أكد مسؤول رفيع في وزارة الداخلية العراقية أن غارة جوية للقوات الأمريكية شُنت صباح الجمعة، على حي بمدينة الصدر قرب العاصمة بغداد، أدت إلى مقتل 16 شخصا على الأقل وجرح 14 آخرين. ووفق المسؤول فإن الهجوم الجوي وقع الساعة الثانية فجر الجمعة بالتوقيت المحلي. وأضاف أن معظم القتلى هم من قوات الحرس التي تشرف على أمن مداخل مدينة الصدر التي تقطنها أغلبية شيعية تعلن ولاءها لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر. في الغضون قال الجيش الأمريكي إنه ينظر في صحة هذا التقرير. وكان الجيش الأمريكي أعلن في وقت سابق الجمعة، أن قوات التحالف والقوات العراقية اعتقلت في مدينة الصدر مشتبها بصلته بشبكة للمتفجرات. وقال بيان للجيش الأمريكي ستة "مشتبهين بالإرهاب" اعتقلوا في عملية قرب الحدود السورية دون أن يحدد مكان الاعتقال. فيما اعتقل خمسة آخرون يزعم "بصلتهم في تسهيل دخول المقاتلين الأجانب" في غارة في منطقة كرمة في محافظة الأنبار. يذكر أن ما لا يقل عن 138 أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب ما يزيد على 170 بجروح في عدد من التفجيرات والهجمات في أنحاء متفرقة من العراق، سقط معظمهم في بغداد والخالص، الخميس. من جهة ثانية اعتقلت السلطات العراقية 18 من قوات الشرطة العراقية في محافظة نينوى، الجمعة، على خلفية التحقيقات بشأن قتل 70 شخصا في تلعفر، وفقا لما أعلن مسؤول في وزارة الداخلية. وقال قائد شرطة المحافظة الجنرال واثق عبد القادر الحمداني إنّ المعتقلين متهمون بالعمل مع مليشيات شيعية لتنفيذ أعمال قتل في منطقة واحد السنية. وأوضح أنّ أعضاء في عائلات سنية تمّ استهدافها هم من حددوا هويات رجال الشرطة المعتقلين. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قد أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في "أعمال القتل" الطائفية، التي اندلعت مؤخراً بمدينة "تلعفر" شمالي بغداد، والتي راح ضحيتها نحو 155 قتيلاً، فضلاً عن عشرات الجرحى. وقال بيان صادر عن الجيش الأمريكي إن الوضع بمدينة تلعفر، الواقعة بمحافظة "نينوي" قرب الحدود السورية، أصبح تحت السيطرة، بعد أن تم إعلان حظر التجول بها الأربعاء، فيما انتشرت القوات العراقية في مختلف شوارع المدينة. وذكر بيان الجيش الأمريكي أن اللجنة التي شكلها المالكي للتحقيق في أحداث تلعفر، تضم عدداً من قيادات الجيش ووزارة الداخلية العراقيين، ونقل عن بيان أصدرته الحكومة العراقية، قوله إن "مرتكبي هذه الجرائم، سينالون عقابهم الذي يستحقونه." وكان مسؤولون في الشرطة العراقية، قد كشفوا الأربعاء، أن مجموعة من عناصر الشرطة الشيّعة، المتمركزين في تلعفر، خرجوا إلى شوارع المدينة مطلقين النار في فورة غضب انتقامية، مما تسبب بمقتل70 شخصاً، وجرح 30 آخرين، فيما جرى اختطاف 40 مدنياً من السكان السُنّة بالمدينة.(القصة كاملة) ولم يتوقف إطلاق النار في المدينة إلا بعد تدخّل وحدات من الجيش العراقي، التي اقتحمت المناطق السنيّة، فارضة حظر التجوال في المدينة الواقعة على بعد 418 كيلومتراً شمالي غربي بغداد. في غضون ذلك، اتهمت الجبهة التركمانية العراقية، ميليشيات شيعية مسلحة وقوات الشرطة، بالوقوف وراء ما أسمته ب "المجزرة"، ضد أبناء السنة في مدينة تلعفر. وقال مسؤول بالجبهة التركمانية إن "هناك كثير من الدلائل، التي تؤكد وقوف ميليشيات جيش المهدي، الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وراء الهجوم على السُنة في تلعفر الأربعاء." واتهم المسؤول التركماني أجهزة الدولة ب "عدم التحرك" لمواجهة الموقف، وقال "وقفت أجهزة الدولة ساكتة وعاجزة، عن معالجة الموقف"، مشيراً إلى أن عشرات الجثث ظلت متروكة في الشوارع لفترة طويلة. وقال شهود عيان إن مليشيات مسلحة ورجال شرطة يرتدون زياً مدنياً، أخذوا يطلقون النار بشكل عشوائي، على الأحياء السكنية، التي يقطنها أبناء الطائفة السنية، فيما أشار أحد الشهود إلى أن هؤلاء المسلحين، دخلوا أحد البيوت بوسط المدينة، وقاموا بإطلاق النار على العائلة التي تسكنه، والمكونة من 14 شخصاً، حيث قتلوهم جميعاً. جاءت هذه الهجمات، التي اعتبرتها مصادر أمنية "رداً انتقامياً"، بعد أقل من يوم على هجومين انتحاريين، شهدتهما المدينة الثلاثاء، بمنطقة شيعية، أسفرا عن سقوط أكثر من 85 قتيلاً، وإصابة 183 آخرين، حسبما أعلنت مصادر الجيش العراقي. - المصدر/ CNN