مرحلة جديدة من مراحل التصعيد دشّنتها قواتنا المسلحة ضد كيان الاحتلال الصهيوني، باستهداف مواقع هامة في عمق المناطق الفلسطينيةالمحتلة، بصواريخ انشطارية متعددة الرؤوس من طراز "فلسطين 2" الفرط صوتية، المطوّرة عن نسخة "فلسطين 2" ذات الرأس الحربي الواحد، وبالصواريخ المجنحة والباليستية والطائرات المسيّرة، في إطار حق الرد المشروع على استمرار العصابات الصهيونية في ارتكاب جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، والعدوان على اليمن. 26 سبتمبر - خاص هذا التطور النوعي، الذي أعلنت عنه القوة الصاروخية بعد تجربة ناجحة للصواريخ الانشطارية، حيّد أنظمة الدفاع الجوي ذات الطبقات المتعددة، وأصاب أهدافه بدقة عالية، يُعد إنجازًا جديدًا للقوات المسلحة اليمنية يُضاف إلى إنجازاتها السابقة في إدخال أجيال متعددة من الصواريخ الباليستية والمجنحة، إلى جانب أجيال من الطائرات المسيّرة ضمن المنظومة الدفاعية . قلق وجودي فتطوير الصواريخ الفرط صوتية من طراز "فلسطين 2" لتصبح حاملة لعدة رؤوس حربية تصل إلى 22 رأسًا حربيًا متفجرًا واكثر أضاف بُعدًا جديدًا لمسار المواجهة مع كيان العدو الصهيوني، نظرًا لطبيعة هذا الصاروخ الذي تتضاعف قدرته التدميرية لحظة الانشطار، وبعد ذلك بفعل الرؤوس التي تغطي دائرة كبيرة بالقنابل القابلة للانفجار، مما جعل المستوطنين يستشعرون الخطر الوجودي أمام استمرار القوات المسلحة اليمنية في إطلاق صواريخ فتاكة قادرة على إصابة أهدافها بدقة عالية، وفشل اعتراضها من قبل دفاعات العدو الجوية. فشل ذريع بعد توالي الضربات النوعية بصواريخ انشطارية متعددة الرؤوس، أفردت وسائل إعلام الاحتلال مساحة لنقاش الفشل الذريع في اعتراض هذا النوع من الصواريخ المتطورة، والآثار التدميرية التي تُخلّفها، وخطر ذلك على مستقبل الكيان والمستوطنين بشكل عام. وفي هذا السياق، أشار ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي، بحسب ما نشرته "رأي اليوم"، بقوله: "اليمنيون لم يعودوا العدو الذي ظنناه في بداية الحرب، اليوم ندرك أن التهديد حقيقي وخطير". في حين أكّد خبراء في جيش الاحتلال بقولهم: "اليمنيون عدوٌّ قويٌّ، يتعلم بسرعة، ويبني قدراته ذاتيًا.. ولا يمكن الاستهانة بهم"، وأضاف محلل آخر: "إن لم نتحرك اليوم لإزالة التهديد، فسنواجه بعد سنوات مئات الصواريخ اليمنية المطوّرة"، فيما أكّد ثالث أن "الجيش الإسرائيلي بكامله يركّز جهوده على الساحة اليمنية: تحقيقات، تقييمات، وهجمات بطرق متعددة". ورأى مختص إسرائيلي أن "اليمنيين مختلفون، يقاتلون منذ سنوات ضد السعوديين والأمريكيين، ونحن نحاول فقط التعلم واستخلاص العبر". انفجارات متعددة يُعدّ الصاروخ الانشطاري أحد أكثر الصواريخ تطورًا وتعقيدًا في ترسانة الحروب الحديثة، وقد تم تصميم رؤوسه الحربية بدقة متناهية، بحيث يمكنها إحداث انفجارات متعددة تُلحق دمارًا كبيرًا في المنطقة المستهدفة. مميزات الصاروخ الانشطاري: يعمل بتقنية متقدمة تسمح له بالتشظي عبر الانفجار قبل ملامسة سطح الأرض لتوزيع القنابل والرؤوس الحربية على أهداف متفرقة (يشبه تأثير الحزام الناري)، أو عبر الانفجار اللاحق الذي يُحوّل الأرض المستهدفة إلى حقل من الألغام الموقوتة، مما يُعقّد مهمة الدفاع أو إزالة الخطر وحركة القوات في المنطقة. ينشطر الرأس الحربي إلى 22 جزءًا متفجرًا، وهذا الرقم قابل للمضاعفة حسب طبيعة الهدف وحجم التأثير المطلوب. إلى جانب طبيعة صناعة الصاروخ المعقدة وقدرته التدميرية، فإنه يمتلك ذكاءً كامنًا يتمثل في التوقيت وطبيعة تشظّي الرأس الحربي. هذا التطور النوعي للصواريخ الانشطارية، التي دخلت ضمن منظومة التسليح للقوات المسلحة اليمنية، غيّر موازين القوى، وجعل هذا السلاح الفتاك يمثل تحديًا جديدًا لكيان الاحتلال الصهيوني، نظرًا لقدرته التدميرية الواسعة، وقدرته على إصابة عدة أهداف في آنٍ واحد، مما جعل الرعب يدبّ في نفوس المستوطنين وجيش وقادة العدو، الذين باتوا يُعبّرون عن قلقهم الوجودي في ظل استمرار هذا النوع من الصواريخ المرعبة التي يصعب اعتراضها. الأبعاد والدلالات: حملت الضربات التي نفذتها القوة الصاروخية ضد عدد من الأهداف في عمق المناطق الفلسطينيةالمحتلة بالصواريخ الانشطارية عددا من الدلالات والأبعاد من أهمها: - قدرة اليمن على مواجهة التصعيد الإسرائيلي بأسلحة أشد فتكًا وتدميرًا من مراحل التصعيد السابقة. - أن المطارات والقواعد الجوية وتجمّعات القوى العسكرية ومحطات الطاقة والموانئ باتت في مرمى هذه الصواريخ الحديثة، وأن الخسائر ستتضاعف على العدو في قادم الأيام. - فشل منظومة الدفاع الجوي للعدو متعددة الطبقات في اعتراض الصواريخ يُنذر بمخاطر كبيرة على العدو ومواقعه العسكرية والاقتصادية. - قدرة القوات المسلحة اليمنية على فرض معادلة جديدة في الردع، بالرد على جرائم كيان العدو بضربات لم تكن في حسبانه. - التفوق التقني في القوة الصاروخية، التي تزيح الستار بين الفينة والأخرى عن أنواع جديدة ذات المديات البعيدة والتقنيات الحديثة القادرة على تغيير موازين القوى لصالح اليمن. - استهداف العدو للأعيان المدنية لن يحدّ من العمليات العسكرية المساندة لفلسطين، بل سيضاعفها بشكل أكبر مما سبق. - القدرة على التطوير والتصنيع لصواريخ فرط صوتية وانشطارية سيُضاعف من المخزون الاستراتيجي لترسانة أسلحة اليمن النوعية المختلفة، بما في ذلك سلاح الجو المسيّر والقوات البحرية والبرية أيضًا. - لن تُجدي مع اليمن استخدام القوة مهما بلغت، وأن السبيل الوحيد للحد من العمليات مرهون بوقف العدو الصهيوني لجرائم الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة ورفع الحصار عنهم. - امتلاك اليمن للعقول المصنّعة والمطوّرة لمختلف الأسلحة جعله يحتل مكانة كبيرة بثقل عسكري وسياسي على مستوى المنطقة والعالم. - المفاجآت بالكشف عن هذا النوع من الصواريخ بعد ما يقارب العامين من المواجهة مع كيان العدو تُنبئ بأن قادم الأيام سيكون أيضًا حبلى بالمفاجآت بأسلحة أشد فتكًا وردعًا للأعداء. - القدرات والخبرات العسكرية اليمنية مستمرة في مجال الإبداع والتصنيع والإنتاج لأجيال جديدة من الأسلحة المختلفة في البر والبحر، ولن تتأثر بالضربات المعادية أيًّا كانت. - رهان العدو على الأدوات لتحقيق ما عجز عنه لن يُجدي نفعًا، بل "سيزيد الطين بلة"، وستتفاقم خسائره بشكل أكبر مما مضى. 13 عملية نوعية تكثيف الضربات على العدو في البحر وفي عمق المناطق الفلسطينيةالمحتلة تضاعف بشكل لافت، وبأسلحة جديدة دخلت على خط المواجهة للمرة الأولى، مما ضاعف خسائر العدو ورفع من قلقه الوجودي، بعد أن أتت صواريخ اليمن الانشطارية والباليستية وطائراته المسيّرة أُكلها فمنذ أن طالت يد الغدر والإجرام الصهيونية رئيس حكومة التغيير والبناء الاستاذ أحمد الرهوي وتسببت باستشهاده وعددًا من رفاقه العظماء، وسّعت قواتنا المسلحة بنك أهدافها وبدأت بالاستهداف المباشر للأهداف المعادية التي تم رصدها في مياه اليمن الإقليمية وفي عمق المناطق الفلسطينيةالمحتلة، والتي تنوعت ما بين المقرات والمواقع العسكرية والمطارات والموانئ ومحطات الوقود والكهرباء، وتم البدء بضرب عدد منها وفق قاعدة "العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص". وفي هذا السياق، نفذت قواتنا المسلحة خلال الفترة من 1 إلى 5 سبتمبر الجاري 13 عملية عسكرية نوعية بستة صواريخ وعدد من الطائرات المسيّرة، طالت أهدافًا معادية في عمق المناطق الفلسطينيةالمحتلة وفي البحر الأحمر، وهذا ما تضمنته بيانات القوات المسلحة اليمنية، نوجزها فيما يلي: استهداف مطار اللد أكدت القوات المسلحة في بيان لها بتاريخ 4 سبتمبر الجاري تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي نوع "ذو الفقار"، وقد وصل الصاروخ إلى هدفه بفضل الله. عمليتان عسكريتان في الثالث من سبتمبر الجاري، أكدت القوات المسلحة تنفيذ عمليتين عسكريتين، إحداهما استهدفت هدفًا مهمًا وحساسًا للعدو الإسرائيلي غرب مدينة القدسالمحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين 2"، والأخرى استهدفت هدفًا حيويًا للعدو الإسرائيلي في منطقة حيفا المحتلة، وذلك بطائرة مسيّرة. عملية مزدوجة نفذت القوات المسلحة في 3 سبتمبر أيضًا عملية عسكرية نوعية مزدوجة، وذلك بصاروخين باليستيين، أحدهما نوع "فلسطين 2" المتشظّي ذو الرؤوس المتعددة، والآخر نوع "ذو الفقار"، استهدفا أهدافًا حساسة للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة. خمس عمليات نوعية في الثاني من سبتمبر الجاري، أكدت القوات المسلحة في بيان تنفيذ خمس عمليات نوعية استهدفت من خلالها مبنى هيئة أركان العدو الإسرائيلي، ومحطة كهرباء، ومطار اللد في يافا المحتلة، وميناء أسدود، وسفينة في شمال البحر الأحمر، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة وصاروخ مجنّح. وأوضح البيان أن سلاح الجو المسيّر نفذ أربع عمليات عسكرية بأربع طائرات مسيّرة، استهدفت الأولى مبنى هيئة الأركان التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة، وذلك بطائرة مسيّرة نوع "صماد 4"، فيما استهدفت الثلاث الأخرى محطة كهرباء الخضيرة، ومطار اللد في يافا، وميناء أسدود في فلسطينالمحتلة، مؤكدة أن العمليات أصابت أهدافها بنجاح بفضل الله. كما أكد البيان أن سلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية نفذا عملية عسكرية مشتركة استهدفت سفينة "MSC ABY" شمالي البحر الأحمر لانتهاكها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطينالمحتلة وارتباطها بالعدو الإسرائيلي، وذلك بطائرتين مسيّرتين وصاروخ مجنّح، مبينًا أنه تم إصابة السفينة بشكل مباشر بفضل الله وعونه. استهداف سفينتين مخالفتين أعلنت القوات المسلحة في بيان لها بتاريخ 2 سبتمبر الجاري تنفيذ عدد من العمليات العسكرية، منها استهداف سفينة "MSC ABY" المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وعمليات أخرى في عمق الكيان الإسرائيلي بفلسطينالمحتلة. كما أكدت القوات المسلحة في بيان لها بتاريخ 1 سبتمبر تنفيذ عملية عسكرية استهدفت من خلالها سفينة "SCARLET RAY" النفطية الإسرائيلية شمالي البحر الأحمر، وذلك بصاروخ باليستي، إسنادًا لغزة. استراتيجية خوض المعركة من خلال الزخم والعنفوان اللذين تميزت بهما القوات المسلحة، واستراتيجيتها في خوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، تتجلى كثير من الشواهد الحية التي برزت إلى الواجهة؛ نجاحات وإنجازات متعددة تمثلت في التفوق التقني العسكري للأسلحة المستخدمة في الدفاع عن السيادة الوطنية، وفي دك الأهداف المعادية، على مديات قريبة ومتوسطة وبعيدة، وبشكل متدرج ومتصاعد، بحيث تتميز كل مرحلة عما سبقها بتطور جديد من حيث نوعية الأسلحة المستخدمة، ومن حيث قدرتها التدميرية ومدياتها المختلفة بحرًا وجوًا، مما يؤكد القدرة على خوض حرب استنزاف طويلة المدى ضد العدو، وفق خطة مدروسة لا تؤثر على قدرات القوات المسلحة اليمنية، بل تمكّنها من تحويل التحديات إلى فرص، بالاستفادة من التجارب الميدانية وتوظيفها في تطوير القدرات الدفاعية بشكل يتواكب مع تطورات المعركة البحرية والجوية والبرية الحديثة المشتركة. كل هذه المتغيرات التي ترافق كل مرحلة من مراحل التصعيد الخمس ضد العدو الصهيوني، بما في ذلك الصواريخ الانشطارية المستخدمة حاليًا ضمن المرحلة الخامسة، تنبئ بأن الضربات لا تزال ضمن مرحلة تصعيد سبق أن تم الإعلان عنها، وإلا لكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت عن المرحلة السادسة من التصعيد، على سبيل المثال. وهذا ما يشير إلى أن المرحلة السادسة من التصعيد لم تبدأ بعد، وأن إعلان مرحلة سادسة من التصعيد ربما يشمل أسلحة أكثر تطورًا وأشد فتكًا بكيان العدو. ووفق المعطيات والتطورات المتسارعة فإنه لايزال هناك الكثير في جعبة القوات المسلحة، التي قد تفاجئ العدو والصديق معًا بصواريخ ذات مديات أبعد وقدرة تدميرية أكبر وأشد. وهذا ما يتضح من خلال تطور العمليات العسكرية اليمنية التي تتضمنها كل مرحلة من مراحل التصعيد بحرًا وجوًا. تفوق تقني واستخباراتي وعلى الصعيد التقني والاستخباراتي والاستطلاعي، ورصد الأهداف المعادية واستهدافها بدقة عالية، على الرغم من أساليب التمويه، لا سيما حركة السفن المرتبطة بإسرائيل التي تتخفى تحت أسماء وهمية وترفع أعلام دول أخرى، إلى حد وصلت فيه إلى تغيير الملكية، إلا أن كل تلك الأساليب كانت مكشوفة لدى القوات المسلحة اليمنية، الأمر الذي جعل العدو محصورًا بين خيارين لا ثالث لهما.. إما التقيد بقرار الحظر المفروض على الملاحة الصهيونية، أو المغامرة التي تعود عليه بعواقب وخيمة، ومن ذلك إغراق السفن المخالفة. هذا جانب، أما الجانب الآخر فيتمثل في رصد مواقع عسكرية حساسة مثل وزارة دفاع العدو، ومبنى هيئة الأركان، وعدد من المقرات السرية التي وصلت إليها ضربات القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر، مما جعل القوات المسلحة اليمنية تتصدر المشهد العالمي بحظرها للملاحة الصهيونية، وفي الوقت نفسه تعزز الأمن البحري للسفن التجارية غير المرتبطة بالاحتلال الصهيوني، إلى جانب استشعارها المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، الذي يتعرض لأبشع مذبحة في التاريخ المعاصر من العصابات الصهيونية المدعومة من أمريكا والغرب، أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي.