تناول عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي الديلمي والخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور علي حمية أبعاد الدعوة اليمنية للسعودية إلى الانتقال إلى مربع السلام ومغادرة حالة خفض التصعيد، في ظل تحولات إقليمية متسارعة عقب توقف الحرب في غزة. علي الديلمي أوضح أن الدعوة تنطلق من مسؤولية وطنية واستحقاقات سيادية بعد ثمان سنوات من العدوان الذي خلّف دماراً واسعاً ومعاناة اقتصادية طالت كل فئات الشعب اليمني. وأشار إلى أن استمرار الحرب الاقتصادية واستحواذ السعودية على الإيرادات الوطنية يمثل تحدياً خطيراً لا يمكن السكوت عنه، مؤكداً أن المرحلة لم تعد تحتمل المماطلة، وأن على الرياض الالتزام بما تم الاتفاق عليه بعيداً عن الإملاءات الأمريكية ومحاولات الابتزاز السياسي بملفات أخرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأكد أن اليمن التزم التهدئة خلال العامين الماضيين انطلاقاً من أولوية مواجهة العدوان الصهيوني على غزة، لكن مع توقف الحرب هناك عاد الملف اليمني إلى الواجهة، خصوصاً مع تفاقم الوضع المعيشي وغياب المرتبات واحتجاز الإيرادات في البنك الأهلي السعودي. وأضاف أن السعودية مطالبة بقراءة موازين القوى الجديدة بدقة، فصنعاء اليوم تملك أوراق قوة حقيقية، ولم تعد تقبل بحلول جزئية أو بمسرحية المرتزقة الذين ينفذون توجيهات السفراء الأجانب. من جانبه، رأى الدكتور علي حمية أن الدعوة اليمنية تمثل تحولاً استراتيجياً في مقاربة صنعاء للعلاقة مع الرياض، مؤكداً أن الموقف اليمني بات أقوى بعد أن أثبتت الحرب في البحر الأحمروغزة فشل التحالف الأمريكي الصهيوني في كسر الإرادة اليمنية. وأشار في حديثة إلى أن الولاياتالمتحدة تحاول إعادة تموضعها في المنطقة بعد إخفاقاتها، وتسعى عبر أدواتها الخليجية للسيطرة على الجزر اليمنية والموارد النادرة مثل اليورانيوم البارد الذي يشكّل أحد أهم أهداف الهيمنة الغربية. وأكد أن اليمن أصبح اليوم فاعلاً محورياً في معادلات الردع الإقليمي، وأن محاولات معاقبته اقتصادياً لن تنجح بعد فشل العدوان عسكرياً. واختتم بالتأكيد على أن الدعوة اليمنية ليست مناورة إعلامية بل مبادرة حقيقية لإنهاء حالة اللاسلم واللاحرب، وأن على السعودية أن تتعامل معها بجدية، لأن المرحلة المقبلة لن تشبه ما قبلها، واليمن بعد انتصاره في ملفات البحر الأحمروغزة بات أكثر استعداداً لفرض معادلاته السياسية والاقتصادية على طاولة الإقليم.