الحكايات التي سأكتبها ابتداء من هذا العدد هي على غرار أو بالأصح تشبه القصص القصيرة أو الأقصوصات التي يكتبها أي روائي مع الفارق أن الحكايات التي يكتبها أي روائي هي من صنع الخيال لكن هذه الحكايات التي أكتبها هي من واقع الحياة.. بعضها سمعت عنها أو قرأتها وبعضها عايشتها وبسم الله ابدأ. الحكاية الأولى: ريجان والسادات.. في إحدى زيارات الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات إلى واشنطن عام 1981م قال للرئيس الأمريكي ريجان مجاملاً: أنت ممثل عظيم أنا شاهدت فيلما من بطولتك ليلة ثورة 23 يوليو عام 1952م.. قال ريجان لم أعلم أن لي دور في الثورة إلا من سيادتك.. وكان مع السادات حزمة من المجاملات ليقولها لاحقاً له ولغيره.. لكن جاءت مناسبة 6 أكتوبر 1981م وحادثة المنصة الشهير وقتل السادات على يد الملازم أول خالد الأسلامبولي وانتهت الحكاية كحادثة ثخينة لكنها أوجدت ذغينة واستمر العداء بين الدولة المصرية والجماعات الاخونجية وهو عداء قديم بدأ عام 1928م الى اليوم. الحكاية الثانية: التقدمي والرجعي .. في عام ثمانية وسبعين وتسعمائة وألف ميلادية اختارت وزارة الثقافة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية(آنذاك) الاستاذين محمد سعيد جراده وصالح الدحان لتمثيل الجمهورية في فعاليات ثقافية أقيمت في بغداد على اعتبار أن الأول أديب معروف والثاني كاتب مبدع ومعروف وقبل المغادرة ودعتهم في مطار خور مكسر مجموعة من زملائهم الأدباء والكتاب.. مازحوهم قالوا التقى رجعي وتقدمي!! يقصدون أن الجراده رجعي كونه غير متحزب والدحان تقدمي كونه متحزبا.. سافر الاثنان ولاحقتهم دعوات زملائهم بالتوفيق والنجاح، وفي الخارج أبلوا بلاء حسناً في أروقة الفعاليات الثقافية العربية وعندما حان موعد العودة الى عدن ابن الدحان غير خط سفره الى صنعاء بينما عاد محمد سعيد جراده الى عدن.. وعندما استقبلهم زملاؤهم مرحبين ومسهلين بعودتهم لم يجدوا غير الجراده سألوه: أين زميلك الدحان؟ أجاب: زميلي صالح الدحان لأنه تقدمي فقد تقدم وسافر الى صنعاء أما أنا لكوني رجعيا فها أنا أرجع الى عدن.. انتهت الحكاية ويا دار ما دخلك شر. الحكاية الثالثة: عداد البركاني .. في أحد أيام 2010م -ألفين وعشرة ميلادية- خزن المدعو سلطان البركاني بقات (عفيس) وطلعت له فكرة عفيس مفادها: أن يصفر عداد الانتخابات الرئاسية قالوا له أصحاب المشترك لا يجوز يا بركاني كفايتكم 32 عاما حكم انصرفوا بكرامتكم أحسن لكم.. لكنه أصر على التصفير.. مجموعة من أصحابه حاولوا ثنيه عن التصفير لكن أصر على التصفير بحماية ما تسمى شرطة مكافحة الشغب.. قال أحدهم أبعدوا النقطة من فوق العين قالوا لا ما بلا تبقى النقطة ويبقى العداد مصفرا تماماً".. نائب رئيس الجمهورية حينذاك استدعى البركاني وعمل معه محاضرة داخلية قال له بالحرف الواحد وباللهجة الابينية: "يمبركاني ايش حولك من امعداد؟ عرامعداد لمعدادين يمجلبة" الجلبة معناها غنمة والبركاني يهز رأسه مثل الهندي ويقول: حاضر.. تمام.. حاضر.. واليوم الثاني غير رأيه وأصر على تصفير العداد مما دفع أصحاب المشترك الى تهديده وشددوا قبضتهم عليه وحصلت مشادات ومراجمة بالرصاص المطاطي والحي تخللها ضوضاء وفوضى خلاقة وقالوا: اضبطوا العداد.. احرسوا العداد.. ثم خلعوا العداد نهائياً، وانتهت الحكاية ولم تنتهِ.