إحتدمت المعارك المسلحة بين أنصار حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وقوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة غزة مما أدى الى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص وأذكى المخاوف من احتمال نشوب حرب أهلية في القطاع. وقال مسؤولون في مستشفى ان جثتي رجلي أمن مواليين لحركة فتح التي يتزعمها عباس ألقيتا في أحد الشوارع بعد أن خطفا في وقت سابق يوم الثلاثاء. ودعت دول غربية وعربية يساورها القلق من أن الاحداث تخرج عن نطاق السيطرة الى وقف القتال. وتصاعد الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين وهو الاعنف خلال السنوات العشر الماضية منذ أن دعا عباس الى انتخابات مبكرة يوم السبت الماضي في مسعى للخروج من الازمة السياسية الراهنة مع حماس. واتهمت حماس عباس بمحاولة تنفيذ "انقلاب". ومن المتوقع ان يلقي اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني والقيادي البارز بحماس خطابا في غزة الساعة السادسة مساء (1600 بتوقيت جرينتش) يرد فيه على دعوة عباس لاجراء انتخابات مبكرة. وأعلنت حماس أنها ستقاطع أي انتخابات. وفي مدينة غزة هرب مدنيون خوفا على حياتهم وأغلقت بعض المتاجر أبوابها أثناء معارك خاضها مسلحون بالاسلحة الالية والقذائف الصاروخية في مدينة غزة. وقال عادل محمد علي (40 عاما) وهو سائق سيارة أجرة "هذا جنون. الشوارع مقسمة بين مسلحي حماس وفتح. ولا تستطيع أن تفرق بينهم." وأصدر عباس بيانا دعا فيه جميع الفصائل "دون استثناء" للحفاظ على هدنة تم الاتفاق عليها مساء يوم الاحد واستمرت بالكاد ليوم. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في مقابلة مع قناة العربية ستبث في وقت لاحق يوم الثلاثاء "ينبغي وقف العنف...نأمل أن يكون هناك بالفعل وقف لاطلاق النار بين الطرفين. هذا مهم للغاية." وأجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت محادثات بشأن الفلسطينيين مع العاهل الاردني الملك عبد الله خلال زيارة للاردن لم يعلن عنها مسبقا. ودعت السعودية الفلسطينيين الى تنحية خلافاتهم جانبا. وقالت وزارة الداخلية التي تديرها حماس ان مسؤولي أمن مصريين توسطوا في ابرام اتفاق يقضي بانسحاب قوات الامن المتناحرة من الشوارع وعودتها الى مقارها. وقال خالد أبو هلال المتحدث باسم الوزارة ان الاتفاق يطلب من عدة فصائل الافراج عن رهائن تحتجزها. وكان عباس قد قال يوم الاثنين انه ملتزم باجراء انتخابات مبكرة لكنه ترك الباب مفتوحا أمام تشكيل تحالف يضم حماس وفتح في اطار حكومة خبراء يمكن ان ترضي الدول الغربية. وعلى مدى شهور حاولت حماس وفتح تشكيل حكومة وحدة وطنية لانهاء الصراع على السلطة لكن المحادثات تعثرت بسبب اصرار حماس على التمسك بموقفها الرافض للاعتراف باسرائيل. وتغلبت حماس على فتح في انتخابات يناير كانون الثاني التشريعية. وتبادلت حماس وفتح اللوم بسبب تصاعد وتيرة القتال في شوارع مدينة غزة. وقال مسؤولون في مستشفى ان رجلي أمن من القوة الموالية لفتح من بين القتلى. وأصيب خمسة أطفال في المعارك. وذكر شهود وفصائل متنافسة ان شرطيا من حماس قتل في اشتباك سابق وقع عند مدخل مجمع مستشفى الشفاء الرئيسي بمدينة غزة. وأصيب في المجمل أكثر من عشرة أشخاص. وقالت مصادر في فتح ان المخطوفين أعدما على يد وحدة شرطة تقودها حماس. ونفى متحدث باسم شرطة حماس أن تكون القوة خطفت أو قتلت أحدا. رويترز