دخلت أزمة البحارة البريطانيين المحتجزين في إيران منعطفا جديدا, ففي حين أعلنت إيران أنها بدأت في اتخاذ إجراءات قانونية لمحاكمة البحارة ، دعت وزيرة الخارجية البريطانية، مارغريت بيكيت، الحكومة الإيرانية إلى سرعة إنهاء أزمة البحارة سلمياً ، فقد أشارت الوزيرة إلى بدء حوار بين لندنوطهران، بهدف تسوية هذه الأزمة. فقد إعلن السفير الإيراني لدى موسكو غلام رضا أنصاري أن خطوات قانونية بدأت بالفعل لمحاكمة البحارة البريطانيين ، بسبب دخولهم بشكل غير مشروع إلى المياه الإقليمية الإيرانية ، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن رضا أنصاري قوله إن "الشق القانوني المتعلق بهؤلاء البحارة البريطانيين بدأ وإذا ثبتت التهم ضدهم ستجري معاقبتهم". ومن جانبها دعت وزيرة الخارجية البريطانية، مارغريت بيكيت، الحكومة الإيرانية إلى سرعة إنهاء أزمة البحارة البريطانيين سلمياً، فقد أشارت الوزيرة البريطانية إلى بدء حوار بين لندنوطهران، بهدف تسوية هذه الأزمة. وكشفت الوزيرة البريطانية أن وزارة الخارجية أرسلت السبت رداً دبلوماسياً رسمياً على المذكرة، التي تلقتها من طهران في وقت سابق الجمعة، مشيرة إلى أن لندن ما زالت تنتظر الرد من الجانب الإيراني. وقالت بيكيت في تصريحات "لقد تسلمنا مذكرة دبلوماسية، ورددنا عليها"، إلا أنها لم تكشف عن تفاصيل بشأن مضمون المذكرة. وكانت إيران أرسلت مذكرة دبلوماسية للسلطات البريطانية أدانت فيها ما وصفته ب"العمل غير المشروع"، الذي قام به البحارة البريطانيين في مياه الخليج. وأضافت بيكيت في تصريحاتها: "أعتقد أن الجميع يأسفون للموقف الذي نشأ، ونحن نرغب في إيجاد سبيل للخروج منه، ونريد أن يحدث ذلك سلمياً، وبالسرعة الممكنة"، إلا أنها أعربت عن خشيتها من تعطل الجهود الدبلوماسية، بسبب عطلة احتفالات النيروز التي تشهدها إيران حالياً. وبدأت الحكومة الإيرانية عطلة تستمر أسبوعين، اعتباراً من 21 مارس الجاري، وتنتهي الثلاثاء المقبل، بمناسبة بدء السنة الفارسية الجديدة. تزامنت تصريحات وزيرة الخارجية البريطانية، مع تحذير وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي، مما اعتبره "خطورة تسييس الأزمة، وإحداث ضجة إعلامية"، قائلاً إنها ستؤدي إلى تعقيد الجهود الرامية لحلها. جاء تحذير متقي خلال محادثة هاتفية في وقت سابق الجمعة، مع نظيره الأسترالي الكساندر داونر. وعلى صعيد متصل، طالب الاتحاد الأوروبي الجمعة، إيران بإطلاق سراح البحارة البريطانيين فوراً ودون شروط، وهدد باتخاذ "تدابير مناسبة"، حال رفض حكومة طهران الالتزام بالمطالب. وأيد بيان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعهم بألمانيا، موقف رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، الرافض للمزاعم الإيرانية بدخول القوة البريطانية إلى مياهها الإقليمية بصورة غير مشروعة. وجاء في بيان المجموعة الأوروبية في هذا السياق: "كافة الأدلة تشير بوضوح إلى أن البحارة البريطانيين، كانوا ساعة احتجازهم، في مهمة تفتيش روتينية في المياه العراقية، وتحت مظلة الأممالمتحدة." وقد عرض التلفزيون الإيراني صورا للبحارة البريطانيين وهم يتناولون الطعام ، كما كشفت السفارة الايرانية في لندن عن رسالة ثالثة وجهتها الجندية البريطانية المحتجزة فاي تيرني طالبت فيها الحكومة البريطانية ب"تغيير تصرفاتها القمعية تجاه الشعوب"، مشيرة الى انها "ضحية لسياسات حكومتي بوش وبلير". لكن الحكومة البريطانية ردت على ذلك بغضب حيث اعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن شعوره بالصدمة لعرض الجنود عبر التلفزيون، وقال بلير ان هذه التصرف " سوف يزيد شعور الناس بالاشمئزاز من الموقف الايراني". واعتبر بلير ان المخرج الوحيد لحل هذه الازمة هو اطلاق سراح الجنود البريطانيين واضاف ان حكومته تولي القضية "الاهمية القصوى والتصميم الكامل"، وصرح بلير قائلا: " ليس لدي تفسير لسلوك الحكومة الايرانية الذي يؤدي الى زيادة شعور الناس بالاشمئزاز من سلوكهم لاحتجاز جنودنا وعرضهم عبر محطات التلفزيون". واضاف بلير ان هذا السلوك لن يخدع احدا وعلى الايرانيين ان يدركوا انهم سيواجهون المزيد من العزلة لو استمروا في هذا السلوك. ومن جانبه طالب الرئيس الايراني محمود احمدى نجاد بريطانيا بالاعتذار لبلاده, ومشيراً إلى أن بلاده ستنظر بإيجابية في طلب تقدمت به تركيا للافراج عن الجندية البريطانية المحتجزة في إيران محملا الحكومة البريطانية مسئولية عرقلة تسوية حل المسالة, ومضيفا في تصريح للتلفزيون الإيراني أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان طلب تمكين السفير التركي في طهران من مقابلة البحارة البريطانيين المحتجزين في إيران كما طلب العمل على الافراج عن المرأة الوحيدة بينهم. وأشار نجاد إلى أن العسكريين البريطانيين وبالرغم من تعهد بريطانيا خرقوا مرات عدة الاتفاقات الدولية بدخولهم المياه الاقليمية الإيرانية ولكنهم بدل ان يقدموا اعتذارات ويسعوا لحل المشكلة بالطرق الدبلوماسية عقدوا تسوية المسألة بخلقهم مناخا مغايرا للواقع ولجوئهم إلى الدعاية الإعلامية. وفي نفس السياق طالب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي بريطانيا بالاعتراف بأن بحارتها ال "15" انتهكوا المياه الاقليمية الإيرانية لكى تساعد على حل الازمة, مشيراً الى انه يتوجب على المسئولين البريطانيين ان يقبلوا بأن هذا الانتهاك قد حصل لان هذا الامر سيساعد على حل القضية، موضحا أن الزيارات القنصلية لا يمكن أن تتم الا بعد الانتهاء من التحقيقات مع هؤلاء البحارة. كما أكد قائد حرس الساحل الايراني العميد ستاره مجددا أن عناصر البحرية البريطانية انتهكوا ست مرات المياه الاقليمية الإيرانية قبل أن يتم اعتقالهم الذى جاء بعد توجيه عدة تحذيرات لهم, موضحا أن رجال خفر السواحل سجلوا الوثائق والاشرطة التى تؤكد انتهاك القوات البريطانية للمياه الاقليمية الايرانية وذلك وفقا لانظمة ال "جي. بي. اس.". *محيط
