باستقبالٍ فرائحي ممزوجٍ بلوحة العشق المحمّدي، أحيت طالبات كليّة الإعلام بجامعة صنعاء فعاليةً احتفاليّة بذات المُناسبة الغرّاء، تخلّلتها استقبال الطّالبات المُستجدّات وتكريم الأوائل.. في أجواء امتلأت بأهازيج الصّلوات المحمديّة والأناشيد المُعبّرة بالفرح والشّوق؛ استعداداً لاستقبال الثاني عشر من ربيع النّور. في صدد المواكبة لرسائل الوفاء لرسول الرّحمة المُهداة، ولغزّة الشَمّاء الصّبر الجميل، التقت "26سبتمبر" بالأكاديميّات والطّالبات بالكليّة.. واستجوبتهُنّ عن أعظميّة المُناسبة في وجدانهنّ، وأحقيّة تعزيز الوعي بقضيّة الأمّة المركزيّة "فلسطين"، ورسائلهنّ للمشمئزين من إحياء أعظم شعائر الله في نفوس العاشقين لنبيّ الهدى.. إلى التفاصيل: استطلاع: زينب إبراهيم الديلمي فرحٌ حقيقي البداية مع الدكتورة: أمة الرحيم الصنعاني - أكاديمية بجامعة صنعاء- التي تحدثت قائلة: ميلاد النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله هو أعظم رحمة أنعم الله بها على البشرية، ورحمة الهداية التي لا تنال إلا عبر الأنبياء والرسل، وكان سيدهم وخاتمهم محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، رحمةً مهداة للعالمين. وأشارت الصنعاني إلى أنه يجب علينا أن نفرح الفرح الحقيقي بهذه الذكرى العطرة وفقاً للمبدأ القرآني: ﴿قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون﴾ لا بكونها أياماً محدودة أو زينةً ومظاهر شكلية فحسب، بل بإحياء سيرة الرسول وجهاده وأخلاقه وعظمته، فالرسول الأعظم لا ينقصنا منه اليوم إلا شخصه الكريم، أما نهجه وأخلاقه وجهاده فهي حاضرة بيننا، وعلينا أن نتمثلها في واقعنا. وواصلت حديثها: لقد قال الله تعالى: ﴿يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم﴾، وهذا ما يجسده شعبنا اليمني اليوم بقيادة السيد عبد الملك الحوثي- حفظه الله-، في مواجهة الكفر والظلم والطغيان، وما نراه من مواقف مشرفة تجاه غزة إنما هو ثمرة من ثمار الارتباط برسول الله وجهاده، ودليل على عمق التمسك بنهجه، والرسول صلوات الله عليه وآله جعل من مسجده الشريف منطلقاً للسرايا والغزوات، قاعدةً للجهاد والدفاع عن المستضعفين، وهكذا نحن اليوم نستلهم من مدرسته قيم التضحية والجهاد، ونقف مع أحرار الأمة في مواجهة الاستكبار والعدوان. وأكدت الصنعاني أن هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي تجديد للولاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وتمسكٌ بالقرآن الكريم الذي هو المنهج والقيادة، ولا نجاة لأي أمة إلا بالسير في هذا الطريق. عودةٌ إلى منبع النّور أما ملاك عبدالواسع الخزان فشاركتنا قائلة: الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف ليس مجرد طقس عابر، بل هو عودةٌ إلى منبع النور، وارتشافٌ من معين الهداية الذي أضاء للإنسانية دروبها، هو استدعاءٌ لروح محمد صلى الله عليه وآله وسلم في حياتنا، واستحضارٌ لرسالته التي كسرت قيود الظلام، وأقامت صرح العدل والرحمة.. واستهلت الخزان حديثها: في المولد نُعلن انتماءنا الأصيل إلى هويتنا الإيمانية، ونجدّد العهد بأننا أمةٌ لا تذوب ولا تُستعبد، ما دام في قلوبنا نور المصطفى الذي قال فيه ربه : ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4].وهو من أعظم مواطن التعزيز. فالمولد هو ولادة الوعي، وبعثٌ لروح المقاومة، وتأكيدٌ أن فلسطين ليست جرحاً عابراً، بل هي قلب الأمة الذي لا يخفق إلا بمحمدٍ ورسالته، فحين نُحيي المولد النبوي الشريف، نربط بين النور الأول الذي أشرق من مكة، وبين نور الحرية الذي سيشرق من القدس. إن ذكرى المولد النبوي الشريف تذكيرٌ بأننا أمةٌ لا تنحني، وأن قدسنا لا يمكن أن تُسلَب، لأن محمدًا هو قدوتنا في رفض الظلم، وهو من علّمنا أن الدفاع عن المظلوم عبادة، وأن مواجهة المستكبرين امتدادٌ لرسالته الخالدة، حيث قال:«أفضلُ الجهادِ كلمةُ حقٍّ عند سلطانٍ جائر». وعن رسالتها للأعداء وجّهت الخزان: عبثًا تحاولون إطفاء نورٍ أضاء السماوات والأرض، المولد النبوي ليس احتفالاً نزيّنه بالأضواء، بل هو جذور إيمانية تتجدد في القلوب، كلما حاولتم طمسها ازدادت اشتعالاً، أنتم تخشون من صوت محمدٍ في وجداننا، لأنه يذكّرنا بالحرية، بالكرامة، وبأننا لا نرضى الذل، قولوا ما شئتم، وحاربوا كما شئتم، لكن اعلموا أن أمةً تهتف باسم نبيها في كل عام، أمةٌ لا تُهزم، ولا تُساوم على دينها، ولا على قضيتها المركزية فلسطين، لأن الله وعدها فقال: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة:32]. اعتزازٌ بالهويّة الإيمانيّة وتطرقت ردينة مراد الدبعي بالقول: إنها مناسبة عظيمة ومقدّسة في ذكرى المولد النبوي الشريف، تُجسّد ارتباط المؤمنين برسولهم الكريم، وتظهر بوضوح مكانته العظيمة في قلوب اليمنيين الذين يفخرون بانتمائهم إليه ويقتدون بسيرته في جميع الظروف والأحوال، فالاحتفال بهذه الذكرى ليس مجرد طقس عابر، بل هو تعبير حيّ عن الوفاء لرسالة النبي، وإحياءٌ لنوره وسيرته العطرة.. ووجّهت الدبعي رسالتها للأعداء قائلة: هذه المناسبة العظيمة هي إحياء لرسول الله صلى الله عليه وآله ولسنّته المباركة، وسيرةُ التاريخ شاهدة أن المسلمين الأوائل كانوا يستقبلون النبي بالفرح والابتهاج كما فعل الأنصار والمهاجرون حين قدِم إلى المدينة، واليمنيون اليوم بقلوبهم وأرواحهم، يواصلون هذا النهج في إظهار البهجة والتزيين وإحياء الذكرى المباركة، ليؤكدوا أنهم على عهد النبي باقون، وأن محاولات الأعداء لن تزيدنا إلا ثباتاً واعتزازاً برسولنا وهويتنا الإيمانية. فرصةٌ أنسب وفي ختام استطلاعنا مع آيات المتوكل، حيث قالت: المولد النبوي الشريف ليس مناسبة عادية ولا فترة احتفال موسمية اعتيادية، هو أكثر من ذلك بكثيرٍ جدًا، فمنذ بداية شهر ربيع المُبارك تهلّ النفحات المُحمدية على منازلنا وحياتنا الشخصية، كأن الروح اكتست حُلة خضراء مُشرِقة، ولم تبقَ بقعة في القلبِ إلّا وأضاءت، فكلما بذلت ولو شيئًا يسيرًا في حب النبي محمد صلوات الله عليه وآله الأطهار، شعرت بسلامٍ مُحمَّدي ملائكي يحفّني من كُلِ جانب.. إنها الفُرصة الأنسب للتزود من مكارمِ الأخلاق والتذكّر بأن هذا هو الموعد الأصدق لتجسيد الولاء، وتجدد المعرفة بأن مَن أحتفل به هو قدوتي الأوَّل وقائدي إلى الحَقِ أبدًا، الثاني عشر من ربيع يوم استثنائي تمامًا يأخذ قلوبنا في رحلة خاصة، رحلة عشق مُحمّدية لمن هام حُبًّا، ولكل من اتخذ عهدًا على نفسه ألّا يكون إلا حيث يرضى الله ونبيّه الأكرم صلوات الله عليه وآله وسلَّم. ومضت المتوكل قائلة: في هذه الظروف تحديدًا للاحتفال بالمولد النبوي يعزز الوعي كثيرًا؛ لأن لو كان النبي-صلوات الله عليه وآله-حاضرًا لما قامت لليهود قائمة، لم يكن ليغفل عن هذه المظلومية أو يسكت عنها، لذلك فإن احتفالنا بمولده هذا العام سيكون من منطلق أن جيش مُحمّد سيعود، وإن هناك من سيقاتل اليهود بنفس البسالة والشجاعة والقوة ذاتها التي قاتل بها سيدنا محمد المُشركين، وإن الاتّباع الصادقين يأتي من الواقع العَمَلِي المتمثّل دائمًا في الدفاع عن القضية الفلسطينية والوقفة الصادقة من قِبل الشعب اليمني وخاصة ممن يرسّخون في أنفسهم حُب المناسبة العظيمة. وبرسالةٍ إعلاميّة للأعداء وجّهت المتوكل بالقول: سبق وإن جاءتهم الرسائل من جنودنا ومن قواتنا المسلُحة وانتصاراتنا المتكررة، وقادتنا حين يوجّهون كلمات الوعيد وينفذونها فعلًا، ومن أبناء الشعب في كل جمعة بخروجهم الذي تدمع له الأعين، كلها رسائل تُمثّلني وتعبّر عمّا تكنّه معنوياتي وتُحاكي شعوري، لكن ما أودّ إضافته للعدوّ هو إن الذي هيّأ لإفشال مخططاتهم في كل عام سيهيئ هذا العام أيضًا، وإن فصل اليمنيين عن الاحتفال أمر لا يقبله العقل ولن ترضى به نفوس ترعرعت على حُب شخص النّبي محمد فنهلت منه قوة الموقف والمواجهة والثبات على العقيدة، وصدّ أي اختراقات أو حرب نفسية، سنمضي لإحياء المناسبة التي يتجلى فيها إحياء تعاليم الدِّين ولو كره الحاقدون.