لقي 14 جندياً أمريكياً مصرعهم وأصيب العشرات الأخرون، خلال المعارك الضارية التي تشهدها مدينة القائم، بين رجال المقاومة العراقية وقوات الاحتلال الأمريكية منذ أربعة أيام، أسفرت أيضاً عن اسقاط مروحيتين أمريكيتين. وأكدت وكالة "اسوشتيد برس" الإخبارية أن 14 جنديا أمريكيا - علي الأقل - لقوا مصرعهم، وأصيب العشرات الأخرون، خلال العملية العسكرية التي تقوم بها قوات الاحتلال لليوم الرابع على التوالي، ضد رجال المقاومة بالقرب من مدينة القائم على الحدود السورية العراقية، في إطار عملية (ماتادور) أو مصارع الثيران. ومن جانبه أكد مدير اتصالات مدينة القائم - في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة الفضائية - نجاح رجال المقاومة في اسقاط مروحيتين أمريكيتين خلال المواجهات، التي راح ضحيتها العديد من المدنيين العراقيين بين أطفال ونساء ومسنين. وكانت قوات الاحتلال قد اعترفت صباح اليوم بمقتل أربعة من جنودها وإصابة 20 أخرين، خلال عملية (ماتادور)، وجاء في بيان قوات الاحتلال "أن العمليات التي يشارك فيها نحو 1000 من المارينز وتركزت في منطقة الجزيرة الصحراوية أدت إلى مقتل نحو 100 مسلح وأربعة جنود أمريكيين وجرح 20 جنديا أمريكيا آخرين، وأن المسلحين شنوا هجوما على إحدى القوافل العسكرية الأمريكية بمنطقة القائم مستخدمين صواريخ وقنابل يدوية إضافة إلى سيارتين مفخختين".ووصف مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الفريق جيمز كونواي المعارك في المنطقة بأنها حامية، مشيرا إلى أن المقاومة التي أبداها المسلحون تظهر أنهم منظمون ومتدربون بشكل جيد.ومن جهة أخري سقط عدداً من جنود الاحتلال الأمريكي بين قتيل وجريج، اثر انفجار سيارة مفخخة يقودها استشهادي، لدى مرور دورية لجيش الاحتلال الأمريكي في منطقة التاجي شمال العاصمة العراقية بغداد، اليوم الأربعاء. وقال شهود عيان "إن سيارة مفخخة انفجرت اليوم لدى مرور دورية للجيش الأمريكي في منطقة التاجي شمال العاصمة العراقية بغداد"، موضحين "أن انفجار السيارة تسبب في إحراق عجلتي (همفي) أمريكيتين كانتا ضمن الدورية وارتفاع سحب الدخان من المنطقة".وأضاف الشهود "أن القوات الأمريكية سارعت إلى اغلاق مكان الحادث ومنعت المدنيين من الإقتراب"، الأمر الذي تعذر معه معرفة حجم الخسائر البشرية التي لحقت بصفوف الجنود الأمريكيين جراء الهجوم.ومن جانبه اعترف مسؤول عسكري أمريكي بإن قوات الاحتلال الأمريكية المشاركة في عملية "الماتدور" واجهت مقاومين يرتدون بزات عسكرية في مؤشر على أنهم أكثر تنظيماً وتدريباً من باقي القماومة في بقية المناطق.وقال قائد العمليات لهيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الفريق جيمس كونواي "هناك تقارير تفيد بأن بعض المقاتلين يرتدون البزات العسكرية، وفي بعض الحالات يرتدون السترات الواقية، وهناك شكوكاً بأن تدريباتهم تفوق تلك التي شهدناها في عمليات عسكرية أخرى في الشرق". وفي تطور آخر، قال مسؤول بالشرطة العراقية إن قذيفة هاون سقطت على مجمع وزارة النفط في بغداد الثلاثاء. ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات. من ناحية ثانية أسفرت تفجيرات في تكريت والحويجة وبغداد عن مقتل قرابة سبعين شخصا بينهم عدد من قوات الشرطة العراقية ضمن تصعيد واضح في هذه الهجمات أسفر عن مقتل حوالي 400 شخص منذ تشكيل الحكومة العراقية قبل أسبوعين. ففي تكريت قتل 33 شخصا وجرح حوالي ثمانين آخرين عندما حالت الشرطة دون قيام انتحاري باقتحام مركز للشرطة بسيارته المفخخة فحولها إلى سوق مزدحم مجاور وفجرها هناك حسبما أفادت الشرطة العراقية. وعلى الإثر فرضت قوات الشرطة العراقية منع التجول في المدينة ومنعت أي شخص من قيادة السيارة لوحده في محاولة منها لمنع هجمات مماثلة. أما في بلدة الحويجة على بعد 50 كلم غرب كركوك فقتل 32 شخصا وأصيب قرابة 35 آخرين بجروح عندما فجر انتحاري نفسه وسط طابور من العراقيين المنتظرين أمام أحد مراكز تجنيد أفراد الشرطة والجيش العراقيين.وفي هجوم ثالث، قتل ثلاثة عراقيين على الأقل وجرح ثمانية آخرون بهجوم انتحاري خارج مركز للشرطة في منطقة الدورة في بغداد. وذكرت قناة الجزيرة أيضا أن أربعة عراقيين قتلوا بينهم شرطيان وأصيب تسعة آخرون في هجوم انتحاري آخر على نقطة تفتيش في منطقة بغداد الجديدة.من ناحية ثانية لا تزال أزمة اختطاف شخصين أحدهما استرالي والآخر ياباني على يد مجموعات عراقية مسلحة مستمرة. وفي هذا السياق توجه مفتي أستراليا إلى العراق، في محاولة للتوسط للإفراج عن الرهينة الأسترالي دوغلاس وود الذي تحتجزه جماعة تسمي نفسها مجلس شورى مجاهدي العراق. وفي محاولة لتشجيع الخاطفين لإطلاق سراح الرهينة الأسترالي، أعلنت عائلته استعدادها لتقديم ما أسمته هبة كبيرة للشعب العراقي مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الخاطفين لم يتقدموا بطلب أي فدية حتى الآن. يأتي ذلك بعد أن انتهت مهلة 72 ساعة التي حددها الخاطفون للسلطات الأسترالية لسحب قواتها من العراق كشرط لإطلاق الرهينة وهو ما رفضت الحكومة الأسترالية الاستجابة له قائلة إنها مستمرة في مهماتها بالعراق. أما بالنسبة للرهينة الياباني الذي اختطف أثناء هجوم على قافلة أميركية غربي العراق، فلا تزال تحتجزه مجموعة أنصار السنة دون أن تحدد مطالب معينة، علما أن الرهينة هو عسكري سابق. على نفس الصعيد أعلنت المقاومة العراقية في بيان لها صدر قبل قليل اليوم الأربعاء أنها تمكنت من قتل الجنرال درنك واين قائد العمليات الأمريكية في القائم.وذكرت الانباء أن جثة الجنرال وجدت مع طاقم مروحية أمريكية أسقطتها المقاومة اليوم وسط قرية الرمانة، حيث كان يستقل مروحية أباتشي لاستطلاع أوضاع قطاعاته العسكرية في المنطقة. وأكد شهود عيان سقوط المروحية الأمريكية،وأن النيران تشتعل فيها .