أعلنت وزيرة الخارجية النمساوية السيدة (أرزولا بلاسنيك) بأنها ستستقبل نظيرها وزير الخارجية الفلسطيني الجديد الدكتور( زياد أبو عمر) في فيينا يوم الأربعاء القادم الموافق 4/ابريل/2007، بناءً على الدعوة التي وجهتها لمعاليه في وقت سابق. وقالت الوزيرة بلاسنيك في مقابلة نشرتها صحيفة ( دي برسه )النمساوية في عددها الصادر في عطلة نهاية الأسبوع " إن زيارة وزير الخارجية الفلسطيني للنمسا تكتسب أهمية كبيرة من الناحية السياسية لأنه يتعين اتخاذ خطوات شجاعة إذا ما أردنا فتح الطريق للمستقبل والتخلص من حالة الجمود الراهنة، الأمر الذي دفعني إلى توجيه الدعوة للوزير أبو عمر دون الحاجة إلى التشاور مع إي طرف آخر ". ورداً على سؤال حول ما وصف بعدم ارتياح إسرائيل لمبادرة النمسا باستضافة أحد أعضاء الحكومة الفلسطينية الجديدة، قالت الوزيرة بلاسنيك " لقد قمت بتطوير علاقات قائمة على أسس سليمة مع حكومة إسرائيل الحالية ،ولكن يتعين فسح المجال لاتخاذ خطوات يدرك المرء بان الحكومة الإسرائيلية لا تشاطرها الرأي فيها ". وتابعت قائلة"إنني احترم موقف إسرائيل بعدم الاتصال بحكومة لا تعترف بحقها، وأطالب الحكومة الفلسطينية بالاعتراف بحق إسرائيل بالوجود والاتفاقيات الموقعة ونبذ العنف ". و أشارت إلى النمسا و باقي الدول في الاتحاد الأوروبي " سعت من اجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمنع وقوع حرب أهلية بين الأشقاء الفلسطينيين وتسهيل تحريك الأجواء ". وأكدت أن حماس ومن خلال مشاركتها في الحكومة تقاسمت نفوذها مع حركة فتح وخبراء مستقلين بينهم وزير الخارجية الدكتور زياد أبو عمر. وأعربت الوزيرة بلاسنيك عن قناعتها " بان حماس ستغير من موقفها في المستقبل لكنها أشارت بنفس الوقت إلى أن هذا الأمر لن يحصل في ليلة و ضحاها ويحتاج إلى مزيد من الوقت ". وكشفت بان الاتحاد الأوروبي " يهدف من وراء جهوده على المدى البعيد إلى إحداث مزيد من التطور في موقف حماس ". وأوضحت قائلة " إن الأمر يتعلق بمدى استجابة إطراف في الحكومة بمطالب المجتمع الدولي، نحن نطمح إلى إنجاز ما وصفته بديناميكية جديدة للتغلب على حالة الجمود إذ تحتاج إسرائيل إلى شريك من اجل تحقيق الحل القائم على إنشاء دولتين". وردا على سؤال فيما إذا سيعترف وزير الخارجية الفلسطيني الجديد في فيينا بحق إسرائيل في الوجود بشكل علني، ردت الوزيرة بلاسنيك بالقول " إن الوزير أبو عمر هو جزء من الحكومة وبالتالي عليه أن يطبق برنامجها مشيرة إلى أن الموضوع متروك لفلسطينيين وحدهم لتحديد موقفهم ". وحول سؤال آخر يتعلق بعدم أجراء مشاورات مع الرئاسة الألمانية في الاتحاد الأوروبي قبل توجيه الدعوة إلى الوزير الفلسطيني قالت الوزيرة بلاسنيك " لا توجد حاجة ضرورية لذلك، فلدينا نهج مشترك، علماً بان الوزير ابو عمر ليس عضوا في حركة حماس... كما إن الإتحاد الأوروبي لا يحظر الاتصالات مع الوزراء المستقلين". وردا على سؤال حول وجود تفاهم بين الأوروبيين يقضي بعدم أجراء اتصالات مع حكومة لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود قالت الوزيرة بلاسنيك " إن هذا هو تفسير إسرائيل لهذا الموضوع, أما نحن الأوروبيون فقد اتفقنا على عدم تحويل الأموال إلى حكومة حماس، غير أنها استدركت قائلة بان الحكومة الفلسطينية لم تعد حكومة حماس وحدها ". وأضافت الوزيرة النمساوية قائلة " بان هناك اليوم حكومة وحدة وطنية تخلت فيها حركة حماس عن نفوذها، كما يتعين التفريق بين سياسي تابع لحركة حماس وآخر لا ينضم إليها، وهذا ما نوليه الاهتمام الذي يستحقه ". وكشفت الوزيرة النمساوية قائلة " انه بقدر تعلق الأمر بالمستوى الفني هناك اتصالات مع السلطات المحلية الفلسطينية التابعة لحماس، دون أن يمتد الأمر إلى الاتصالات السياسية ". ومضت تقول " سنمضي على المستوى الأوروبي في أجراء نقاش حول هذا الموضوع، ولكن ذلك لا يمنعني من الاتصال بعضو مستقل في الحكومة الفلسطينية". وكانت وزيرة الخارجية النمساوية قد أكدت خلال الجلسة الختامية لاجتماع وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي في مدينة بريمن بألمانيا يوم السبت الماضي 31/3/2007 على القول " إن حالة الجمود الراهنة في الشرق الأوسط ليست في صالح أحد، وهناك حاجة للتحرك خاصة وأن هناك ظروفاً ملائمة في الوقت الراهن " وهي إشارة على ما يبدو إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإعلان القادة العرب في قمة الرياض تمسكهم بمبادرة بيروت للسلام. وأوضحت الوزيرة بلاسنيك في بيانها أمام الاجتماع الأوروبي والذي نشر في موقع وزارة الخارجية النمساوية اليوم الاثنين 02/أبريل/2007 قائلة" إن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يوفر فرصة لديناميكية إيجابية في المنطقة، وقد وجهت الدعوة لوزير الخارجية الفلسطيني د. زياد أبو عمر إدراكا مني لأهمية ذلك، وسنواصل الحوار مع القوى التي تؤمن بالمستقبل في الحكومة الفلسطينية ". وشددت الوزيرة النمساوية على القول " إن هذا الموقف لا يعني بأننا تخلينا عن تطلعاتنا السابقة بل بالعكس، فنحن لا نزال متمسكين بالموقف الواضح للإتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية الدولية المعنية بالشرق الأوسط الذي يقوم على نبذ العنف والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وبالاتفاقيات الموقعة، باعتبارها شروطاً أساسية لإقامة عملية سياسية دائمة في المنطقة ". وأعربت الوزيرة بلاسنيك عن أملها في " أن تتمكن حركة حماس من تطوير موقفها السياسي بشكل أفضل، لاسيما وأن انضمامها لحكومة الوحدة الوطنية يشكل خطوة هامة في هذا الاتجاه يتعين البناء عليها، حيث سأقوم بالتأكيد على هذا الأمر خلال لقائي في فيينا مع وزير الخارجية الفلسطيني ". وأضافت تقول " إن الإتحاد الأوروبي باعتباره شريكاً صبوراً بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين قادر على القيام بإنجازات كبيرة في الوقت الراهن، فنحن نعطي دفعة للعملية السياسية المتجددة من خلال تنشيط عمل اللجنة الرباعية وعبر وساطة الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي في المنطقة ومع الولاياتالمتحدة، نحن نقدم مساهمة كبيرة من الناحية العسكرية في قوات ( يونيفيل) لحفظ السلام ومالية من خلال تقديم المساعدة للفلسطينيين ". وأشارت الوزيرة النمساوية إلى أن " الإتحاد الأوروبي قدم العام الماضي مساعدات مالية إضافية تفوق ما قدمه خلال السنوات الماضية، ولن يتخلى عن الشعب الفلسطيني". وانتهت وزيرة الخارجية النمساوية في بيانها أمام وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي إلى القول " إن الإتحاد الأوروبي ينظر حالياً في مدى استفادة الفلسطينيين من آلية التمويل التي يطبقها في ظل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ".