وصفت أنا برونو العاملة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي التابعة لوزارة الخارجية الفرنسية مدينة مكينون الأثرية بمحافظة حضرموت بأنها من أهم الاكتشافات الأثرية في اليمن حتى الآن وقالت في تصريح خاص ل"26 سبتمبرنت "لقد عملنا لشهر واحد في موقع مكينون وتعتبر مكينون مدينة يمنية قديمة تقع في وادي مسيلة وقمنا بحفر على المدخل الهام إلى موقع حفريات المدينة. وأيضاً حفرنا للمباني في شمال المدينة حيث وجدنا عددا من القطع الأثرية والتماثيل وعددا من قطع السيراميك ولقد قمنا بعمل نفق تجريبي عميق لغرض عمل حفريات في أروقة المدينة القديمة حيث وجدنا عددا من المساكن المبنية من أطواب طينية يرجع إنشاؤها إلى بداية الألفية السادسة ما قبل الميلاد وللمدينة مدخل رئيسي هام وتؤرخ المباني الواقعة شمال المدينة بين القرن الرابع والخامس ما قبل الميلاد, وتعتبر القطع التي تم العثور عليها مشابهة إلى حد ما للقطع الأثرية التي وجدناها في المواقع الأخرى في حضرموت مثل غيبون و شوزان وشبام. وتدل المباني السكنية على تنوع ثقافي يعود للقرن السابع ما قبل الميلاد الذي أثر بشكل كبير على الهندسة المعمارية والإنتاج المعماري القديم للناس المحليين حيث تأثر بشكل كبير مع بداية نهضة مملكة سبأ. واعتبرت خبيرة الآثار الفرنسية " هذه الاكتشافات ليست بالجديدة علينا بل إننا مستمرون في العمل في موقع مكينون منذ ست سنوات ماضية حيث تم تجسيد هذا العمل عن طريق معرفة كل خطوات البحث التي تم تنفيذها في الموقع من قبل البعثة الأثرية وبرنامجنا هو عبارة عن تحديد الفترة الزمنية للمباني السكنية في المنطقة حتى المملكة اليمنية القديمة وتدل نتائج البحث على المباني الأثرية القديمة المنهارة على أن هناك صلة بين التطور الأثري لنظم الري وتطور التجارة حيث وجدنا عددا من التماثيل والقطع القديمة والأواني الفخارية. وتعود أساسات بقايا الأروقة القديمة والأخيرة إلى فترتين زمنيتين مختلفتين مشابهة تماماً للمواقع الأثرية الأخرى الموجودة في محافظة شبوة (تمنا) الذي تكون دائماً مع دهليز طويل في الوسط وعدد من الغرف في جوانب الدهليز , ومازالت الخرائط الإرشادية مستخدمة في الهندسة المعمارية التقليدية في اليمن. أما عن سور المدينة فتقول انا برونو قد بني من قوالب جيرية كبيرة مشابهة إلى تلك القوالب الموجودة في شبوة فالمدخل الرئيسي للمدينة له ممر طويل مغطى بالحجارة, وبالنسبة للباب فيبلغ عرضه 2.80 متر.