قتل جنديان أمريكيان وأصيب 17 عندما شن مسلحون هجوما منسقا على موقع عسكري شمالي بغداد يوم الاثنين في واحد من أكبر الهجمات من هذا النوع على ما يبدو خلال شهور. ويأتي الهجوم الذي قال الجيش ان المسلحين استخدموا فيه سيارة ملغومة يقودها انتحاري في وقت ينتشر فيه عشرات الالاف من القوات الامريكية والعراقية في أنحاء العاصمة في حملة أمنية جديدة ضد العنف الطائفي المستعر الذي يهدد بنشوب حرب أهلية شاملة. وقال متحدث باسم الجيش الامريكي في بغداد ان الهجوم حدث في موقع شمالي بغداد لكنه رفض الإفصاح عن معلومات أكثر تحديدا بشأن الموقع. وقال الميجر ستيفين لامب : "انه لم يكن مجرد هجوم عفوي. لم يكونوا مجرد أناس يسددون طلقات عشوائية تجاهنا.".. ونادرا ما يشن المسلحون هجوما منسقا ضد القواعد الامريكية. وقال بيان للجيش الامريكي ان الجنود الامريكيين يقومون بتأمين المنطقة واجلاء الجرحى. ولم يعرف بعد ما اذا كان أي من المسلحين قد لقي حتفه. وقتل أكثر من 3100 جندي أمريكي في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. وبعد يوم واحد من مقتل 60 شخصا في انفجار قنبلتين في سوق بإحدى المناطق الشيعية ببغداد في أعنف هجوم منذ بدء الحملة الامنية يوم الاربعاء واصل المسلحون ضغوطهم من خلال سلسلة من الهجمات قتلت أكثر من 30 عراقيا في بغداد وبالقرب منها. وحذر مسؤولون عسكريون أمريكيون من أن المسلحين قد يستهدفون مناطق خارج بغداد في الوقت الذي تركز فيه القوات الامريكية والعراقية جهودها داخل العاصمة. وقتل عشرة أشخاص في تفجيرات في العاصمة الامر الذي سلط الضوء مجددا على التحدي الخاص بإعادة الاستقرار الى المدينة التي تتركز فيها إراقة الدماء في العراق. كما تصاعد العنف في مناطق تقع الى الغرب والشمال من العاصمة مخلفا أكثر من 20 قتيلا من بينهم 13 من عائلة واحدة تعرضوا لكمين بالقرب من الفلوجة لدى عودتهم الى ديارهم بعد المشاركة في عزاء. وفي أعنف هجمات يوم الاثنين قالت الشرطة ان مسلحين يشتبه في أنهم من القاعدة أنزلوا أفراد العائلة العائدين من العزاء من حافلة صغيرة في وضح النهار وأطلقوا عليهم النار فأردوهم قتلى بما في ذلك طفلان بعد أن اكتشفوا أنهم من عشيرة سنية تعارض القاعدة. وتقع مدينة الفلوجة الغربية في محافظة الانبار معقل التمرد الذي يشنه العرب السنة. وفي الرمادي عاصمة الانبار قتل انتحاريان 11 شخصا عندما استهدفا منزل عبد الستار البزيع وهو زعيم عشائري قاد حملة دعمتها الحكومة لقتال القاعدة. وقال شهود ان أحد الانتحاريين صدم سيارته الملغومة بأسوار خارج منزله وبعدها فجر انتحاري اخر شاحنته بالقرب من المنزل. والى الشمال من بغداد قتل انتحاري بسيارة ملغومة استهدف بها منزل قائد محلي بالجيش خمسة أشخاص من بينهم جندي وأصاب عشرة. وفي وسط بغداد قتل أربعة أشخاص عندما انفجرت قنبلة في حافلة صغيرة في حي الكرادة وهو منطقة غالبية سكانها من الشيعة لكن مسيحيين أيضا يعيشون بها. وفي حي الزعفرانية جنوب بغداد وهو أيضا منطقة شيعية قالت الشرطة ان قنبلتين مزروعتين على الطريق انفجرتا مستهدفتين دورية للشرطة مما أسفر عن سقوط ستة قتلى واصابة 40. وتأتي أحداث العنف يوم الاثنين بعد يوم واحد من انفجار سيارتين ملغومتين في منطقة تجارية مزدحمة بأحد الاحياء التي تسكنها أغلبية شيعية ببغداد مما أسفر عن مقتل 60 شخصا. وقبل هذا الحادث بيومين أشاد رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي تحت ضغط من واشنطن لوقف العنف الذي وضع العراق على حافة حرب أهلية شاملة بما وصفه "بالنجاح الباهر" الذي حققته الحملة الامنية. ويشارك أكثر من 110 ألاف من قوات الامن العراقية والامريكية في "عملية فرض القانون" التي تهدف الى استئصال شأفة العنف الطائفي المشتعل بواسطة المسلحين السنة والميليشيات الشيعية. وكان القادة العسكريون الامريكيون الذين يضعون في اعتبارهم فشل حملة مماثلة الصيف الماضي أكثر حذرا وحذروا من أن أي تراجع في مستوى العنف قد يكون مؤقتا ريثما يعدل المسلحون أساليبهم للتصدي للاستراتيجية الجديدة. وتراجعت حدة الهجمات الطائفية وهجمات المسلحين بشكل نسبي في العاصمة وبالقرب منها منذ أن بدأت العملية الأمنية التي ينظر اليها على أنها محاولة أخيرة لتفادي حرب بين الاغلبية الشيعية والأقلية السنية. وقال الجيش الأمريكي أن الأمر سيستغرق عدة أشهر لمعرفة ما اذا كانت الحملة الامنية ناجحة.