أعلن الجيش الأميركي في العراق مقتل أربعة من جنوده وإصابة 11 آخرين في هجمات متفرقة أمس، في وقت تواصلت فيه التفجيرات والهجمات موقعة عددا من القتلى العراقيين، في حين عثرت الشرطة على 27 جثة مجهولة في بغداد والموصل وكركوك خلال ال24 ساعة الماضية. وقال بيان عسكري أميركي إن أعنف الهجمات التي استهدفت جنوده وقع في مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد وأسفر عن مقتل جندي وإصابة تسعة آخرين، في حين لقي جندي ثان مصرعه وجرح اثنان آخران في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم شرق بغداد. كما قضى جندي أميركي ثالث متأثرا بجروح أصيب بها أثناء عملية كان يشارك فيها جنوب بغداد، وفي الديوانية قضى الجندي الرابع متأثرا بجروح أصيب بها. وبسقوط القتلى الأربعة ارتفعت خسائر الجيش الأميركي في العراق إلى 3384 قتيلا منذ الغزو في مارس/آذار 2003، وفق إحصاءات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وفي تطورات ميدانية أخرى أعلن الجيش الأميركي أنه قتل أربعة مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة وتورطهم في شبكات سيارة مفخخة. واعتقل تسعة في سلسلة مداهمات نفذها خلال اليومين الماضيين في بغداد والمناطق المحيطة بها والموصل والتاجي شمالا. وفي بغداد قتل أربعة أشخاص وأصيب خمسة في سقوط قذائف هاون على حيي الزعفرانية والدورة جنوبي بغداد أمس، وفق ما أعلنت الشرطة العراقية اليوم. وفي كركوك قتل شخص بنيران مسلحين كانوا يستقلون سيارة مسرعة. وفي الديوانية أصيب خمسة من الشرطة وثلاثة مدنيين في انفجار عبوة ناسفة. وعثرت الشرطة على 27 جثة مجهولة عليها آثار تعذيب في بغداد والموصل وكركوك خلال ال24 ساعة الماضية. وفي تطور يعكس تنامي المطالب العراقية بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية والأجنبية من البلاد، قدمت كتلة التيار الصدري في مجلس النواب العراقي مشروع قرار بهذا الصدد إلى البرلمان وقعه 144 نائبا من أصل أعضاء المجلس ال275. ورغم أن هذا التحرك سبقته تحركات مماثلة في البرلمان العراقي، فإنه الأول من نوعه الذي يحصل على توقيع أغلبية النواب، ويعكس مدى التململ في صفوف البرلمانيين من التدخل الأميركي وفشل الحكومة في كبح جماح العنف في البلاد. وقال النائب عن الكتلة الصدرية بهاء الأعرجي إن التواقيع سلمت إلى رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، حيث شكلت على إثرها لجنة برئاسته. وأوضح أن اللجنة أرسلت وفدا برلمانيا لمخاطبة وزارت الدفاع والداخلية والأمن القومي لمعرفة جاهزية الأجهزة الأمنية العراقية، مشيرا إلى أن البرلمان سيناقش المشروع بعد معرفة توصيات تلك الوزارات قبل التصويت عليه. من جهته قال النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان أنه وقع مع عدد كبير من النواب على مشروع قرار، لكنه أكد أن معظم النواب يعتبرون التوقيع التماسا غير ملزم للانسحاب من العراق. وذكرت وكالة أسوشيتد بريس أن التحرك على ما يبدو جزء من حملة يقودها التيار الصدري -الذي لديه 30 نائبا في البرلمان- عقب انسحابه من حكومة نوري المالكي على خلفية رفض طلبه بجدولة الانسحاب الأميركي. ولكنه رغم ذلك لن يصل إلى حد تبنيه. ويأتي تحرك البرلمانيين العراقيين في حين تحاول الغالبية الديمقراطية في الكونغرس إجبار الرئيس الأميركي جورج بوش على تحديد موعد لانسحاب القوات الأميركية من العراق.