على الرغم من ان ختان الاناث عادة اجتماعية اكثر منها واجب شرعي وبرغم استنكار ختان الاناث علانية من قبل شخصيات دينية وسياسية وبرغم قرار حظر وتجريم عمليات ختان الاناث الصادر قبل ايام فان قضية الختان لا تزال تثير اشكاليات عدة ترجع في كثير من الاحيان الى ما توارث من عادات وتقاليد درج الشعب المصري على تناقلها من جيل الى جيل لاسيما ان الريف في مصر مازال يشكل سكانه نحو 56 في المئة من جملة السكان. ولا يزال الكثيرون في قرى صعيد مصر - حسب دراسة اعدتها الباحثة ليلى ابراهيم الطنبولي - يفضلون اجراء عملية الختان لبناتهم وبحسب دراسة ميدانية حديثة لحركة سيدات من اجل التنمية ونشر ثقافة السلام والتي تتخذ من مدينة الاقصر مقرا لها فان نسبة الختان بين النساء في الصعيد في الفترة من 1995 - 2003 بلغت 97,7 في المئة وان نسبة 75 يؤيدون استمرار الختان - غالبيتهن من النساء - اعتقادا منهن بأن هذه العملية تحمي البنات من الانحراف وان المرأة غير المختنة ترهق زوجها وتكون اكثر طلبا للمعاشرة الجنسية وان المرأة غير المختنة لا تستطيع الصبر على الجنس في حالة غياب زوجها فتلجأ الى الخيانة الزوجية, وان بقاء ما يتم ازالته من اجزاء خلال عملية الختان للاناث دون ازالة يسبب روائح كريهة وان الختان هو نوع من النظافة. وتتوهم الريفيات بأن الدعوة الى مناهضة الختان دعوة غربية تهدف لاشاعة الفاحشة في بلاد المسلمين ولهذا يمولونها وذكرت الدراسة ان 80 في المئة من عمليات الختان في الصعيد تتم على يد الداية واضافت ان مشروعا تبناه المجلس القومي للطفولة لمناهضة ختان الاناث في 60 قرية في صعيد مصر خفض نسبة ممارسة ختان الاناث في الصعيد الى اقل من 95 في المئة اخيرا. وحذرت الدراسة من استمرار ظاهرة ختان الاناث في الصعيد على الرغم من قرار الحظر بسبب الموروثات الثقافية والاجتماعية السائدة ولاعتقاد اهل الصعيد في ان طقس الصعيد الحار يساعد على البلوغ المبكر للفتاة ويتسبب في اثارة غرائزها الجنسية وانه كلما كانت الفتاة اكثر سمرة كانت اكثر غريزة ولابد من كبح جماحها بالختان. يذكر ان المصريين جميعا مارسوا ختان الاناث من قبل ان تدين مصر بالديانات السماوية المسيحية والاسلامية فقد ورد في بردية ترجع الى العصر اليوناني (بردية رقم 24 محفوظة في المتحف البريطاني) ويرجع تاريخها الى عام 163 قبل الميلاد وتضمنت حديثا لسيدة تريد ان تجري الختان لابنتها لانها بلغت السن المناسبة للختان استعدادا للزواج. وكالات