هزّت انفجارات عنيفة العاصمة الصومالية مقديشو وسمع إطلاق نار في أنحاء مختلفة من المدينة طوال ليل السبت وصبيحة يوم الأحد مع تواصل القتال العنيف الدائر بين القوات الإثيوبية والصومالية من جهة والمسلحين من جهة أخرى والذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخصا. و نقلت "بي بي سي " عن "منظمة علمان لحقوق الإنسان" الصومالية قولها :"إن 52 مدنياً قتلوا في المواجهات التي أسقطت عدداً غير معلوم من المصابين السبت". ووصف رئيس المنظمة الحقوقية، سودان علي أحمد، مواجهات السبت بالأسوأ خلال الأعوام القليلة الأخيرة. وتستعر المواجهات المسلحة في الجانب الشمالي من مقديشو، التي بدأ المئات من السكان في النزوح عنها للانضمام إلى مئات الآلاف من النازحين الذي هجروا المدينة منذ فبراير/شباط. وتقول بعض الجماعات المحلية إن عدد من هُجروا من منازلهم في الآونة الأخيرة قد تجاوز 500 ألف شخص، في أكبر موجة نزوح عن المدينة منذ سقوط نظام الحاكم العسكري السابق للبلاد محمد سياد بري عام 1991. إلا أن الأممالمتحدة قالت إن زهاء 321 ألف من سكان مقديشو قد هجروها جراء القتال بين الطرفين منذ شهر فبراير/شباط الماضي. ويمثل هذا العدد حوالي ثلث سكان العاصمة مقديشو ويتجاوز كثيرا الأرقام التي نشرت سابقا. وألقى سفير الولاياتالمتحدة لدى الصومال وكينيا، مايكل رانبيرغ، بتبعة العنف على عاتق الفصائل الصومالية المتناحرة وفلول المليشيات المتشددة. وصرح رانبيرغ قائلاً إنهم "يحاولون خلق مقاومة.. إلا أنه عنف انتهازي.. فهم ليسوا منظمون كمقاومة." وفي شأن متصل، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون الجمعة بوقف فوري للقتال في الصومال وبدء الحوار بين الفصائل الصومالية المتناحرة لإنهاء 16 عاماً من العنف والفوضى التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة بنظام سياد بري عام 1991. وأشار كي-مون، في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن الدولي، إلى الحاجة الماسة لوضع حد للاقتتال، بإعلان هدنة أو التزام الأطراف المتناحرة لتحقيق السلام عبر حكومة فيدرالية انتقالية.