بينما يترنح الموقف العربي الرسمي بين الصمت والتطبيع يخرج السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي محمولا بصوت شعبه وبألم فلسطين ليقول ما لا يجرؤ على قوله الكثيرون، إنها خطابات القائد التي تنطلق بنفس إيماني وعقائدي يتجاوز الدعم المعنوي ليعلن بوضوح "نحن مع غزة.. بالسلاح والدم والقول والفعل" ولكن هذا الصوت لا يروق لحكام العرب لأنه يفضح خنوعهم وتقصيرهم بل وتحالف بعضهم مع العدو الإسرائيلي. السيد القائد عبدالملك يسمي العدو "إسرائيل وأمريكا" ومعظم الحكومات لا تذكر العدو حتى بالاسم خوفا على مصالحها وتهديدات السيد تُترجم إلى عمليات في البحر الأحمر ومواقف ميدانية بينما لا تتعدى المواقف العربية "الإدانة "أو "القلق "خطابات السيد القائد عبدالملك تربك حسابات التطبيع وتذكر الشعوب بخيانة القضية، قد لا تروق خطابات السيد عبدالملك للزعامات التي اعتادت على اللغة الدبلوماسية الباردة لكنها تلهب قلوب الأحرار فهي لا تُهادن ولا تجامل بل تعبر عن صوت الأمة الغائب منذ عقود ولهذا بالتحديد يخشاها حكام العرب. الانزعاج العربي الرسمي من خطابات السيد عبد الملك الحوثي ليس لأنه يتحدث عن فلسطين بل لأنه يفعل ذلك بصدق ووضوح وجرأة ولأنه يكشف المستور، ويُعيد تعريف العدو والصديق ويُخاطب الأمة بروح الإيمان والعزة لا بلغة المصالح الضيقة والصفقات، ولهذا ستظل خطاباته مزعجة لهم لأنها تُوقظ ما يريدون له أن ينام، وفي زمن تحاول فيه بعض الأنظمة طمس أي مشروع مقاوم يأتي خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي ليُعيد إحياء روح المقاومة وربط القضية الفلسطينية بمحور إقليمي واسع يمتد من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان وإيران،هذا الربط يُقلق الأنظمة التي تسعى لتحييد شعوبها عن فكرة المواجهة والصراع وتسويق العلاقة مع الاحتلال كأمر طبيعي أو مصلحة وطنية وعندما يسمع الناس خطابًا يتحدث بثقة وكرامة تبدأ المقارنات في عقولهم: لماذا نحن خاضعون وهم مقاومون..؟!