أعلنت القوات الأميركية في العراق أنها قتلت 18 مقاتلا في اشتباكات عنيفة بدأت أمس في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي العراق. وقال الجيش الأميركي في بيان إن قواته تعرضت لهجوم بالأسلحة الخفيفة في الرمادي مساء الخميس, وعندما فشلت نيران الأسلحة الآلية الأميركية في وقف الهجوم طلبت القوات الأميركية من سلاح الجو شن غارة على المسلحين قتل فيها 15 شخصا. وأضاف البيان أن القوات الأميركية تعرضت لهجوم آخر اليوم من جانب مسلحين أطلقوا قذائف صاروخية من عدة مبان, "وقد ردت قوات التحالف على النيران مستخدمة الأسلحة الآلية وقذيفة دبابة واحدة في محاولة لوقف الهجوم, وحين استمرت الاشتباكات طلبت القوات مرة أخرى شن غارة جوية لإنهاء الهجوم". وذكر البيان أن الغارة الثانية أسفرت عن مقتل ثلاثة مسلحين, ولم يوضح ما إذا كانت هذه المعركة المستمرة منذ يوم أمس أسفرت عن سقوط قتلى أو مصابين في صفوف القوات الأميركية. في تطور آخر قال الجيش الأميركي في العراق إنه يتحقق من صحة تقرير للشرطة العراقية أفاد بسقوط مروحية أميركية صباح اليوم في مدينة التاجي شمالي بغداد. يأتي ذلك ردا على تقرير لشرطة بغداد جاء فيه أن الجيش العراقي أبلغ الشرطة بأن مروحية أميركية سقطت في التاجي -بوابة بغداد الشمالية- وأن القوات الأميركية أغلقت المنطقة. وتوجد في التاجي قاعدة جوية أميركية رئيسية. وتضاف هذه المروحية -في حال تأكد النبأ- إلى عشرات المروحيات الأميركية التي أصيبت بصواريخ أو نيران مدفعية في سنوات القتال الأربع في العراق. ففي الشهر الماضي قتل 12 جنديا أميركيا عندما سقطت مروحية من طراز بلاك هوك في قضاء بهرز شمال شرق بغداد. ورغم أن تقارير إعلامية أفادت بأن المروحية أسقطت بنيران مسلحين, لم تؤكد القوات الأميركية هذه التقارير حتى الآن. وقتل الأحد الماضي جنديان أميركيان جراء سقوط مروحية هجومية أثناء معركة جنوبي بغداد مع من وصفتهم الحكومة العراقية بمئات المقاتلين من جماعة "جند السماء". كما قتل الأسبوع الماضي خمسة متعاقدين أمنيين وسط بغداد أربعة منهم كانوا على متن مروحية سقطت وقتل الخامس بالرصاص وهو على متن مروحية ثانية. على صعيد الهجمات التي يروح ضحيتها عشرات العراقيين يوميا, شهدت الساعات ال24 الماضية مقتل 85 شخصا في هجمات انتحارية وتفجيرات كان أبرزها هجومان انتحاريان نفذا بسوق مزدحمة في مدينة الحلة جنوب بغداد وأسفرا عن مقتل 73 شخصا وإصابة 150 آخرين بجروح, حسب آخر حصيلة رسمية. وقتل 12 شخصا في سلسلة تفجيرات أخرى نفذت بعدة مدن عراقية. إلى جانب ذلك قالت الشرطة إن دورياتها عثرت على 30 جثة مجهولة الهوية ملقاة في أحياء متفرقة من بغداد. وتظهر الإحصاءات الجديدة أن عدد القتلى المدنيين العراقيين بلغ رقما قياسيا في يناير/ كانون الثاني الماضي، فقد قال مسؤول بوزارة الداخلية العراقية إن 1971 شخصا قتلوا الشهر الماضي, فيما كان العدد في ديسمبر/ كانون الأول 1930 قتيلا. من جانب آخر شيع أنصار جيش الراشدين في العراق جثمان أبو آية الخزرجي أمير الجيش الذي قتل في مواجهات مع الأميركيين قبل أيام، حسب ما ذكر الجيش في بيانه. وجاب موكب التشييع عددا من الشوارع في إحدى ضواحي بغداد. ويعتبر جيش الراشدين واحدا من الجماعات المسلحة التي تستهدف الأميركيين في مناطق متفرقة من العراق. في مدينة النجف أعلنت مصادر في الشرطة العراقية أن السلطات المحلية في المحافظة مددت حظر التجول الذي فرضته مساء أمس ليصبح شاملا، وذلك تحسبا لهجوم قد يستهدف المدينة. وسيشمل الحظر أيضا مدينة الكوفة الواقعة على بعد 10 كيلومترات عن النجف الواقعة جنوب العراق. وقال المتحدث باسم المحافظة إن هذا القرار جاء بعد تلقي معلومات حول نية مجموعات مسلحة شن هجوم على المدينة. ويأتي الحظر بعد أربعة أيام من القتال بين قوات عراقية أميركية وجماعة "جند السماء" المسلحة. وأقامت الشرطة حواجز ثابتة ومتحركة على التقاطعات الرئيسية والشوارع الفرعية للنجف. وكان متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية أعلن الثلاثاء أن الحصيلة النهائية للعملية بلغت 263 قتيلا و502 أسير بينهم 210 مصابين.