أوقفت السلطات الهولندية العمل بإجراءات معقدة كانت تمنع عمليا دور العبادة المختلفة ومنها المساجد من جلب مرشدين دينيين ووعاظ من خارج البلاد، استجابة لضغوط مارستها الكنيستان الكاثوليكية والبروتستانتية على خلفية النقص الحاد في عدد القساوسة الهولنديين. ووعد وزير العدل بيت هاين دونر بأن تصبح "إجراءات جلب المرشدين الروحيين أسهل، وأن يكون هناك ضمان لحق القادم في الدخل والمسكن بما تقره قوانين البلاد". وكانت الإجراءات السابقة تقضي بالنسبة لأئمة المساجد أن يبدأ توظيفهم من خلال عرض الوظيفة عبر مكاتب العمل في هولندا، فإن تأكد عدم وجود من تتوافر فيه الشروط اللازمة يتم البحث في دول الاتحاد الأوروبي، فإن فشلت هذه الخطوة أيضا أمكن استعمال قانون جلب الأئمة من الخارج وفق شروط جلب العمال من خارج الاتحاد مع إلزام الأئمة بحضور دورات في المواطنة والاندماج واللغة بدعوى التأكد من عدم تبني هؤلاء الأئمة أفكارا متطرفة. وإلغاء الإجراءات القديمة اعتبره منسق ممثلي الأقلية المسلمة بهولندا إدريس البوجوفي "خطوة على الطريق الصحيح". وتفيد تقديرات غير رسمية بأن نحو 140 مسجدا حاليا في هولندا بدون أئمة أو بأئمة غير مؤهلين، وهو ما يعده ممثلو المؤسسات الإسلامية خطرا يهدد باستقطاب الشباب المسلم إلى أفكار متطرفة. ويؤكد البوجوفي "نريد أن نحمي شبابنا من استقطاب المتطرفين"، مشيرا إلى أن "نقص الأئمة هو بالدرجة الأولى مشكلة تعاني منها المساجد المغربية خلافا للمساجد التركية". وبهدف تكوين الأئمة قدمت الحكومة مؤخرا مليونا ونصف المليون يورو لجامعة أمستردام الحرة وحوالي مليون آخر للمعهد الأعلى "أنهولند"، وما يزيد عن مليونين ونصف المليون لجامعة ليدن. ولم تعترف الحكومة ببرامج تكوين الأئمة التي توفرها جامعتا روتردام الإسلامية وأوروبا الإسلامية اللتان تأسستا عامي 1996 و2001م، على التوالي. *وكالة الانباء الاسلامية: