اجتمع وزير الشؤون الخارجية في اثيوبيا مع كبار المسؤولين في الحكومة الانتقالية بالصومال السبت بهدف المساعدة في حل أزمة سياسية متصاعدة. وفي الاسبوع الماضي تخلى 40 مسؤولا رفيعا عن الحكومة الصومالية وعزا معظمهم ذلك الى تردد رئيس الوزراء علي محمد جدي في التواصل مع الاسلاميين الذين يسيطرون على مناطق شاسعة في جنوب الصومال. واثيوبيا هي أقوى حليف اقليمي للحكومة الصومالية لكن الأنباء التي أفادت بانها أرسلت قوات لحماية الحكومة أثارت مواجهة مع الاسلاميين. ونقلت "رويترز"عن المتحدث باسم الحكومة الصومالية عبد الرحمن ديناري "ان وفد اثيوبي وصل الى بيدوا صباح اليوم برئاسة وزير الخارجية سيوم مسفين وعقد اجتماعا مغلقا مع الرئيس عبد الله يوسف." وأضاف أن الوفد "جاء لحل الخلافات بين كبار المسؤولين في الحكومة الصومالية." وقال ديناري ان الوفد عقد اجتماعا منفصلا مع جدي. وكان رئيس الوزراء الصومالي اجتاز بفارق ضئيل تصويتا حاسما على الثقة الاسبوع الماضي ويتعرض لضغوط متزايدة للاستقالة. واضاف ديناري "هذه هي المرة الاولى التي يجتمع فيها وفد على مستوى عال للحكومة الاثيوبية يرأسه.. الوزير سيوم مسفين مع الحكومة الانتقالية منذ انتقالها الى الصومال." وقال "كانت المشاورات خلف ابواب مغلقة. لا يعرف احد ما اسفرت عنه." مضيفا ان الوفد الاثيوبي سيغادر البلاد في وقت لاحق اليوم. ويقول ساسة ان الحكومة منقسمة بين يوسف ورئيس البرلمان شريف حسن من جهة ورئيس الوزراء محمد علي جدي الذي طلب تأجيل المحادثات المقترحة مع الاسلاميين. وتحظى الحكومة الانتقالية التي تشكلت في عام 2004 بتأييد غربي لكنها لا تملك السلطة الفعلية على الدولة الواقعة في القرن الافريقي والتي لم تعرف اي سلطة مركزية منذ الاطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري في عام 1991. وكشف الاسلاميون عن مدى ضعف الحكومة المتمركزة في بلدة بيدوا الاقليمية عندما استولوا على مقديشو من زعماء ميليشيات دعمتهم الولاياتالمتحدة في يونيو حزيران. ويصدق الكثير من الصوماليين الانباء التي افادت بوصول قوات اثيوبية ويلقون باللوم على جدي في نشرهم عبر الحدود. ونفت اثيوبيا مرارا انها ارسلت قوات الى الصومال. وقال الشيخ حسن ضاهر عويس الزعيم الاسلامي الاكثر نفوذا ان جماعته لن تدخل في مفاوضات الا بعد ان تسحب اثيوبيا قواتها من الاراضي الصومالية. وقال عويس ان اجتماعات اليوم تدل على ان حكومة بيدوا "حكومة يقودها الاثيوبيون" ودعا المجتمع الدولي الى مطالبة اثيوبيا بعدم التدخل في الشؤون الصومالية. وقال عويس لرويترز عبر الهاتف من قاعدته في منطقة جالجادود "اذا لم يعمل العالم على وقف التدخل الاثيوبي سيتعين علينا ان نفعل شيئا حيال ذلك." وتابع "سنجري مناقشات بيننا وان شاء الله سنرى ما يمكننا القيام به." وفي محاولة لبدء إعادة تشكيل حكومته عين جدي سبعة وزراء جدد مساء الجمعة في خطوة تستلزم موافقة الرئيس عبد الله يوسف. وكانت نصف المناصب الوزارية تقريبا خالية بعد استقالة 16 وزيرا ومقتل واحد بالرصاص وإقالة أربعة آخرين. وقال دبلوماسيون ان الاستقالات ربما كانت ستسمح في نهاية المطاف للاسلاميين بالانضمام الى الحكومة. ورغم ان الاسلاميين لم يعيروا اهتماما باقتسام السلطة الا انهم رحبوا بالاستقالات ودعوا مسؤولي الحكومة الى الانضمام اليهم.