وصلت رئيسة مجلس النواب الامريكي الديمقراطية نانسي بيلوسي امس الثلاثاء الي دمشق في اول زيارة لمسؤول امريكي علي هذا المستوي الي سورية منذ سنوات، حسبما افاد مصور لوكالة فرانس برس . وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم في استقبال بيلوسي لدي وصولها الي دمشق حيث تمضي يومين يفترض ان تجري خلالهما محادثات مع الرئيس بشار الاسد. وبيلوسي هي احدي المناهضين بقوة للرئيس الامريكي جورج بوش وقد اثارت زيارتها الي سورية امتعاض البيت الابيض. واعتبر الرئيس الامريكي جورج بوش امس الثلاثاء ان زيارة بيلوسي لسورية توجه رسائل متناقضة تنسف جهود عزل الرئيس السوري بشار الاسد. وقال بوش في مؤتمر صحافي في حديقة البيت الابيض قلنا صراحة لمسؤولين كبار سواء كانوا جمهوريين او ديموقراطيين ان الذهاب الي سورية يوجه رسائل متناقضة للمنطقة وبالتأكيد للرئيس الاسد . واضاف الرئيس الامريكي ان هذه الزيارات توحي للمسؤولين الحكوميين (السوريين) بانهم جزء من المجتمع الدولي في حين ان دولتهم تساند الارهاب . واوضح ذهب الكثيرون لرؤية الرئيس الاسد بعضهم امريكيين لكن الكثير منهم قادة اوروبيون ومسؤولون كبار. ومع ذلك لم نر اي شيء من حيث الافعال . من جانبها اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية امس الثلاثاء ان الزيارة الحالية لرئيسة مجلس النواب الامريكي نانسي بيلوسي الي دمشق لن تؤدي الي تغير معين في موقف الادارة الامريكية من سورية. وقال مساعد المتحدث باسم الوزارة دوني سيمونو لا اعتقد ان هذه الزيارة ستؤدي الي تغير معين للادارة الامريكية بشأن سورية، مشيرا الي ان الزيارة لقيت الكثير من الانتقاد من قبل وزارة الخارجية الامريكية. واكد المتحدث ان فرنساوالولاياتالمتحدة تبقيان مقربتين جدا في سياستهما ازاء سورية. واضاف المتحدث الفرنسي اعتقد اننا نواصل تقديم الطلبات نفسها لكي تظهر سورية مزيدا من التعاون لاقرار الاستقرار في المنطقة . وتابع سيمونو نحن لا نزال نتعاطي مع سورية بذهنية متشابهة الي حد ما، اي دعوة هذا البلد لكي يكون بناء ومتعاونا الي اقصي درجة ممكنة لكي يساهم في استقرار وسلام المنطقة ازاء مختلف جيرانه . وذكر المتحدث ان فرنساوالولاياتالمتحدة عملا الكثير معا لاصدار قرار مجلس الامن 1559. وتجاوزت بيلوسي ثالث شخصية سياسية في الولاياتالمتحدة والمعارضة لسياسة الرئيس جورج بوش في العراق، انتقادات الادارة الامريكية التي تشهد علاقاتها مع دمشق توترا. وهي تدعم بقوة توصيات مجموعة الدراسات حول العراق التي ترأسها وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر وشجعت علي استئناف حوار مع سورية. وتقاطع الادارة الامريكيةدمشق منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005، الذي اشارت لجنة دولية للتحقيق الي احتمال تورط مسؤولين امنيين سوريين فيه. وقال رئيس تحرير صحيفة البعث السورية الياس مراد ان هذه الزيارة هي بشكل او بآخر اقرار بدور سوري والخلاف الذي حصل في الادارة الامريكية (حول الزيارة) يؤكد ان هناك اكثر من وجهة نظر في الولاياتالمتحدة حول اسلوب التعامل مع سورية . واكد مراد ان سورية تشجع الاطراف الامريكية التي تدعو الي الحوار ومستعدة لسماع طلباتهم لكن في النهاية سورية ستقوم بما يخدم مصالحها . من جهتها، رأت وسائل الاعلام السورية ان المشرعين الامريكيين من الحزبين يدركون ان هناك خللا في السياسة الامريكية تجاه المنطقة وانه يجب عليهم العمل علي معالجة الخلل بدءا من اخطاء الحرب علي العراق والعلاقات مع سورية . ومع ان واشنطن تفرض عقوبات اقتصادية علي سورية منذ 2004 لدفعها الي تغيير سياستها الاقليمية، زارت وفود امريكية عديدة دمشق في الفترة الاخيرة. ودعا برلمانيون في حزب بوش الاحد الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقاء في دمشق الي وقف تسلل المقاتلين المعادية للامريكيين الي العراق ووقف التدخل في لبنان والكف عن دعم حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية (حماس). وتعتبر الولاياتالمتحدة واسرائيل الحركتين منظمتين ارهابيتين . وستنقل بيلوسي التي بدأت السبت في اسرائيل، جولة في المنطقة، الي دمشق وجهات نظر الدولة العبرية حول عملية السلام. وقال مصدر رسمي اسرائيلي الاحد انها ستؤكد استعداد اسرائيل لبدء مفاوضات سلام اذا اوقفت دمشق دعمها للارهاب . وتصر دمشق علي استعادة هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في 1967. وكان مصدر في سفارة الولاياتالمتحدة صرح لفرانس برس الاحد ان رئيسة مجلس النواب ستبحث مع الاسد في عدد من القضايا المرتبطة بالعلاقات السورية الامريكية والمسائل الاقليمية . ونقلت صحيفة الثورة السورية عن عماد مصطفي سفير سورية في واشنطن الثلاثاء ان الحوار لن يقف عند هذا الحد وان كان ذلك لا يعني بالمطلق ان الادارة الامريكية ستغير موقفها فجأة . من جهتها، كتبت صحيفة تشرين انه يمكن القول سلفا ان نانسي بيلوسي ستكتشف بنفسها ان الايدي السورية ممدودة للحوار الجاد والصادق مع المسؤولين الامريكيين . وانتقد البيت الابيض من جديد الاثنين زيارة بيلوسي. وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم الرئاسة الامريكية نعتقد ان رسالة خاطئة توجه الي دمشق عندما تزورها شخصيات رسمية كبيرة لالتقاط صور يستغلها الاسد في مرحلة لاحقة . لكن بيلوسي اكدت الاثنين في بيروت ان زيارتها الي سورية مهمة من اجل بدء الحوار خصوصا حول العراق والمحكمة ذات الطابع الدولي للتحقيق في اغتيال الحريري.