قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاستقالة التي تقدم بها مستشارة للأمن القومي محمد دحلان، حسب ما أكد مصدر مسؤول في مكتب عباس. وكان مصدر في مكتب دحلان قد أعلن في وقت سابق اليوم أن الأخير قدم استقالته لأسباب صحية. يذكر أن دحلان تعرض لانتقادات واسعة بعد فشل قوات الأمن التابعة لحركة فتح التي يشرف عليها دحلان في منع مسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من السيطرة على قطاع غزة في منتصف الشهر الماضي. ورغم أن دحلان كان يتواجد في ألمانيا لغايات العلاج، أثناء وقوع الاضطرابات في غزة، التي أسفرت عن سقوط أكثر من 100 قتيل بين الفلسطينيين، فإنه اعترف بوقوع أخطاء من قبل القوات الأمنية التابعة لحركة فتح، وأكد تحمله مسؤولية جانب من هذه الأخطاء. على صعيد التحرك الدولي لتحقيق السلام بالمنطقة قال عباس إن الرئيس الأميركي جورج بوش يريد اتفاقا إسرائيليا فلسطينيا قبل نهاية ولايته الرئاسية. وأشار عباس في لقاء مع صحيفة معاريف الإسرائيلية إلى أن هذا ما سمعه من بوش ومن وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، مشددا على ضرورة التوصل للمشاكل القائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإيجاد صيغة للتوصل إلى اتفاق نهائي، وفي مرحلة لاحقة التفكير في عملية التطبيق وتحديد جدول زمني لها. وقال إن الاتفاق يجب أن يقوم على عدة مبادئ، أهمها الدولة الفلسطينية "التي يجب أن تمتد حتى حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية ويجب تسوية كافة المشاكل بما فيها مشكلة اللاجئين"، واقترح إيجاد "حلا مبتكرا" لهذه المشكلة، دون أن يعطي أي تفاصيل بشأن هذا الحل. وبدوره كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس أنه بدأ مع عباس خطوات يفترض أن تقود إلى إقامة دولة فلسطينية، وأشار إلى وجود ما أسماه بمبادرات إسرائيلية لدعم مباحثاته مع عباس. وقد رجحت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس أن يعرض أولمرت إقامة دولة فلسطينية في غزة و90% من الضفة الغربيةالمحتلة مع بقاء الكتل الاستيطانية الكبيرة. وجاء إعلان أولمرت أثناء لقائه وزيري الخارجية الأردني عبد الاله الخطيب والمصري أحمد أبو الغيط اللذين التقيا عدة مسؤولين إسرائيليين في محاولة للترويج للمبادرة العربية للسلام، التي اقترحتها السعودية ووافقت عليها القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002.