على عكس التوقعات، لم يشهد اليوم الثاني والاخير من المؤتمر الدولي حول العراق الذي تستضيفه شرم الشيخ المصرية، أي لقاء بين وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مع نظيرها الايراني منوشهر متكي، وتم الاكتفاء بلقاء بين خبراء أمريكيين وايرانيين، حسبما أعلن وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري. وأرجعت رايس عدم لقائها بمتكي إلى أنه "لم تكن هناك مناسبة، وإلا كنت التقيته"، وفق ما قالت خلال مؤتمر صافي عقدته الجمعة 4-5-2007. وكان دبلوماسيون تحدثوا عن ضغوط عراقية لعقد لقاء بين رايس ومتكي، اللذين تبادلا عبارات التحية على الغداء أمس الخميس، إلا أنهما لم يتبادلا أي اتصالات اخرى على العشاء. وقال مسؤول امريكي إن متكي غادر العشاء فجأة، حيث كان سيجلس أمام رايس، لأنه اعتبر ان الثوب الاحمر الذي ترتديه عازفة الكمان الروسية فاضح. وفي حين قال دبلوماسيون ان رايس كانت منفتحة على عقد لقاء مع متكي، رأوا أن الجانب الايراني كان فاترا إزاء الفكرة، حتى أن متكي كرر هجومه على الولاياتالمتحدة، متهمها اياها بممارسة الارهاب في العراق. كما أدان "المعايير المزدوجة" التي تميز بين ارهابيين جيدين وارهابيين سيئين" مطالبا واشنطن بوضع خطة للانسحاب. فيما اعتبر متحدث رسمي باسم الوفد ايراني بالمؤتمر أن اعتقال الولاياتالمتحدة لخمسة دبلوماسيين ايرانيين في العراق هو "عمل ارهابي يستحق الإدانة". وتحدث متكي في الجلسة الافتتاحية لأعمال اليوم الثاني من المؤتمر، معتبرا أن "خلق ملاذ آمن للارهابيين الذين يحاولون تحويل الأراضي العراقية إلى قاعدة لمهاجمة جيران العراق، يجب أن يكون محل ادانة". وأضاف: "اننا نواجة دائرة مفرغة، فالارهابيون يزعمون انهم يحاربون قوات الاحتلال في حين يبرر المحتلون وجودهم بذريعة الحرب على الارهاب. وهذا المحور "الارهاب-الاحتلال" هو اصل كل المشكلات في العراق، ولا يجب ان يكون هناك شك في ان الاعمال الارهابية في العراق تنبع من الرؤى الخاطئة التي تبنتها القوات الاجنبية". وقال "لهذا فان اصل الازمة يكمن في استمرار الاحتلال"، مؤكداً انه "يتعين على الولاياتالمتحدة تحمل مسؤولياتها الناجمة عن احتلال العراق ولا يجب ان تضع اللوم على الآخرين في محاولة غير مسؤولة للافلات من هذه المسؤوليات". البيان الختامي وكان المؤتمر اختتم اعماله بعد ظهر اليوم الجمعة، بدعوة دول جوار العراق إلى التعامل مع الطائفية وتفكيك الميليشيات والجماعات المسلحة غير القانونية" في هذا البلد. وأكد البيان الختامي على "مساندته الكاملة لجهود الحكومة الدستورية المنتخبة لتحقيق اهداف الشعب العراقي من اجل تحقيق الرفاهية والاستقلال والديموقراطية والفدرالية والوحدة". وأشار البيان الى "الحاجة الى مساعدة الحكومة العراقية في بناء قوات الدفاع والامن على اسس وطنية ومهنية والترحيب بالعروض المقدمة من الدول العربية وغيرها لمساندة تطوير القدرات المهنية للقوات المسلحة العراقية". وجدد المشاركون "مساندتهم لجهود الحكومة العراقية في التعجيل بجاهزية قواتها المسلحة (...) بما يمهد الطريق لانهاء ولاية القوات المتعددة الجنسيات". ودعا البيان الى "اتخاذ خطوات بناءة نحو مراجعة الدستور والتشريعات الاخرى" وبينها "قانون اجتثاث البعث وفقا للاليات الدستورية المتفق عليها" وتزامنت هذه الدعوة مع طلب العراق من دول جواره الست، العمل على وقف تسلل المتشددين إلى أراضيه، ومنعهم من الحصول على دعم مادي ودعم سياسي واعلامي. كما أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن بلاده لن تسمح لمنظمات ارهابية باستخدام أراضيها ملاذا امنا. ونفى المالكي وجود خطر للحرب الأهلية، مشيراً إلى ان جميع طوائف الشعب توحدت ضد الإرهاب. وأثنى على خطة فرض القانون معتبراً أنها خطوة في طريق تحقيق الأمن والاستقرار. من جهته، توقع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن توجه مسودة البيان الختامي للمؤتمر نداء إلى الجامعة، لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية بالعراق، مؤكدا الاستعداد لهذه الاستضافة. واعتبر موسى أن الوقت الراهن ليس لتبادل الاتهامات، بل "وقت العمل معا". كما دعا وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط إلى التعجيل بخروج القوات الاجنبية من العراق، من خلال الاسراع في تطوير قوات الجيش والشرطة العراقيين، معتبراً أن أية خطة أمنية لايمكن ان تخرج العراق من ازمته من دون جهد سياسي شامل، بالاضافة الى تشكيل قوات امنية عراقية يكون ولاؤها للدولة.