أكد الخبير الإستراتيجي العسكري طلعت مسلم أن إسرائيل تحاول الحصول من ألمانيا على غواصات جديدة مطورة تؤهلها للو صول إلى كافة الموانئ العربية بكفاءة وقدرة تخف عالية وتنفيذ عمليات تخريب واختراق في هذه الدول. جاء ذلك تعليقا على ما نقله مراسل الجزيرة نت عن مصادر صحفية ألمانية بأن الحكومة الإسرائيلية تقدمت بطلب رسمي إلى الحكومة الألمانية لمنحها العام القادم اثنين من أحدث الغواصات الألمانية كهدية بمناسبة مرور أربعين عاماً على بدء التبادل الدبلوماسي بين الدولتين. ونقلت فرانكفورتر ألجماينة تسايتونج الألمانية في عددها الصادر السبت عن مصادر رفيعة بوزارة الدفاع الألمانية والسفير الإسرائيلي في برلين- شيمون شتاين– قولهم إن مفاوضات تدور هذه الأيام في برلين بين المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية ونظيره الألماني بشأن ترتيبات منح البحرية الإسرائيلية الغواصتين. وأوضح الخبير طلعت مسلم في حديث للجزيرة نت أن هذه الغواصات المعروفة في البحرية باسم دولفين قد تم تطويرها في ألمانيا بتمويل من الولاياتالمتحدة الأميركية.وأشار إلى أن واشنطن قررت منح الطراز الأولي من هذه الغواصة الذي يحمل الرقم 209 إلى إسرائيل مكافأة لها على عدم تدخلها في ما سمي حرب تحرير الكويت عام 1991. وأضاف أن عملية تسليم ثلاث غواصات من هذا النوع تمت بين الأعوام 1998 و2003. وأكد الخبير العسكري أن هذه الغواصات كانت الأولى من نوعها التي تحصل عليها إسرائيل منذ قيامها وهي تسير بالوقود العادي وليس النووي. وأوضح أن الولاياتالمتحدة اتخذت هذا القرار لأنها لا تصنع إلا الغواصات التي تعمل بالوقود النووي، وهي غواصات لا توافق واشنطن على منحها لإسرائيل. وفيما يتعلق بالإمكانيات التي تتمتع بها هذه الغواصة أوضح مسلم أنها تستطيع الوصول لمضيق باب المندب ومضيق هرمز وتحمل داخلها غواصة صغيرة قادرة على الوصول إلى مناطق قريبة جدا من الشواطئ العربية مع بقائها على اتصال مع الغواصة الأساسية وإنزال ضفادع بشرية لتنفيذ عمليات تخريب أو اختراق واغتيال في البلدان العربية. ولكي تتمكن هذه الغواصة من القيام بمهمتها على أكمل وجه فقد زودت بإمكانيات تخف عالية وقدرة على كشف الطائرات التي تلاحقها وتدمير الأجهزة التي تسقطها لاكتشافها، كما أن لديها القدرة على إطلاق صواريخ أرض – جو ضد الطائرات تصل لمدى 30 ميلا. وزودت الغواصة كذلك بإمكانيات تؤهلها العمل على مدى طويل والسير بسرعة عالية أكبر من سرعات الغواصات العاملة حتى الآن وكذلك القدرة على الوصول لأعماق كبيرة في البحر. وعن التجهيزات العسكرية التي تتمتع بها الغواصة، قال مسلم إنها مزودة بعشرة أنابيب لإطلاق القذائف، منها أربعة كبيرة قادرة على إطلاق صواريخ كروز وتوماهوك وطوربيدات وقذائف أعماق. ومع أن مسلم يؤكد أن هذه الغواصات ليست الأكثر تطورا في العالم إلا أنه يلفت الأنظار إلى الخطورة الإستراتيجية لها على المنطقة العربية فضلا عن أنها تشكل مدخلا لتوسيع ترسانة إسرائيل لتشمل الغواصات النووية لاحقا.