في الوقت الذي أعرب المواطنون الجزائريون عن مخاوفهم من عودة كابوس الارهاب في التسعينيات مرة اخرى للبلاد ، قال وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني إنه سيعمد الى زيادة عدد رجال الشرطة والدرك في المدن الجزائرية بعد التفجيرات التي شهدتها العاصمة الجزائرية والتي اعلن ارتفاع حصيلتها الى 33 قتيلا. وأضاف زرهوني لوكالة الانباء الجزائرية الرسمية الخميس 12-4-2007 ان التفجيرات الانتحارية ربما كانت تهدف الى تعطيل اجراء الانتخابات البرلمانية يوم 17 مايو /ايار ونسف الجهود الرامية لوضع نهاية للعنف السياسي المستمر منذ سنوات. وقال دون ايضاح انه ينبغي عدم استبعاد احتمال وجود أصحاب مصالح اخرين لايريدون رؤية دولة الجزائر تسترد عافيتها وتعيد بناء نفسها وتعمل بكفاءة اكبر. واشار الى ان مكافحة الارهاب تعتمد على بقاء الجزائريين" متيقظين" لان الناس اصبحوا معتادين على السلام. من جهتهم ، أعرب الجزائريون عن مخاوفهم من احتمال أن ينزلق البلد مجددا الى الصراع السياسي الدامي الذي دارت رحاه في تسعينات القرن الماضي. وقال محمد ربحي وهو طالب شاب كان يشرب القهوة في ميدان بوسط الجزائر "اعتقدنا ان ايام الرعب انتهت. مازلت أشعر بصدمة .. أنا خائف." أما عامرية عبد المؤمن وهي موظفة رفيعة المستوى في مؤسسة عامة فتقول إنها عايشت "السنوات السوداء الارهابية" بين 1990 و2000 في العاصمة الجزائرية, وانها كانت تعيش "في خوف يومي من مغادرة منزلها وعدم الرجوع اليه". واضافت "اني اعيش القلق ذاته".وقالت بغضب "كانوا وعدونا بانهم (الاسلاميون) لن يعودوا". وفي بيان نشره عقب الانفجارات موقع اسلامي على الانترنت, تبنى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي هذه الاعتداءات واكد ان ثلاثة انتحارين نفذوها ونشر صورا لهم على الشبكة. وانزلق الجزائر الى دائرة العنف في عام 1992 بعد أن ألغت السلطات التي كانت مدعومة من الجيش انذاك نتائج انتخابات برلمانية كان الاسلاميون متقدمين فيها. وقتل زهاء 200 ألف شخص بسبب أعمال العنف. لكن هذا العنف تراجع في السنوات الاخيرة بعد منح العفو لمتشددين لكنه لا يزال مستمرا في المناطق الجبلية شرقي العاصمة الجزائرية. ويقول محللون اخرون ان تصاعد وتيرة الهجمات في الاونة الاخيرة ان دل على شيء فانه يدل على نجاح العمليات الاخيرة التي نفذها الجيش ضد المتمردين شرقي الجزائر العاصمة. وكتبت صحيفة ليبرته" كلما اقتربت أجهزة الامن من القضاء التام على هؤلاء الطفيليون كلما شن الارهابيون أعمالا يائسة."