوك الاجتماعي الإيجابي، دون ذلك تظل تدور في بوتقة الصراعات والخلافات السياسية والفكرية التي تقود الدول إلى التفكيك والتمزق والانهيار. صفوة القول: تضيع الدول والشعوب حينما يكون ولاؤها لغير الوطن، وعقولها ملوثة بسموم الإرهاب والأفكار المنحرفة بل لابد من تعزيز الجوانب الإيجابية المضيئة، وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار مع تلبية متطلبات واحتياجات المواطنين ومصالحهم، وخدمة قضاياهم المختلفة، وتهيئة المناخات الملائمة للانطلاق نحو البناء التنموي والاقتصادي والحضاري، وعلى العملاء والمأزومين أن يكفوا عن إشعال الفتن والخلافات المناطقية والسلالية والمذهبية، لأنها لا تخدم سوى الأعداء في الداخل والخارج، وعلى الأنظمة العميلة المرتهنة أن تترك أساليب الفرعنة، واستخدام الأوراق الصفراء لترويج ثقافة الحقد والكراهية بين الشعوب، عقارب الساعة لم ولن تعود إلى الوراء مهما تآمر المتآمرون، فالمسلسل الخياني التآمري للأعداء من عناصر التمرد والفتنة والإرهابيين والخارجين عن القانون، والذين تخلوا عن قيم ومبادئ وأخلاق العقيدة والهوية الوطنية، وباعوا أنفسهم من أجل المال المدنس فإن التاريخ لن يرحمهم والشعوب ستحاسبهم في يومٍ ما، إذن لابد من إقامة اصطفاف وطني قوي وصلب، متسلح بالوعي الديني والوطني والمعرفي الذي تتحطم عليه كافة الدسائس والمخططات التآمرية وتتهاون أمام شموخه وعتاده كل عناصر التخريب والإرهاب.. فاليوم كل أبناه الأمة مطالبون بالوقوف في وجه تلك القوى الفاسدة العميلة لمواجهة المخاطر المحدقة بها والضرب بيد من حديد ضد عناصر الإرهاب، وكل من يقف معها أو يتستر على نشاطها حتى يتم تطهير الدول والأوطان من دنسها ورجزها حتى تسود العدالة والمساواة بين كافة الشعوب. نافذة شعرية أيتها الشعوب يا صوت كل البشر الكافر بالحروب يا ضمير العالم المنتصر المغلوب إليكمو.. عبر جدار الليل والدخان واللهب إليكمو.. من عالمٍ تحرقه القنابل في جزيرة العرب إليكمو.. نرفع صوت شعبنا الجبار في حياءٍ ونحن في المحنة لا نشكو لأحد من مجرم ضميره مات إلى الأبد وكل شيء حولنا يغلي كبركانٍ عظيم حتى الكروم تبكي هي الأخرى.. وتصرخ هذي المهازل لن تدوم لا.. لن تكون