تستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية غدا الخميس مؤتمرا دوليا حول العراق من المتوقع ان تشارك فيه أكثر من خمسين دولة بالإضافة إلى منظمات دولية وعربية وإسلامية حسبما أعلن مسئولون عراقيون والذين أكدوا أيضا أنه تم الإتفاق على البيان الختامي بينما رفضت الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي إدراج بند ينص على جدولة انسحاب القوات الأجنبية. وتوقعت مصادر حكومية مصرية توقيع "وثيقة العهد الدولي" مساء الخميس بعد ثلاث جلسات عمل، بينها جلستان مغلقتان، فيما يعقد الجمعة اجتماع مصغر يضم الدول الست المجاورة للعراق، وهي: ايران والاردن والكويت والسعودية وسورية وتركيا، اضافة الى البحرين ومصر والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة وممثلي الولاياتالمتحدة وبريطانيا. في هذه الأثناء، أكدت مصادر دبلوماسية مصرية أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيصل إلى منتجع شرم الشيخ اليوم، وقالت المصادر إن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط سيجري محادثات مع الفيصل قبيل بدء أعمال المؤتمر وإن تلك المحادثات - وفقا للمصادر تهدف إلى تنسيق مواقف البلدين في المؤتمر. ونقلت جريدة "الوطن" السعودية عن المصادر قولها، أن وزير الخارجية المصري سيعقد على هامش المؤتمر محادثات ونظيره الإيراني منوشهر متقي الذي سيترأس وفد بلاده إلى اجتماعي العهد الدولي للعراق ودول الجوار، قبيل محادثات الأخير مع وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليز رايس في المنتجع. من ناحيته، قال نائب وزير الخارجية الإيراني مهدي مصطفوي إن بلاده تستبعد إمكانية حصول اللقاء مع رايس في المرحلة الراهنة. في غضون ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية النقاب عن استضافة القاهرة لمحادثات أمنية رفيعة المستوى ضمت كبار مسؤولي الاستخبارات من غالبية الدول المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ بحثوا في الإجراءات التي يمكن اتخاذها في العراق لاستعادة الأمن في ربوعه. على صعيد آخر، استبق الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى - يترأس وفد الجامعة- انعقاد المؤتمر بالتأكيد على مواقف الجامعة التي أجملها في عدة نقاط هي احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق وهويته العربية الإسلامية، ورفض أية دعاوى لتقسيمه والتأكيد على عدم التدخل في شؤونه الداخلية، والعمل على تحقيق الاستقرار وتجاوز الأزمة الراهنة. وقال "إن الوضع في العراق يتطلب حلا أمنيا وسياسيا متوازيا يعالج أسباب الأزمة ويقتلع جذور الفتنة الطائفية والإرهاب". وأضاف مصدر دبلوماسي عربي ل"الوطن" أن الجامعة ستركز خلال المؤتمر على مبادرتها لتفعيل جهود المصالحة الوطنية بهدف توسيع المشاركة العملية السياسية لمختلف مكونات الشعب العراقي، ومواجهة النعرات الطائفية والعمل على إزالتها نهائيا ونبذ الفئات التي تسعى لإشعال هذه الفتنة والتصدي لها، وعقد مؤتمر الوفاق العراقي الشامل في أقرب وقت ممكن. كما أكد المصدر أهمية الإسراع في إجراء المراجعة الدستورية للمواد الخلافية في الدستور بهدف تحقيق الوفاق الوطني العراقي وفق الآليات المقررة والمتفق عليها، إلى جانب التشديد على قيام الحكومة بحل مختلف الميليشيات في العراق والعمل على إنهاء المظاهر المسلحة العدوانية، وتسريع بناء وتأهيل القوات العسكرية والأمنية العراقية على أسس وطنية ومهنية. من ناحية أخرى، رحبت الولاياتالمتحدة بقرار إيران المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ الخاص بالعراق، وقال المندوب الأميركي لدى الأممالمتحدة زلماي خليل زاد إن أمن العراق واستقراره يتطلب حشد جهود جميع القوى المؤثرة. وقال "لكي ينجح العراق في مسعاه، هناك حاجة إلى وفاق داخلي بين الجماعات العراقية فيما يتعلق بمستقبل البلاد، وحاجة أيضا إلى التوصل إلى اتفاق بين القوى ذات التأثير على الوضع في العراق وإيران من بين القوى التي يمكن أن تقوم بدور ملحوظ". بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يتطلع إلى ما سيسفر عنه مؤتمر شرم الشيخ لمساعدة العراقيين، وأشاد بالدور الذي تقوم به المنظمة العالمية لمساعدة العراق في استعادة عافيته. مضيفا "آمل أن تثبت اجتماعات وزراء الخارجية في شرم الشيخ التزام المجتمع الدولي بشكل كبير دعم الشعب العراقي". من جهة أخرى، شدد المسؤولون الأميركيون على أن مباحثات وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس مع نظرائها من الدول المشاركة في المؤتمر، بما فيها سوريا وإيران، ستركز على كيفية ضمان مستقبل أفضل للعلاقات لا حلّ خلافات واشنطن مع طهران ودمشق. وقال السفير ديفد ساترفيلد مستشار وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون العراق، إن واشنطن تأمل أن تُحوِّل إيران وسوريا تصريحاتهما بشأن العراق إلى أفعال ملموسة، مضيفا " تعلن إيران أنها ترغب في وجود عراق مستقر ومسالم يتمتع بالسيادة داخل حدوده، وذلك هو هدفنا أيضا ويجب أن يكون هدف جميع جيران العراق". وأكد ساترفيلد على ضرورة عدم حصول المتمردين السُنة في العراق على أي دعم أو تشجيع عربي قائلا " إن أعمال العنف التي يقوم بها العرب السنة في العراق تؤدي فعلا إلى وأد آمال السنة ومستقبلهم في العراق، ولا تحظى تلك الأعمال بالتأييد في الخارج، كما أنها تفسح المجال والبيئة الملائمة لنمو جماعات متطرفة أخرى كالقاعدة التي لا تهدد العراق فحسب بل المنطقة بأكملها". في تطور آخر، استخدم الرئيس الامريكي جورج بوش حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قانون للانفاق العسكري يلزمه بالبدء في سحب القوات الامريكية من العراق هذا العام. ونقلت "بي بي سي " عن بوش قوله في خطاب متلفز القاه بعد استخدامه حق النقض "ان وضع موعد لانسحاب القوات الامريكية "يعني تحديد تاريخ للفشل في العراق". واضاف بوش "اعتقد ان وضع تاريخ للانسحاب سيضعف من معنويات الشعب العراقي، وسيشجع القتلة عبر الشرق الاوسط، وسيبعث برسالة وهي ان الولاياتالمتحدة لا توفي بالتزاماتها". وشدد بوش على ضرورة توفير التمويل اللازم للمساهمة في نجاح خطة تأمين بغداد، مشيرا إلى انه سيسعى الى الوصول الى تسوية بشأن مشروع قانون الانفاق العسكري مع قادة الكونجرس. من جانبها ردت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الامريكي، والتي تتزعم الغالبية الديمقراطية في المجلس، على الفيتو الذي استخدمه بوش بقولها ان مشروع القانون يعكس رغبة الامريكيين في ان يكون لهم رأي فيما يحدث في العراق"، مضيفة "بوش يريد شيكا على بياض، لكن الكونجرس لن يقدمه له".