عقد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتماعا يوم الاحد في مستهل سلسلة من اللقاءات بين الزعيمين في اطار مبادرة أمريكية لكن الاجتماع لم يتطرق لبعض أكثر القضايا اثارة للخلاف في الصراع بالشرق الاوسط. ولكن في تصريحات ربما تبين سلوك مسار بديل يشمل جامعة الدول العربية وخطة سلام طرحتها السعودية عام 2002 قال أولمرت لحكومته إنه "على استعداد لاجراء حوار مع أي مجموعة من الدول العربية بشان افكارها." ولا يبدو أي من الزعيمين في وضع يتيح له اتخاذ خطوات جريئة تجاه اتفاق سلام نهائي.. فنسبة التأييد لاولمرت دون العشرة بالمئة وتتشارك حركة فتح التي يتزعمها عباس في السلطة مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي لا تعترف باسرائيل. وكانت المحادثات التي استمرت ساعتين على مأدبة غداء في مقر اولمرت في القدس أول اجتماع بين اولمرت وعباس منذ أن اتفقا خلال زيارة قامت بها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية للمنطقة الشهر الماضي على الاجتماع كل اسبوعين. وقالت ميري ايسين المتحدثة باسم أولمرت "كان اجتماعا ايجابيا في اطار الحوار الراهن الذي يساعد في بناء الثقة بين القيادتين الاسرائيلية والفلسطينية." "الاجتماع القادم سيعقد في غضون أسبوعين وثمة احتمال قوي بعقده في أريحا (بالضفة الغربية)." وقال صائب عريقات أحد مستشاري عباس البارزين إن هذا الاجتماع مجرد بداية واستبعد أن يسفر لقاء واحد عن حل كل المشكلات أو التوصل "لافق سياسي". وبعد مرور ست سنوات على آخر محادثات بين اسرائيل والفلسطينيين حول الوضع النهائي تسعى واشنطن لتشكيل ما تطلق عليه اصطلاح "الافق السياسي" للطرفين فيما تحاول كسب مساندة العرب لسياساتها في العراق وتجاه ايران. وقالت ايسين "خصصا جزءا من المحادثات عن الافق السياسي" مشيرة إلى " أفكار اقتصادية يمكن تطبيقها." وذكر مساعدون لاولمرت قبل الاجتماع أن رئيس الوزراء الاسرائيلي مستعد لمناقشة الهياكل القانونية والاقتصادية والحكومية لدولة فلسطينية تقام في المستقبل في اجتماعه مع عباس الذي شكل حكومة وحدة مع حماس في الشهر الماضي. وقال أولمرت في الاجتماع الوزاري الاسبوعي في تصريحات بثها التلفزيون "لن نناقش القضايا الجوهرية في الصراع.. قضايا اللاجئين والقدس والحدود." وأشارت ايسين إلى أن الزعيمين لم يتطرقا لقضايا "الوضع النهائي" خلال النصف الاول من الجلسة التي حضرها كذلك وزيرا الدفاع والخارجية الاسرائيليان ومساعدون لعباس. وقالت إن أولمرت لم يكشف عما دار بينه وبين عباس من مناقشات خلال محادثات مغلقة دارت بينهما واستمرت لمدة ساعة. وعشية المحادثات وصف فوزي برهوم المتحدث باسم حماس الاجتماع بانه عديم الجدوى ومجرد فرصة لالتقاط الصور. وبينما يواصل عباس محادثاته مع أولمرت يضغط الرئيس الفلسطيني على رئيس الوزراء الاسرائيلي أيضا لاجراء محادثات تستند إلى مبادرة السلام العربية التي طرحت أول مرة عام 2002. وتجتمع لجنة تضم 13 من وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الاربعاء المقبل لمناقشة تشكيل عدة مجموعات عمل لدعم المبادرة. وقال أولمرت في وقت سابق يوم الاحد إنه يرى "عناصر ايجابية" في المبادرة التي تعرض اقامة علاقات بين اسرائيل وجميع الدول العربية إذا انسحبت من جميع الاراضي العربية التي احتلها في عام 1967 وسمحت باقامة دولة فلسطينية وتوصلت لحل مقبول لمشكلة اللاجئين. وقال مساعدون لاولمرت يوم السبت إنه "يميل" للموافقة على اجراء اتصالات مع مجموعة عمل من الجامعة العربية. لكن مستقبله السياسي قد يتوقف على التقرير المؤقت المقرر صدوره في وقت لاحق من الشهر الجاري عن لجنة تحقيق اسرائيلية في حرب لبنان التي دارت رحاها العام الماضي ولم تتمكن الدولة اليهودية من حسمها لصالحها. وقالت ايسين إن أولمرت ضغط هو الاخر على عباس لبذل أقصى ما يمكنه للمساعدة على اطلاق سراح جندي اسرائيلي أسره نشطاء من غزة العام الماضي. وقالت إن الزعيم الاسرائيلي وعد عباس بعمل المزيد لتخفيف القيود المفروضة على تنقلات الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة. من جهة ثانية اعلنت جماعة تسمي نفسها "كتائب التوحيد والجهاد" في بيان ارسل الى وكالات الانباء ظهر الأحد انها قتلت الصحفي البريطاني الان جونستون المختطف في غزة منذ اكثر من شهر. وذكرت وكالة "سما" الفلسطينية أن الجماعة قالت في بيان لها: " لقد قامت الدنيا ولم تقعد من اجل هذا الصحفي الاجنبي بينما نحن اسرانا بالالاف في كل مكان ولا احد يحرك ساكنا اليهم". ولم يتسن ل"محيط" التأكد من صحة البيان من مصدر مستقل. وكانت الجماعة قد طالبت بإطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال مقابل تسليم الصحفي البريطاني. واضاف البيان " لقد كان هدفنا ايصال صورة واضحة ورسالة عن هذا الامر ولكننا فوجئنا بموقف رئاسة الوزراء ورئاسة الوزراء بابعاد القضية قدر ما يكون عن الحقيقة وتصوير الامر على غير حقيقته مما جعلنا اسفين نقوم بقتل الصحفي حتى تصل الرسالة في العاجل الغير آجل اليهم ". وتابع " فلعلهم ارادوا ان تكون الرسالة ملطخة بالدم حتى يفهموها " موضحا انه سيتم نشر شريط فيديو يبين قتله على وسائل الاعلام. وقال البيان " اننا اذ نحمّل الطرف الاخر المتمثل بالرئاسة والحكومة والحكومة البريطانية دم ابنهم الصحفي فاننا نؤكد على ان مطالبنا بالافراج عن اسرانا في سجون الاحتلال ما زالت قائمة واننا لن يهدا لنا جفن حتى نخرجهم احرار شرفاء". يأتي هذا فيما رفض رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بوقت سابق الابتزاز السياسي والمالي الذي يمارسه خاطفو الان جونستون . ونقلت صحيفة "الخليج" الإماراتية عن هنية قوله في تصريح صحفي: "ترفض الحكومة كل أساليب الابتزاز السياسي والمالي"، موضحا أن الحكومة تواصل جهودها للحفاظ على جونستون ومنع تعرضه لأي خطر محتمل، ملمحاً بذلك إلى أن الخاطفين يطالبون بفدية مالية مقابل إطلاق جونستون. وكان هنية اجتمع مع القنصل البريطاني العام ريتشارد بيسميكر في مكتبه بغزة قبل نحو أسبوع، للبحث في قضية خطف جونستون. وأوضح أن الحكومة تتواصل مع الأجهزة الأمنية، للعمل على إطلاق جونستون في أسرع وقت ممكن، وانهاء الملف بشكل نهائي الذي وصفه بالمؤسف. وقال: "إن الحكومة الفلسطينية جادة في فرض النظام والقانون وأنها ستعمل على محاسبة كل من له علاقة بخطفه وتقديمه للعدالة".