كشف تقرير عسكري حديث نشر الجمعة ارتفاع "الشغب الجماعي" بصورة حادة في معتقل غوانتامو رغم التشديدات الأمنية وإطلاق سراح العشرات من السجناء من المعتقل العسكري الواقع في خليج كوبا. وأورد التقرير العسكري، وتحت عنوان "خطر داخل الأسلاك الشائكة" 385 حالة شغب جماعي خلال النصف الأول من العام الحالي مقابل 201 العام الماضي، أي بزيادة قدرها أكثر من 90 في المائة وضعاً في الاعتبار أن العام مازال في منتصفه. ورفض الجيش الأمريكي تقديم تفاصيل بشأن الحوادث. وقال الناطق العسكري باسم المعتقل، العقيد أيد بوش إنها تضمنت اعتداءات أو "أشكالاً أخرى" منها، من بينها محاولة ثلاثة معتقلين إرباك العمليات داخل المعتقل، الذي يقبع داخل أرجائه 355 معتقلاً، تعتقلهم الإدارة الأمريكية بشبهة الارتباط بتنظيم القاعدة أو طالبان، دون توجيه التهم رسمياً لهم. وقال بوش إن تصنيف "الشغب الجماعي" لا يتضمن إضراب المعتقلين عن الطعام. كما أظهر التقرير نمطاً آخراً من الشغب قائلاً إن عمليات "التعدي بسوائل بشرية" مازالت عند معدل العام الفائت أو أعلى بقليل بالرغم من تراجع أعداد المعتقلين هناك، الذين يتحفظ عليهم الجيش الأمريكي حالياً تحت تدابير أمنية أكثر صرامة. وأشارت البيانات العسكرية أنه وخلال الستة أشهر الماضية المنتهية في 30 يونيو/حزيران: سجل المعتقل 96 حالة تعدي بسوائل بشرية "فضلات" مقابل 145 حالة خلال العام الماضي بأجمعه، و166 حالة تهديد مقارنة ب215 خلال عام 2006 بأكمله. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن الأرقام تشير إلى أن المعتقلين مازالوا يمثلون خطراً. وأوضح العقيد بروس فارغو، قائد مجموعة المعتقلات المشتركة في غوانتانامو "يواصلون شن حرب بتوظيف كافة التكتيكات.. لإيذاء الحراس أو جذب الأنظار الدولية إليهم من أجل إطلاق سراحهم وعودتهم للقتال." وندد بعض من طاقم الدفاع بالتقرير، وقال ديفيد ريميس، الذي زار عدداً من موكليه في أغسطس/آب الفائت "بالطبع أي تصرف جماعي يقوم على ما يصفوه هم بالشغب الجماعي أو رد على فعل قائم لا أحد على دراية به." وبالرغم من الإحصائية إلا أن الإدارة العسكرية أشارت إلى أن هدوء نسبي في المعتقل مقارنة بعام 2006 الذي شهد انتحار ثلاثة معتقلين وعملية شغب دفعت بالإدارة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية. وكان الجيش الأمريكي قد أطلق سراح 100 معتقل من غوانتاماو فيما يواصل التحفظ على البقية تحت إجراءات أمنية مشددة يقبع خلال المعتقل طوال اليوم، باستثناء ساعتين، بين جدران زنزانته. يقول طاقم الدفاع أن ظروف الاحتجاز القاسية تفرز السلوكيات التي يعاني منها المعتقل، وعلق أحدهم قائلاً "العزلة وفقدان الأمل تجعلهم محبطين." ويشار أن وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" كانت قد أعلنت في أغسطس/آب اعتبار المعتقلين الأربعة عشر، الذين يعتبرون "الأعلى قيمة" بين المعتقلين، والذي تم نقلهم من سجون وكالة الاستخبارات الأمريكية السرية إلى معتقل غوانتانامو في خليج كوبا، أنهم "مقاتلين أعداء" وأنهم سيخضعون للمحاكمة. وجاء هذا القرار في وقت صرح فيه الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها إغلاق معتقل غوانتانامو حتى توافق الدول الأخرى استقبال المعتقلين الباقين والبالغ عددهم 350 معتقلاً. وقال بوش: "العديد من الناس لا يرغبون في استقبال قتلة بينهم." وتتضمن قائمة الأربعة عشر معتقلاً الأخطر، المشتبهين بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، ومخطط الهجوم على البارجة "كول" والمتهمين بتفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998.