الاسيف: العميد صالح الحاوري: ان ينال الشهادة فتلك هي ملحمة الاحرار التي تستحق البذل والعطاء والتضحية، وغاية الشرفاء الذين لا يقبلون الاستكانة ولا يرضون الذل والهوان، انهم العظماء الذين امتلأت قلوبهم بالايمان والوعد الآلهي بما منحه الله لهم من مكانة عظيمة في الدنيا والاخرة الى جوار الانبياء والصديقين.. قال تعالى " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون " صدق الله العظيم.. الشهيد اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة اليمنية القائد الجهادي الفذ اسد الصحراء وصقر الجبال ومقدام الجبهات ورفيق المجاهدين والاخ الصادق مع غزة ومظلومية ابنائها في زمن الخذلان والهوان لأمة الملياري مسلم وعربي.. كم يجهش القلب وتدمع له العين في لحظة فراق هذا المقاتل الصنديد الذي كان رمزا للمجاهدين في معركة النفس الطويل ضد تحالف العدوان وفي مواجهة العدو الامريكي والبريطاني والصهيوني ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس .. كم دفعات معنوية عزز بها نفسياتهم وروحيتهم الجهادية وكم اوقات قضاها الى جانبهم في الانساق الامامية يشحذ هممهم وينير دروبهم بالقرآن ودروس ومآثر الرسول الاعظم البطولية وحكمة اعلام الهدى ممثلة بالشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وحنكة السيد القائد المجاهد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه القيادية وعظمة المسيرة القرآنية ومساراتها الجهادية خلال المواجهة مع اعداء الله والدين والامة من الكفار والمنافقين واليهود، وكم رسخ مفاهيمهم القتالية بإرساء القواعد التكتيكية النظرية منها والتطبيقية وكان الميدان له شاهد بما قدمه للمجاهدين وكان عاملا من عوامل النصر والتنكيل بالاعداء والعملاء الخونة ومرتزقة المال المأجورين خلال سنوات العدوان الامريكي الصهيوني والسعودي الاماراتي، فمثل بحضوره لدى المجاهدين رمزا للانتصار وعنوانا للانجاز والنجاح وعاملا قويا في بناء القوات المسلحة بكافة صنوفها وتشكيلاتها القتالية من القوة الصاروخية الباليستية منها والفرط صوتية والانشطارية والى سلاح الجو المسير والقوات البحرية والقوة الميدانية .. الشهيد اللواء الركن محمد الغماري رضوان الله عليه عرفته عن قرب لمست منه روحية المجاهد المتواضع الصادق مع الله وولائه لقائده وتقيده لمنهجية القرآن ووفائه للمسيرة القرآنية ومساراتها الجهادية وحبه للمجاهدين ودفاعه عن دينه ووطنه والمستضعفين من اليمن ووصولا الى فلسطينوغزة العزة.. الشهيد الغماري رجل احب الله فأحبه واحبته القيادة واحبه الشعب واحبه المجاهدون رفاق دربه من القادة والضباط والصف والجنود لتميزه بإدارته ونظرته القيادية وسمو اخلاقه ومعاملته الراقية اداريا وميدانيا، لم يأل جهدا ولم يشغل وقتا الا بما يعزز به الجبهات والاهتمام بالمجاهدين في توفير احتاجاتهم ومتطلباتهم..عاش فيهم أكل وشرب ونام الى جانبهم متوكلا بالله حتى نال مبتغاه وترجل الفارس الشهم عن صهوة جواده ناظرا نظرته الاخيرة الى مسرى الرسول الى القدس والاقصى الشريف وتحريره من دنس اليهود، فنال ما تمنى وهاهو اليوم يرتقي عزيزا كريما بروحه الطاهرة ودمائه الزكية الى بارئه الى جوار الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. والعاقبة للمتقين.. فسلام الله على روحك الطيبة الطاهرة.. ومن نصر الى نصر ولا نامت اعين الجبناء.. *مساعد قائد المنطقة العسكرية الرابعة