كرم المؤتمر الدولي الثالث آفاق المستقبل وتحولات العصر الذي عقد في مصر بمشاركة نخبة من السياسيين والاقتصاديين في جلسته الافتتاحية البروفيسور عبدالعزيز الترب، الخبير الاداري والاقتصادي البارز، بصفته ضيف الشرف، تقديرا لدوره المهني واسهاماته في تطوير منظومات الادارة والحوكمة وتعزيز كفاءة المؤسسات في البيئات المتأثرة بالصراعات. وخلال كلمته امام المشاركين، قدم البروفيسور الترب قراءة معمقة للمشهد الاقتصادي والاداري في اليمن، موضحا حجم التحديات التي تواجه مؤسسات الدولة والقطاع الخاص على حد سواء، ولا سيما في ظل التحولات التي أعقبت مرحلة الصمود الاقليمي المرتبط ب"طوفان الاقصى". واستعرض البروفيسور الترب أبرز الاختلالات التي تراكمت بفعل طول أمد الصراع، مشيرا الى ان الاقتصاد اليمني يقف اليوم على مفترق طرق يتطلب قرارات حاسمة لضمان الحد من الانهيار واستعادة الديناميات الطبيعية للنشاط الاقتصادي. كما اكد ان أي جهود للخروج من الازمة تظل مرتبطة بشكل مباشر بمدى التزام الاطراف بتنفيذ الاتفاقات القائمة، وفي مقدمتها التفاهمات التي تم التوصل اليها بوساطة عمانية. وفي هذا السياق، دعا البروفيسور الترب المملكة العربية السعودية الى الاسراع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، باعتبار ذلك مدخلا رئيسيا لاستعادة الثقة وتهيئة بيئة مستقرة تسمح بعودة تدفق الاستثمارات، وتفعيل أدوات التعافي الاقتصادي، وتحسين اداء المؤسسات في اليمن والمنطقة. واوضح ان دفع مسار السلام الى الامام ليس خيارا سياسيا فحسب، بل ضرورة اقتصادية لضمان استقرار الاقليم ككل. وقد لاقت كلمته صدى واسعا بين الحضور، الذين اشادوا بموضوعيته وعمق تحليله، مؤكّدين أهمية البعد الاقتصادي والاداري في أي تسوية مقبلة، وضرورة الاستفادة من الخبرات المتخصصة في بناء رؤى اكثر واقعية للمستقبل. واهداء البروفيسور الترب هذا التكريم للرجال الأوفياء والمخلصين الساهرين على أمن واستقرار اليمن.