وصل نحو 3200 جندي أميركي إلى بغداد في إطار الخطة الأميركية الجديدة، وذلك بعد يوم دامٍ خسر فيه الجيش الأميركي 23 من جنوده إلى جانب مقتل جندي بريطاني، في الوقت الذي أعلن فيه التيار الصدري عودة نوابه ووزرائه إلى البرلمان والحكومة. وقال بيان للجيش الأميركي إن اللواء الثاني من الفرقة 82 المجوقلة التي تضم نحو 3200 جندي ستنتشر في بغداد وحولها، موضحا أن هذا الانتشار يندرج ضمن الجهود الأولى لنشر قوات إضافية في العاصمة "لمساعدة قوات الأمن العراقية في خفض حدة العنف وحماية المواطنين"، وذلك استنادا للخطة الأمنية التي أعلنها الرئيس الأميركي جورج بوش الأسبوع الماضي والتي تتضمن إرسال 21500 جندي أميركي إضافي للعراق. وحسب البيان يكون اللواء الثاني من الفرقة 82 المجوقلة فعالا بشكل كامل في بغداد وضواحيها في الأول من الشهر المقبل، وأن مهمة الجنود فيه ستكون دعم القوات العراقية لملاحقة المسلحين وإعادة السيطرة على المدينة من أجل إيجاد ظروف مناسبة لنقل السيطرة الأمنية بصورة كاملة للقوات العراقية.وكان الجيش الأميركي قد تكبد خسائر فادحة أمس الأول حيث قتل 23 من جنوده، وهي ثالث أعلى حصيلة ليوم واحد بصفوف القوات الأميركية منذ غزو العراق في مارس/آذار 2003. وأعلن الجيش الأميركي الأحد عن مقتل اثنين من جنوده وإصابة اثنين آخرين بجروح في حادثين منفصلين شمال بغداد يومي الجمعة والسبت. وقال بيان للجيش الأميركي إن جنديا من قوة البرق توفي أمس متأثرا بجروح أصيب بها عندما انفجرت عبوة ناسفة قرب عربته أثناء عملية عسكرية شمالي العراق، وأعلن بيان ثان مقتل جندي آخر من الفرقة الأولى للخيالة بانفجار عبوة ناسفة يوم الجمعة أثناء عملية عسكرية في محافظة نينوى، كما أصيب جنديان آخران بجروح ونقلا إلى أحد المراكز الطبية لتلقي العلاج. ويضاف هذان القتيلان إلى 21 جنديا أميركيا اعترف الجيش الأميركي بمقتلهم أمس، قتل خمسة منهم وأصيب ثلاثة آخرون في هجوم استهدف مكتب التنسيق الأمني الأميركي العراقي المشترك بمقر محافظة مدينة كربلاء جنوبي العراق الليلة الماضية.وقال بيان عسكري أميركي إن من وصفها بمليشيات مسلحة غير قانونية هاجمت المبنى بالقنابل والقذائف الصاروخية والأسلحة الخفيفة، أثناء اجتماع بين الأميركيين والعراقيين لبحث تأمين المدينة والمشاركين في ذكرى عاشوراء التي تحل بعد أيام قليلة وتؤرخ لاستشهاد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما. ووقع الحادث الأكبر حينما لقي 13 عسكريا أميركيا مساء السبت مصرعهم بحادث تحطم مروحية بمدينة بهرز جنوب مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد، وقالت وكالة قدس برس إن نيران رشاشات أطلقت من بساتين بهرز على إحدى المروحيات وأصابتها إصابة مباشرة أدت إلى سقوطها. كما أعلن الجيش الأميركي مقتل ثلاثة من جنوده في بغداد والموصل والفلوجة، أحدهم لقي مصرعه السبت واثنان سقطا الجمعة، كما أصيب ثلاثة آخرون في هجمات أخرى متفرقة. وفي البصرة جنوبي العراق أعلن متحدث باسم الجيش البريطاني مقتل أحد جنوده وإصابة ثلاثة آخرين بانفجار عبوة ناسفة صباح أمس الأحد، حالة أحدهم خطرة.على الجانب العراقي قتل خمسة أشخاص وأصيب 15 آخرون في انفجار عبوة ناسفة داخل حافلة تقل مدنيين في منطقة الكرادة جنوب بغداد. كما قتل مدني وأصيب خمسة آخرون بانفجار مفخخة قرب ميدان بيروت شرق بغداد. وعلى الصعيد السياسي أعلن أحد نواب التيار الصدري في البرلمان العراقي قرار إنهاء ما وصفه بالاعتكاف السياسي وعودة النواب وأعضاء الحكومة من الصدريين إلى ممارسة أعمالهم. وكان نحو ثلاثين نائبا وعدد من الوزراء ينتمون للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر قد علقوا مشاركتهم في الحكومة والبرلمان احتجاجا على اجتماع رئيس الوزراء نوري المالكي مع الرئيس الأميركي جورج بوش في عمان نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وجاء هذا القرار بعد يومين من اعتقال قوات عراقية مدعومة من الجيش الأميركي الشيخ عبد الهادي الدراجي الناطق الإعلامي للتيار بعد اتهامه بالعلاقة مع فرق الموت. من جانبه، قال النائب صالح العقيلي من الكتلة الصدرية (32 نائبا) لوكالة فرانس برس "قررنا العودة الى الحياة السياسية" في العراق.. واضاف "نعود بعد توقيع اتفاق مع البرلمان يشترط وضع جدول زمني لاعداد القوات العراقية والامتناع عن تمديد بقاء الاحتلال الا بالعودة الى البرلمان".وكان التيار اعلن في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر ان "الكتلة الصدرية في البرلمان ووزراء التيار يعلقون عضويتهم في البرلمان والحكومة احتجاجا على لقاء بوش والمالكي واعتبروه استفزازا لمشاعر الشعب العراقي وتجاوزا لحقوقه الدستورية". ويشغل التيار الصدري ستة مقاعد وزارية خصوصا الصحة والاتصالات.