أعلن البرلمان الصومالي يوم السبت حالة الطواريء لمدة ثلاثة شهور وسط مخاوف من العودة لاعمال العنف القبلية بعد أسابيع من القتال الذي أطاح بالاسلاميين. وصوت أعضاء البرلمان في مقر الحكومة المؤقتة في بيدوة بموافقة 154 عضوا مقابل اعتراض صوتين للتصديق على خطة رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي. وتواجه الحكومة التي تسعى لتثبيت نفسها في العاصمة مقديشو تحديا كبيرا باحلال السلام والامن للبلاد الواقعة في منطقة القرن الافريقي. وقال عثمان علمي بوقره النائب الثاني لرئيس البرلمان الصومالي امام المجلس التشريعي "تم التصديق على حالة الطواريء لمدة ثلاثة اشهر. واذا اقتضت الضرورة ان تمدد الحكومة الفترة فسيتعين على الرئيس عندئذ ان يطلب موافقة البرلمان على ذلك." ويخشى السكان أن تنزلق مقديشو ثانية في الفوضى التي عانت منها المدينة منذ الاطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري عام 1991. وحاول رجال ميليشيات يوم الجمعة شق طريقهم بالقوة الى داخل قصر الرئاسة واشتبكوا مع قوات صومالية. وجاء الاشتباك الذي أسفر عن سقوط قتلى في الوقت الذي اتفق فيه زعماء الميليشيات على دمج قواتهم لتشكيل جيش وطني جديد لتهدئة البلاد. وخلال ساعات من فرار الاسلاميين من العاصمة مقديشو عادت الميليشيات للظهور ثانية عند نقاط تفتيش في المدينة اعتادوا ترويع المدنيين منها. ورحبت الحكومة الصومالية بتصويت البرلمان. وقال عبد الرحمن ديناري المتحدث باسم الحكومة لرويترز "لان البلاد تواجه وقتا عصيبا نعتقد أن قانون الطواريء سيلعب دورا مهما في اعادة السلام واعادة بناء بلادنا." وتسعى الحكومة لنزع سلاح سكان العاصمة ولكن لم يجر تسليم سوى القليل من الاسلحة في الوقت الذي ينتظر فيه السكان لمعرفة ما اذا كان بامكان الحكومة تحقيق الاستقرار النسبي الذي تمتعوا به تحت حكم الاسلاميين الذي دام ستة شهور. وسيطرت القوات الحكومية في وقت سابق على معقل جنوبي للإسلاميين وقصفت طائرات إثيوبية المنطقة. ومن المعتقد أن الكثير من الإسلاميين الفارين كانوا مختبئين في قرية راس كامبوني الساحلية قرب الحدود الكينية بعد فرارهم جنوبا. وقال ديناري "استولت الحكومة على اخر معقل للاسلاميين في راس كامبوني مساء امس في اعقاب قتال دار في الصباح." واضاف المتحدث "معظم الارهابيين المطلوبين اما قتلوا او فروا. انهم يختبئون في الغابات... لا تزال القوات الحكومية تتعقبهم." وتابع "لن نتوقف عن الملاحقة حتى نتأكد من القضاء عليهم نهائيا." وقال متحدث باسم وزارة الاعلام الإثيوبية "القوات الإثيوبية تشارك في عملية تطهير ضد فلول جماعة الإرهابيين في راس كامبوني." وفي ميناء كيسمايو الجنوبي صرح المشرع عبد الرشيد محمد القائم أيضا بأعمال رئيس الحكومة في المنطقة التي تشن فيها العمليات بأن الطائرات الإثيوبية تقصف مواقع "يعتقد أن الإسلاميين يختبئون بها." وأضاف أن هناك قوات أمريكية على الأرض ولكنها لا تشارك في أي قتال بالرغم من أنه لم يرها. وقال مسؤول أمريكي رفيع لرويترز الأسبوع الماضي إنه لا يعلم بوجود أي قوات أمريكية خاصة في الصومال. وأرسلت واشنطن طائرة حربية إلى الصومال يوم الإثنين في محاولة لقتل متشددين تشتبه في أنهم من كبار أعضاء تنظيم القاعدة. وقصفت الطائرات الإثيوبية المنطقة على مدار أيام لإنهاء الحرب التي بدأت قبل عيد الميلاد. وقالت منظمة الإغاثة البريطانية أوكسفام إن الغارات الجوية لملاحقة الإسلاميين وحلفائهم المشتبه بهم من تنظيم القاعدة المختبئين في جنوب الصومال أسفرت بطريق الخطأ عن مقتل 70 من البدو الرعاة. وبالرغم من أن بعض المصادر الصومالية تحدثت عن أعداد من القتلى إلا أنه لم يرد تأكيد مستقل. وتنفي كل من إثيوبيا والولايات المتحدة قصف المدنيين. والهجوم الأمريكي كان أول تدخل عسكري معلن للولايات المتحدة في الصومال منذ انتهاء مهمتها لحفظ السلام عام 1994. وتقول الحكومة الأمريكية إن الهجوم أسفر عن مقتل عشرة من حلفاء تنظيم القاعدة لكنه أخفق في هدفه الرئيسي وهو ثلاثة مشتبه بهم بارزون. وتنفي واشنطن تنفيذ أي هجمات أخرى. وتريد إثيوبيا وهي أكبر قوة في منطقة القرن الافريقي سحب جنودها خلال الأسابيع القادمة والذين يتعرضون لهجمات في مقديشو منذ مساعدة الحكومة الصومالية على السيطرة على العاصمة بنهاية الشهر الماضي. لكن الدبلوماسيين يخشون أن يترك ذلك حكومة الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد عرضة للتهديدات من جانب فلول الإسلاميين الذين توعدوا بحرب عصابات وزعماء الميليشيات الذين يسعون لاستعادة المناطق التي كانوا يسيطرون عليها والعشائر المتناحرة رويترز