ارتفعت حدة التصريحات والتهديدات بين الولاياتالمتحدةوإيران في وقت تناقش فيه الدول الخمس الكبرى وألمانيا في لندن اليوم الاثنين كيفية مواجهة رفض إيران المتواصل طلب مجلس الأمن تعليق تخصيب اليورانيوم، وفي غضون ذلك كشفت صحيفة أمريكية عن خطط أعدها البنتاغون لشن ضربات جوية ضد المنشآت الإيرانية. وفي فيينا حذر سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية من مخاطر شن عمل عسكري ضد بلاده مؤكداً أن إيران ليست كالعراق. وقال السفير الإيراني علي أصغر سلطانيه في مقابلة مع صحيفة (دي بريسه) النمساوية الصادرة في فيينا أمس الأحد 25/2/2007 أن بلاده تطمح إلى إيجاد مخرج سلمي للأزمة النووية مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الإيرانيين سيدافعون عن كل شبر من أراضيهم وسيضحون بأنفسهم في حال شن حرب ضد بلادهم. وأضاف سلطانية قائلا " نحن لا نسعى لحيازة سلاح نووي وهذا ما أكده الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وقبله الزعيم الراحل الخميني، مشيراً إلى أن طهران سبق وأن علقت أنشطة تخصيب اليورانيوم لمدة عامين ونصف وبشكل طوعي إلا أنها لم تجني شيئاً من وراء ذلك بل استمرت الدعوات بفرض عقوبات دولية عليها. وأعرب السفير سلطانية عن أمله في أن لا تكرر الولاياتالمتحدة " غلطتها الغبية التي بدأتها في العراق " مؤكدا أن إيران تختلف تماماً عن العراق. واتهم السفير سلطانيه مجلس الأمن بإتباع سياسة تقوم على ما وصفه بازدواجية المعايير و قال في هذا الصدد بأن قرار المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رقم 533 يؤكد بأن أي هجوم أو تهديد ضد منشأة نووية سواء كانت تعمل أو قيد الإنشاء يعتبر انتهاكا لدستور الوكالة و يستدعي تدخلا عاجلاً من قبل مجلس الأمن و ذلك في إشارة على ما يبدو إلى التهديدات الأمريكية والإسرائيلية بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وقال أنه في حال صدور قرار جديد من قبل الأممالمتحدة ضد إيران فإن ذلك من شأنه أن يزيد الضغوط على الحكومة في طهران بهدف الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي. وأكد السفير سلطانية أن للعقوبات أثر عكسي تماما مشدداً على القول انه بدلاً من فرض عقوبات على بلاده يتعين على المجتمع الدولي مضاعفة جهوده لإيجاد حل سلمي لهذه المسالة عبر الحوار والمفاوضات. وحول ما تردد بأن الرئيس الإيراني يستغل التصعيد في الأزمة النووية لتعزيز موقفه السياسي في الداخل، اعتبر السفير سلطانيه ذلك بأنه كلام مغلوط وقال في هذا الصدد " إن إيران بحاجة إلى الهدوء لتطوير اقتصادها وتنفيذ مشاريعها لأنها أمضت سنوات طويلة في الحرب مع صدام حسين، ونحن لم نتخطى حدودنا ونهاجم الآخرين ولكننا سنحطم الحدود من النواحي العلمية ". وحول إمكانية قبول طهران اقتراح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي بتحقيق وقف متزامن لأنشطة التخصيب الإيرانية والعقوبات الدولية تجنب السفير سلطانية إعطاء رد واضح، وقال " أن طهران تدرس هذا الاقتراح، وإذا ما توفرت الظروف لإجراء محادثات فإننا سنكون مستعدين التحدث عن كافة القضايا العالقة ". هذا وقد استأثرت أنباء الأزمة النووية الإيرانية ولاسيما ما يتصل بإمكانية توجيه ضربة عسكرية أمريكية للمواقع الإيرانية باهتمام غالبية وسائل الإعلام النمساوية الصادرة اليوم الاثنين، حيث نقلت صحيفة (دير ستاندارد) مقتطفات من تقرير الصحيفة الأمريكية ( The New Yorker ) التي أشارت فيه إلى تشكيل وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون قوة خاصة للتدخل العسكري ضد إيران، حيث توضع حالياً اللمسات الأخيرة على المواقع التي يخطط لقصفها والتي لن تقتصر على المنشآت النووية الإيرانية بل تمتد أيضاً إلى المواقع التي تقدم دعماً للمقاومين في العراق. وأفادت الصحف النمساوية في تغطيتها بأن البنتاغون نفى وجود مثل هذه التحضيرات للحرب ضد إيران، رغم أن قيادة الجيش الأمريكي حذرت من عواقب هذه الحرب وخاصة ما يتعلق بتعرض حاملات الطائرات الأمريكية في الخليج العربي إلى هجمات انتحارية.