كشف رئيس مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين في محافظة ذمار، المهندس محمد حسين مطهر الحوثي، عن أسباب الأنشطة الزلزالية التي وقعت خلال الفترة من 29 إلى 31 يوليو المنصرم، في جنوبالبحر الأحمر. وبحسب التقسيم التكتوني للبحر الأحمر، فإن المنطقة الجنوبية من البحر الأحمر، تقع جنوب خط عرض 20° شمالا، التي تسمى منطقة الانفتاح النشطة (Active Seafloor Spreading)، وتعتبر الأنشط زلزاليا مقارنة مع الجزء الشمالي من البحر الأحمر. ذمار: محمد العلوي وقال رئيس المركز إن "النشاط الزلزالي في جنوبالبحر الأحمر يتركز أساسا في الأخدود الرئيسي (Main trough)، وعلى الجهة الشرقية من محور الانفتاح (Axial trough)، خصوصاً مناطق تقاطع هذا المحور مع الصدوع الانزلاقية (Transform faults) والتي تتخذ اتجاه شمال شرق -جنوب غرب وتعتبر صدوع نشطة وتحدث عليها ايضاً بعض الأحداث الزلزالية بين الحين والأخر". وأضاف "يعتبر الصدع المحوري حدا تكتونيا لتباعد الصفائح التكتونية، منها الصفيحة العربية عن الصفيحة الأفريقية النوبية، التي توجد فيها ظاهرة فريدة من نوعها عند منطقة عفار كمنطقة تباعد ثلاثي مع وجود بقعة ساخنة، وقد حظيت بالاهتمام العلمي العالمي كمختبر طبيعي مصغر للعديد من العمليات التكتونية التي لها امتداد حراري عمودي إلى الوشاح، تكاد هذه الظاهرة تكون المسببة للنشاط التكتوني فيها، الذي يمتد إقليميا إلى المناطق المجاورة، منها اليمن". وتابع المهندس الحوثي بقوله: "يتم رصد العديد من الأحداث الزلزالية سنويا في تلك المنطقة"، مبينا أن النشاط الزلزالي فيها يعود إلى النشاط التكتوني للمنطقة بالكامل، التي تضم بالإضافة الى جنوبالبحر الأحمر، منطقة شرق الاخدود الافريقي العظيم، ومثلث عفار، وأثيوبيا، ومناطق أخرى، تجري فيها باستمرار العديد من الأنشطة التكتونية من زلازل، وأنشطة بركانية. وأفاد أن محطات الرصد الزلزالية اليمينة قد رصدت خلال ديسمبر 2024 وحتى يوليو 2025م، أكثر من340 حدثا زلزاليا في مثلث عفار وأثيوبيا، تراوحت قوتها بين 3 إلى 6 درجات على مقياس ريختر، وقد صاحبت تلك الأنشطة الزلزالية، نشاطا بركانيا أواخر شهر يوليو في بركان ( إرتا ألي عرتا علي ارتا الي Art Ali)، الذي تم تسجيل 38 زلزالا وكان أعلى مقدار زلزالي ب5.3 درجات على مقياس ريختر، كما هو موضح في الشكل رقم (3). وبين المهندس الحوثي، أنه كان من المتوقع إثر النشاط الزلزالي والبركاني في منطقة عفار، أن يصاحبه أو يلحقه نشاط زلزالي جنوبالبحر الأحمر، مع احتمالية ضعيفة لحدوث نشاط بركاني، الذي كان قد سبقه نشاط بركاني كبير في المنطقة بجبل الطير عام 2007م، وبركان آخر في أرخبيل الزبير خلال العام 2013م. وأكد أن النشاط الزلزالي الذي بدأ خلال هذه الفترة بشكل حشود زلزالية يدل على وجود تأثيرات حرارية، ناتجة عن تحركات صهارية على أعماق ضحلة، دلت عليه الأعماق الضحلة للأحداث الزلزالية المسجلة التي تم تحليلها، ويعد هذا النشاط متوافقا بشكل تام مع الخصائص للنشاط الزلزالي للأحداث الزلزالية التي تحدث دائما في المنطقة، التي تم دراسة بعضها في نفس منطقة النشاط الحالي، خلال الأعوام (1988، 2001، 2008، 2017، 2018م)، حيث كانت على شكل حشود زلزالية، كما هو في الشكل رقم (1) الذي يوضح من خلال الخريطة الطبوغرافية لجنوبالبحر الأحمر، وتبين مناطق نشاط الحشود الزلزالية السابقة بالمنطقة، التي تظهر إشارة (2، 6)، وهما منطقتا نشاط للحشود التي تم ذكرها في تقرير النص، وهي ذاتها منطقة النشاط الحالي. وذكر المهندس الحوثي أن "النشاط تموضع في محور البحر الأحمر، ضمن نطاق منطقة التحول للحد التكتوني الذي يتجه إلى داخل الصفيحة النوبية في خليج زيلع وصولا إلى منطقة عفار، ويفصل الجزء الشرقي منها مكونا صفيحة الدنكال الصغيرة"، كما هو موضح في الشكل رقم (2). وأشار إلى أن التقارير تظهر زلازل جنوبالبحر الأحمر ناتجة عن حركة الصفائح التكتونية، خاصة على الصدع المتصل بصفائح شرق أفريقيا وتعتبر الحركات طبيعية، وتتسبب بهزات خفيفة إلى متوسطة دون أي تهديد كبير للبنية التحتية، أو الإحساس بها على اليابسة. وأوضح أنه ومن خلال مراقبة النشاط لعدة سنوات تدل استمرارية الأنشطة في المنطقة التي تكون بشكل حشود زلزالية، وارتباط النشاط الحالي بشكل مباشر بما يعرف بنظام تصدع عفار- شرق أفريقيا، نظرا للعلاقة الجيولوجية بينهما العميقة والمترابطة، حيث يتلاقى صدع البحر الأحمر، والأخدود الشرقي أفريقي، وصدع خليج عدن، في نقطة عفار الثلاثية، يجعل هذا التلاقي من منطقة عفار وجنوبالبحر الأحمر، واحدة من أكثر المناطق نشاطا زلزاليا وبركانيا على مستوى العالم. وأعتبر رئيس مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين، تلك الصدوع جزءاً من عملية تمدد القشرة الأرضية، التي تؤدي إلى نشاط زلزالي وبركاني مستمر، وبالتالي يلاحظ عند حدوث نشاط زلزالي في منطقة يحدث نشاطا في المناطق الأخرى، فحدوث الأنشطة الزلزالية الكثيرة في شرق عفار، يلاحظ كذلك أنشطة لاحقة في جنوبالبحر الأحمر، نتيجة تفريغ الإجهاد التكتوني بين الصفائح، والنشاط الزلزالي الأخير الذي يدعم هذا الترابط، نتيجة استجابة نظام الصفائح للحركات المتسلسلة في المنطقة، كما تظهر ذلك بيانات النشاط الزلزالي المسجل من جنوبيالبحر الأحمر يوم 29 يوليو الماضي، عبر محطة DAMY في ذمار وفق الشكل (3).