حذر الكاتب والأديب اليمني الكبير والمستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد العزيز المقالح العرب من طوفان الفوضى الخلاقة وعواقبها الوخيمة التي لاتحمد عقباها. وقال الدكتور المقالح في مقالته بيومية الثورة الصادرة اليوم إن " ما يحدث في العراق فاجع، وما يحدث في لبنان والسودان والصومال فاجع أيضاً. مشيرا إلى أن ما يحدث في فلسطين، وبين الفلسطينيين أنفسهم هو الأكثر فجاعة بكل المقاييس الوطنية والأخلاقية والإنسانية، والأسوأ أن يحدث هذا والكيان الصهيوني ما يزال يمسك بخناق فلسطين ويمنع أبناءها عن التنفس الصحيح، وما يزال يمارس القتل والتدمير والاعتقال يومياً ودونما هوادة، ووفق منطق العدل والعقل والحق كان هذا الكيان العدواني الاستيطاني هو الأجدر بكل رصاصة تنطلق من البندقية الفلسطينية، والتي باتت تتوجه إلى الصدر الفلسطيني دون رحمة أو شعور بما تسجله من عار واستفزاز لمشاعر كل المؤمنين بالقضية والواقفين في خندقها ولو بالكلمة والدعاء. وأضاف المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية إن " من الثابت المؤكد أن هذا الذي يحدث في فلسطين، وذلك الذي يحدث في العراق ولبنان والسودان والصومال وفي أماكن أخرى من الوطن العربي المفتوح على الفواجع الثقيلة ليس في منأى عن التخطيط والمؤامرة الشاملة التي تنطلق من مبدأ "الفوضى المدمرة" والتي يصفها البيت الأبيض (بالخلاَّقة) وهي بالأصح (الحلاَّقة) التي تسعى إلى تخريب وعي الإنسان العربي وتدمير معنويته وزرع الفتن داخل مجتمعاته المتجانسة وحِلاقة الأخضر واليابس في وطن كان وما يزال يحلم بإقامة كيانه الواحد وبناء دولته الاتحادية القائمة على العدل والحرية واحترام حقوق الإنسان وخصوصياته الروحية والثقافية. وتابع المقالح " ولا أدري- وأمام شواهد المؤامرة الشاملة والماثلة للعيان- ما الذي تبقى في جعبة هؤلاء الذين ينكرون نظرية المؤامرة ويرون فيها إحدى الشماعات التي يعلِّق عليها البعض عجزهم وسوء نظرتهم إلى الأمور؟! ولا أدري كذلك ما الذي سيقولونه وقد توحَّدت المخططات القديمة والجديدة وبدأت في رسم الصورة الأخيرة للوطن العربي بحيث لا يكون هذا الوطن عربياً ولا حتى إسلامياً، بعد أن وضعته على فوهة ملتهبة من الحروب الطائفية والعرقية، ودفعت بالعملاء إلى تدمير المآذن والقباب والمساجد التاريخية لإشعال نيران حرائق لا مجال إلى إطفائها أو الخلاص من ردود أفعالها.الصورة بشعة ومحزنة وقد لا تتوقف عند هذا الحد من الخزي والبشاعة، وهي مرشحة للتعميم على الأقطار العربية التي تقف في حالة ذهول، ترقب ما يحدث مكتفية في أحسن الأحوال بالشجب، وكأنها لا تشعر بالنار وهي تنتقل من هنا إلى هناك، وأنصار الفوضى الحلاقة "بالحا لا بالخاء" يواصلون تزويد القوى المتطاحنة بما يضاعف الخلافات ويجعل توقف النيران المشتعلة ضرباً من المستحيل، والأغرب أن الدولة الأعظم في العالم وصاحبة المصالح الأكبر والأهم في المنطقة هي صاحبة النصيب الأوفر في رسم المؤامرة وتنفيذها والوصول بها إلى أوج اكتمالها التدميري والفجائعي. ومضى الدكتور المقالح يقول في مقالته التحليلية بيومية الثورة وحين يتساءل العقلاء بحزن: ما الذي سيتبقى من المصالح الأمريكية في المنطقة بعد تدميرها؟ يأتي الجواب متغطرساً وقحاً: ما يهمنا لا وجود له فوق الأرض العربية وإنما هو في باطنها (!!) ويصمت العقلاء ولكن الشعوب لا تصمت ولا تقبل الرضوخ للأمر الواقع، وسوف لن تتردد عن تقديم كل ما في وسعها من التضحيات لإيقاف طوفان المؤامرة الاستعمارية القديمة/ الجديدة، ودحر الهيمنة بكل أشكالها ومخططاتها بما في ذلك مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يطمس الهوية العربية ويجعل الأمة - بعد تمزيقها- تابعة ذليلة، والملاحظ أنه كلما اشتد العدوان وتكاثرت المؤامرات زادت المقاومة إيماناً وصلابة وإصراراً على المواجهة وانتزاع النصر