وضعت دعوة حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاضراب عام ليوم واحد يوم الاحد اصحاب المتاجر في غزة في موقف صعب يضطرون فيه للاختيار بين أحد الجانبين في المنافسة المريرة بين فتح وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع. ووجد اصحاب الاعمال الذين استجابوا من قبل لدعوات اضراب احتجاجا على الاحتلال الاسرائيلي انفسهم يوازنون بين الخسائر التي سيتحملونها نتيجة للاغلاق واغضاب حماس وبين الاستمرار في العمل والمخاطرة بانتقام محتمل من فتح. وقال احد اصحاب المتاجر طلب عدم نشر اسمه "غزة مثل سفينة يقودها قبطانان... كل قبطان يحاول ان يجر الركاب الى الجانب الذي يخصه من السفينة وفي النهاية ستغرق السفينة." ودعت فتح للاضراب بعد اعمال عنف وقعت يوم الجمعة واستخدم فيها رجال الامن التابعين لحماس الهراوات واطلقوا الاعيرة النارية في الهواء لتفريق تجمعات للصلاة في الاماكن المفتوحة نظمتها فتح في تحد لحظر حماس للتجمعات. وقال سكان محليون ان شابا كان يقف خارج متجر للمثلجات لم يغلق أبوابه اشعل قنبلة حارقة وقذف بها الى داخل المتجر مما تسبب في اشتعال النيران فيه. وفي شارع غزة الرئيسي اغلقت نحو نصف المتاجر ابوابها. ولم يرسل الكثير من المواطنين ابناءهم الى المدارس. وقال أحد الطلاب لدى عودته مع بعض اصدقائه الى منازلهم مبكرا " حضرنا ثلاث حصص دراسية فقط. درسنا نصف يوم مدرسي لكي نرضي حماس وفتح." وقال مدير مدرسة موال لفتح في قطاع غزة ان قوات الامن التابعة لحماس احتجزته لفترة وجيزة بسبب اغلاقه للمدرسة يوم الأحد. واطلق سراحه فيما بعد بشرط تجاهله لاي دعوات مستقبلية للاضراب. وسيطرت حماس على قطاع غزة بعد أن تغلبت على قوات فتح في اقتتال داخلي دار قبل ثلاثة أشهر. ووصفت ادارة حماس في القطاع الاضراب بأنه "عبثي ومحاولة لاعادة الفوضى." وقالت الفصائل في منظمة التحرير الفلسطينية التي تقودها فتح ان أي شخص يتحدى دعوة الاضراب سيعتبر معارضا للمنظمة. وقال بعض أصحاب الاعمال لرويترز ان أعضاء من القوة التنفيذية التابعة لحماس حذروهم من أن متاجرهم ستغلق نهائيا اذا أغلقوا ابوابها يوم الاحد. ونفى متحدث باسم ادارة حماس في غزة صدور مثل هذا التحذير. وقال صحفيون لرويترز في الضفة الغربيةالمحتلة ان افراد جهاز الامن الوقائي الذي تهيمن عليه فتح اعتدوا بالضرب على عشرات الطلاب المؤيدين لحماس اثناء تظاهرهم امام جامعة الخليل احتجاجا على رفع المصاريف الدراسية. واعتدى رجال الامن بالضرب ايضا على مصور من رويترز كان يلتقط صورا للمظاهرة واحتجزوه لفترة وجيزة. وقدم قائدهم بعد ذلك اعتذارا له في المستشفى الذي نقل اليه للعلاج من كدمات. وقال شهود انه خلال اشتباكات الجمعة في غزة احتجزت القوة التنفيذية لفترة وجيزة ثلاثة صحفيين فلسطينيين يعملون لحساب جهات اعلامية دولية واعتدوا على خمسة صحفيين آخرين.