عثر على نسخة نادرة بخط اليد من القرآن في محافظة شيونهوا الذاتية الحكم لقومية سالار بمقاطعة تشينغهاي الصينية . أهل شيونهوا أحد فروع قومية سالار، وهي واحدة من عشر قوميات في الصين تعتنق الإسلام ويبلغ عدد أبنائها 70 ألف نسمة. يشبهون في لباسهم وزينتهم أبناء قومية هوي، ولكنهم لا ينتمون إلى هوي، هكذا تصفهم مجلة (الصين اليوم) وتضيف: زفافهم يختلف عن القوميات الأخرى، فالقرآن الكريم هو محورحفل الزفاف، والمناسبات المهمة الأخرى عندهم. في صبيحة يوم الزفاف، يذهب العريس إلى بيت العروس حاملا المهر. وهناك يبدل ملابسه بلباس آخر صنعته له عروسه خصيصا، ويدعو الحاضرون لهما بالخير والسعادة. في مراسم الزفاف، يتلو إمام القرية، وهو المأذون الشرعي أيضا، آيات من القرآن الكريم، ثم يجتمع أقارب وأصدقاء العروسين حول مأدبة الزفاف يتناولون أطعمة قومية سالار التقليدية، وعلى هامش المأدبة يتلو بعض الحاضرين القرآن ويقومون بمحاكاة صوتية تجسد قصة نقل أسلافهم القرآن الكريم إلى محافظة شيونهوا. ويُحتفظ في دار المحفوظات فيش يونهوا بمقال نشرته جريدة رنمين (الشعب) اليومية عام 2003 يؤكد أن هذه النسخة هي نسخة القرآن الكريم الحقيقية المخطوطة باليد ويعود تاريخها إلى أكثر من ألف سنة، وأنها الأولى من نوعها في الصين ومن بين ثلاث نسخ مخطوطة نادرة في العالم، أما النسختان الأخريان ففي مصر وباكستان. ومن كل العالم، يتدفق الزوار من كل مكان إلى شيونهوا لمشاهدة نسخة المصحف النادرة. وحفاظا على هذا الكنز الثمين لا يسمح بعرضها إلا في مناسبات نادرة، فقليل من زوار شيونهوا شاهدوها. يحتل القرآن الكريم مكانة مهمة في حياة المسلمين السالاريين، وهم قوم يؤدون صلواتهم الخمس كل يوم، ويصلون الجمعة في أكثر من أربعين مسجدا في شيونهوا، أقدمها مسجد منغداي الذي بني قبل أكثر من ستمائة سنة. ويقال إن أسلاف السالاريين بنوا، فور وصولهم إلى شيونهوا، مسجد جيهتسي قبل ثمانمائة سنة، لكنه تخرب وقام السالاريون بإعادة بناء هذا المسجد، ووضع نسخة القرآن الكريم النادرة فيه. وتحفظ تسخة المصحف النادرة في خزانة موضوعة في غرفة لها ثلاثة أبواب متعاقبة، لكل باب قفل ثقيل، الثلاثة مفاتيح في أيدي ثلاثة أشخاص مختلفين، فلابد من اجتماع الثلاثة عند فتح لغرفة. المفتاح الأول يحمله الشيخ ما هان الذي يسكن في غرفة بين الباب الأول والباب الثاني، وهو يؤدي هذه المهمة منذ خمس سنوات، لم يغادر هذه الغرفة خلالها يوما واحدا، والمفتاحان الآخران يحملهما السيد ما، مدير دار المحفوظات لمحافظة شيوهوا والشيخ يانغ، إمام مسجد جيهتسي الكبير. في يوم عرض نسخة القرآن، يجتمع ما هان والمدير ما والإمام يانغ في مسجد جيهتسي الكبير، ولا يسمح بأن يلمس هذه النسخة إلا قليل من المتخصصين، ويتولى فتحها دائما الشيخ ما هان. وقال الشيخ ما هان: «هذه النسخة من القرآن تعتبر كنزا مقدسا لأبناء قومية سالار، فقد نقلها أسلافنا منذ مئات السنين، لذا، فإن عرضها يحتاج وجودنا نحن موظفي الحكومة وحضور جميع شيوخ السالاريين في مسجد جيهتسي الكبير». بعد وصول كل الشيوخ يفتح الشيخ ما هان الغرفة والخزانة، وتُكشف نسخة القرآن أمام الجميع. مئات من الصفحات لونها أصفر، لا تزال الحروف فيها واضحة، وهي خالية من التنقيط والتشكيل، مثلما كانت الكتابة في صدر الإسلام. إن عرض هذه النسخة يضر بسلامتها بدرجة أو بأخرى، لهذا ومن أجل حمايتها وإتاحة الفرصة لكل مسلم في العالم للاطلاع عليها، رصدت مصلحة الآثار الصينية مخصصات مالية لبناء متحف في الجهة المقابلة لمسجد جيهتسي الكبير لحفظها.