خلف إعصار ميليسا عشرات القتلى ودمارا واسعا في دول عدة بمنطقة الكاريبي، كان آخرها كوبا التي ضربها الأربعاء، ومن المتوقع أن يتجه بعدها إلى جزر الباهاما والمنطقة المحيطة ببرمودا. ولم يتضح بعد العدد الإجمالي للضحايا في منطقة الكاريبي عموما، لكن تقارير أفادت بوقوع وفيات في جامايكا وهاييتي وجمهورية الدومينيكان وبنما. ووفقا لوكالة أسوشيتد برس، فإن ما لا يقل عن 25 شخصا لقوا حتفهم في هاييتي جراء الفيضانات الناتجة عن إعصار ميليسا. من جانبها، أعلنت السلطات الكوبية إجلاء حوالي 735 ألف شخص من منازلهم في شرق البلاد، لا سيما في مقاطعات سانتياغو دي كوبا وهولغوين وغوانتانامو. وكتب شخص من سكان سانتياغو، ثاني كبرى مدن كوبا، عبر فيسبوك "الفيضانات تغمرنا جميعا". وفي سانتياغو دي كوبا، حاولت فرق الطوارئ إنقاذ 17 شخصا محاصرين بسبب ارتفاع منسوب المياه وحدوث انهيارات أرضية، بحسب وسائل إعلام رسمية. وكان المركز الوطني الأميركي للأعاصير قد أفاد بأن "الإعصار ميليسا، الخطير جدا، وصل إلى الساحل الجنوبي الشرقي لكوبا". وتراوحت شدة ميليسا بين الفئتين الثالثة والخامسة، التي تعد أعلى فئة على مقياس سافير-سمبسون للأعاصير، وتجاوزت سرعة رياحه 200 كيلومتر في الساعة، بحسب المركز الأميركي. في غضون ذلك، تتوالى الأنباء عن حجم الأضرار الجسيمة التي خلفها الإعصار في جامايكا، بعدما صُنف بأنه أقوى إعصار في التاريخ يضرب هذه الجزيرة. وقال منسق الأممالمتحدة في منطقة الكاريبي دينيس زولو "ما نعرفه حتى الآن هو حصول دمار هائل، غير مسبوق، على مستوى البنى التحتية والممتلكات، الطرق، شبكات الاتصالات والطاقة". وأشار إلى أن سكانا يقيمون في ملاجئ في مختلف أنحاء البلاد. وتابع "حاليا تشير تقديراتنا الأولية إلى أن البلد تعرض لأضرار على مستويات غير مسبوقة". في السياق نفسه، قال وزير شؤون الجماعات المحلية ديزموند ماكنزي إن "أكثر من 530 ألف جامايكي محرومون من الكهرباء. والعمل جارٍ لاستعادة الخدمة ويتم إعطاء الأولوية للمستشفيات ومحطات الضخ ومحطات معالجة المياه". وأضاف أن "جامايكا بأكملها عانت من الآثار المدمرة لإعصار ميليسا". من جانب آخر، قالت وزارة الخارجية الجامايكية إن بريطانيا ستقدم مساعدة مالية طارئة للبلاد بقيمة 2.5 مليون جنيه إسترليني (3.3 ملايين دولار).