هاجم مسلحون فلسطينيون، يُعتقد أنهم من حركة "فتح" مقر الحكومة الفلسطينية في مدينة غزة الاثنين، أثناء انعقاد اجتماع لعدد من الوزارء برئاسة إسماعيل هنية، مما اضطر الأخير إلى إلغاء الاجتماع وسرعة إخلاء المبنى، حسبما أكدت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان. وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني إن هنية غادر مكتبه، وتم رفع جلسة الحكومة الأسبوعية، بعد تعرض المقر لإطلاق نار من قبل مسلحين، يتمركزون فوق برج سكني قريب من المقر الواقع قرب "مخيم الشاطئ" غربي مدينة غزة. يأتي الهجوم على مكتب هنية في غزة، بعد ساعات قليلة من هجوم مماثل على منزله، مما يشير إلى أن الهجوم كان يستهدف هنية بشكل واضح، وفقاً لما ذكر المسؤول بمكتب رئيس الحكومة الفلسطينية. كما يأتي بعد قليل من هجوم على مكتب وزير الشباب والرياضة، باسم نعيم، وهو من وزراء حركة "حماس"، حيث أكد احد مساعديه ويدعى أحمد محيسن، أن مسلحين أطلقوا وابلاً من الرصاص على مكتب الوزير، الذي نُقل بعيداً دون أن يُصاب بأذى. وألقى محيسن بمسؤولية الهجوم، الذي وصفه بأنه "كان محاولة لاغتيال الوزير"، على حركة "فتح"، قائلاً إن المسلحين فتحوا نيرانهم مباشرة وبشكل مكثف على مكتبه، إلا أن مسؤولاً من "فتح"، نفى وقوع أي هجوم على الوزير، واتهم حماس بترديد الأكاذيب والاختلافات. إلى ذلك أكدت مصادر أمنية وطبية فلسطينية أن أحدث موجة من الاقتتال الداخلي بين مسلحي اثنين من كبرى الفصائل الفلسطينية، أسفرت عن سقوط ستة قتلى على الأقل الاثنين، فيما أصيب أكثر من عشرة آخرين. وكانت حركتا "فتح" التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، و"حماس" التي تتولى قيادة الحكومة الفلسطينية، قد توصلتا مساء الأحد، إلى اتفاق جديد بوقف إطلاق النار بين مسلحيهما، إلا أنه سرعان ما تم خرق الاتفاق، عندما أطلق مسلحون قذيفة صاروخية على مركز لقوات الأمن الفلسطينية. وتم التوصل إلى تلك الهدنة في نهاية يوم دام آخر بغزة، شهد مقتل سبعة أشخاص وجرح نحو سبعين آخرين، في اشتباكات اندلعت الأحد بين مسلحين من الجانبين. ورغم الهدنة، شُوهد مسلحون ملثمون ينتشرون في شوارع غزة الاثنين، فيما واصل الطرفان إقامة الحواجز وإغلاق الطرق، كما ظل المسلحون من الطرفين يعتلون الأبراج. ويأتي تجدد المواجهات بين الجانبين، بعد فترة من التهدئة دخلت حيز التطبيق في 19 مايو/ أيار الماضي، إلا أن أجواء التوتر عادت لتخيم مرة أخرى على قطاع غزة الخميس، مع مقتل أحد عناصر أجهزة الأمن الفلسطينية، ينتمي إلى حركة فتح، في أول صدامات دامية مع أنصار حماس. إلى ذلك، شدد رئيس السلطة الفلسطينية الاثنين، على ضرورة وقف الاقتتال الفلسطيني الداخلي، قائلاً إنه "يؤثر سلباً على القضية الفلسطينية." وأضاف عباس قوله: "الاصطدامات التي تحصل ومؤسفة جداً، ومسيئة جداً إلينا، وهي تحدث بين فترة وأخرى، ولكن الطرفين يعملان بكل جد، إلى جانب الأشقاء المصريين، من أجل القضاء على هذه المظاهر، التي تؤسفنا جميعاً وتؤثر علينا وعلى مستقبلنا." *cnn: