دعا الزعيم مقتدى الصدر البابا يوحنا بولس الثاني الى حل النزاع الدائر منذ الخامس من اغسطس الجاري في النجف الأشرف.. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية اليوم أن المتحدث باسم الصدر رحب باقتراح البابا يوحنا بولس الثاني امس التوسط لذلك.. وكان سكرتير الدولة في الفاتيكان الكاردينال انجيلو سودانو قال في مقابلة مع الاذاعة الحكومية الايطالية أمس "اذا ما طلب منه ذلك فان البابا يوحنا بولس الثاني يوافق بطيب خاطر على هذه الوساطة. المهم ان تلتقي جميع الاطراف حول طاولة" للتفاوض.. في غضون ذلك افاد مراسل "فرانس برس" ان المعارك استؤنفت صباح الثلاثاء بالقرب من ضريح الامام علي وسط مدينة النجف حيث يتحصن مقاتلو ميليشيا جيش المهدي التابع لرجل الدين المتشدد مقتدى الصدر.. وبدأت المعارك بين ميليشيا جيش المهدي من جهة والقوات الاميركية تساندها قوات الامن العراقية في الوقت الذي يعتزم فيه اعضاء من المؤتمر الوطني العراقي التوجه الى مدينة النجف لاقناع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بالانسحاب من ضريح الامام علي وتحويل جيش المهدي الى منظمة سياسية.. وكان مسؤول الشرطة في مدينة النجف هدد الثلاثاء باقتحام ضريح الامام علي إذا رفضت ميليشيا جيش المهدي الانسحاب منه..وقال العميد غالب الجزائري "حتى وان كانت هناك مفاوضات على عناصر الميليشيا القاء اسلحتهم ومغادرة المحافظة كلها وليس الصحن الحيدري فحسب".. وأضاف "سنقتحم الصحن الحيدري ونقتل كل واحد منهم اذا لم يلقوا اسلحتهم ويغادروا المحافظة".. وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية قال يوم الاحد ان الهجوم بات وشيكا على ميليشيا جيش المهدي التي يتحصن عناصرها في مرقد الامام علي.. إلى ذلك قتل سبعة عراقيين وأصيب 42 اخرون بجروح اثر سقوط قذائف هاون في شارع يتفرع من شارع الرشيد الرئيسي في وسط بغداد الثلاثاء مما احدث دويا عنيفا اهتزت له العاصمة العراقية كما اكدت اخر حصيلة رسمية لوزارة الصحة العراقية.. وبحسب غرفة العمليات التابعة للوزارة فان "سبعة عراقيين بينهم طفلان قتلوا واصيب اثنان واربعون اخرون بينهم امرأتان" في الانفجار الذي وقع بالقرب من شارع الرشيد وسط بغداد.. وكان الطبيب مؤيد عباس رئيس شعبة طوارىء مستشفى "مدينة الطب" اكد في وقت سابق لوكالة فرانس برس "مقتل خمسة عراقيين بينهم طفلان فيما اصيب ثلاثون بجروح". واوضح ان "بين القتلى جثتين متفحمتين بالكامل".. وكان مصدر في الشرطة العراقية فضل عدم الكشف عن اسمه قال في وقت سابق ان قذيفتين اطلقتا من الضفة الغربية لدجلة من جانب الكرخ الى جانب الرصاصة بالقرب من مسجد الحيدرخانه وشارع المتنبي حيث سوق باعة الكتب المعروف.. وقال الشاهد سعدي مشاوي (45 عاما) في مكان الانفجار ان "قذيفة على الاقل سقطت على بناية تضم العديد من ورش لخياطة الملابس والقماصل الجلدية".. ووقع الانفجار في وقت يتواصل فيه انعقاد المؤتمر الوطني العراقي بمشاركة نحو 1300 شخصية..في هذه الأثناء تجددت المعارك بين أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات الأميركية المدعومة بعناصر الحرس الوطني العراقي.. وأفادت الأنباء أن اشتباكات جرت في الحي القديم بالقرب من ضريح الإمام علي في وسط المدينة حيث يتحصن مقاتلو جيش المهدي.. وجاء تجدد المعارك في الوقت الذي توجه فيه وفد من المؤتمر الوطني العراقي إلى مدينة النجف للتفاوض مع الصدر. كما رحب مقتدى الصدر باقتراح بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني التوسط لحل أزمة النجف.. وقد هاجمت عناصر من جيش المهدي آليتين تابعتين للقوات البريطانية وسط مدينة البصرة، وجرح ثلاثة جنود إيطاليين صباح اليوم في هجوم بالقذائف استهدف دوريتهم في مدينة الناصرية.. من جانبها بدأت الشرطة العراقية حملة لإعادة اعتقال حوالي 230 سجينا قامت عناصر من جيش المهدي بالإفراج عنهم الأسبوع الماضي.. وفي تطورات ميدانية أخرى أكد مصدر مسؤول في الشرطة العراقية أن القوات الأمريكية مسنودة بقوات عراقية اعتقلت اليوم اللواء ربيع سهيل نجم مدير مكتب رئيس جهاز الاستخبارات العراقي السابق طاهر جليل حبوش التكريتي.. ويحمل طاهر جليل حبوش التكريتي الرقم 16 على لائحة المطلوبين لواشنطن ولايزال طليقا.. من جهة أخرى قتل ضابط شرطة عراقي برتبة رائد برصاص مسلحين مجهولين في مدينة الرمادي غربي بغداد ونفى مجلس المجاهدين في المدينة تورطه في الهجوم.. وأصيبت ثلاث عراقيات شقيقات بجروح في مدينة بعقوبة إثر سقوط قذيفة هاون على منزلهن.. من جانب آخر أعلنت جماعة عراقية مسلحة تطلق على نفسها "سرايا الدفاع عن العتبات المقدسة" أنها اختطفت شخصا قالت إنه ضابط في جهاز المخابرات العراقي ويدعى أسامة عبد الجبار ردا على القتال الدائر في مدينة النجف..وقد أعلن قائد شرطة كربلاء الإفراج عن رهينة أردني يدعى سامر طعيمة..وأكدت الشرطة العراقية نبأ اختطاف صحفي غربي ومترجمه في الناصرية بينما كانا يسيران في سوق مزدحم الجمعة الماضية..وقال شهود عيان إن مسلحين يرتديان زيا مدنيا احتجزا كاميرا الصحفي الأمريكي من أصل فرنسي مايكا غارين قبل أن يقتاداه إلى جهة مجهولة..من جهة أخرى هدد المئات من المشاركين في المؤتمر الوطني العراقي في بغداد اليوم بالانسحاب من المؤتمر إذا لم يغير نظام التصويت لاختيار أعضاء المجلس الوطني.. وقال عضو التجمع الديمقراطي العراقي عزيز الياسري إن الأحزاب الرئيسية الكبرى فرضت سيطرتها على المؤتمر وأعدت بالفعل قوائمها التي سيتم اختيار أعضاء المجلس منها. واعتبر أن ذلك سيؤدي لإذكاء الانقسامات وفشل المؤتمر في تحقيق أهدافه..ومن المقرر أن يختار المؤتمر 81 من أعضاء الهيئة التشريعية المائة في حين تعود المقاعد ال19 المتبقية إلى أعضاء مجلس الحكم الانتقالي المنحل الذين لم يتقلدوا مناصب وزارية في الحكومة الانتقالية.