وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران الثلاثاء للمشاركة في قمة قادة دول بحر قزوين، حاسماً الشكوك بشأن أول زيارة يقوم بها رئيس روسي إلى إيران منذ الحرب العالمية الثانية، إثر تقارير عن مؤامرة محتملة لاغتياله. واستقبله في مطار "مهرباد" الدولي وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي. وكان بوتين قد دحض التكهنات بشأن الرحلة خلال مؤتمر صحفي بألمانيا عقب لقائه المستشارة أنجيلا ميركل الاثنين مؤكداً أنه ماض قدماً في الزيارة، حيث كان من المقرر وصوله إلى طهران مساء الاثنين. ورفض الكرملين كشف تفاصيل عن الزيارة وأسباب تأجيلها لعدة ساعات، فيما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إيرنا" أن بوتين سيصل صباح الثلاثاء مع افتتاح أعمال قمة بحر قزوين، نقلاً عن الأسوشتيدبرس. وسادت التكهنات بشأن الزيارة المرتقبة، والأولى التي يقوم بها زعيم للكرملين إلى الجمهورية الإسلامية منذ عام 1943، إثر كشف الاستخبارات الروسية عن مخطط لاستهداف بوتين بهجوم انتحاري في طهران. إلا أن بوتين أكد خلال المؤتمر الصحفي أن الرحلة قائمة، وأضاف قائلاً "بالطبع سأذهب إلى إيران، لن أغادر الوطن مطلقاً إذا ما أنصت دوماً لتوصيات الاستخبارات الروسية." وفندت طهران تقارير المؤامرة وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن أجهزة الاستخبارات الغربية تشن حرباً نفسية، بحيث تقوم بنشر شائعات لإلغاء زيارة الرئيس الروسي المقررة إلى طهران، وذلك قبيل بدء قمة بحر قزوين. وأوضحت الوكالة أن كبار المسؤولين في البيت الأبيض حذروا روسيا قبل يومين من الاقتراب من إيران حتى من أجل تسوية القضايا العالقة لبحر قزوين وصياغة نظام حقوقي لهذا البحر. وأضافت أن السفير الأمريكي السابق لدى الأممالمتحدة، جون بولتون، من بين المسؤولين الذين أرسلوا رسائل تحذيرية إلى موسكو بهذا الخصوص. وبدوره قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أن المؤامرة المزعومة شائعة يروج لها الخصوم الرامون إلى تسميم العلاقات الطيبة بين إيرانوروسيا. وكان الرئيس الروسي قد حذر الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية من محاولة إجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي مشيراً إلى الحوار السلمي هو المسار الأفضل للتعامل مع تحدي طهران لمطالب مجلس الأمن الدولي بتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم. وأوضح بوتين في ألمانيا أنه سيبحث في طهران البرنامج النووي مع القادة الإيرانيين محذراً من انه "لا طائل من إخافة الشعب الإيراني فهو غير خائف." وترقب الولاياتالمتحدة عن كثب الزيارة وما قد تحمله من تغير محتمل في الموقف الروسي الداعم لإيران بشأن الملف النووي. والأسبوع الماضي، أكد الرئيس الروسي مجدداً خلافه مع واشنطن بشأن الملف الإيراني قائلاً إنه لم يشهد "بيانات موضوعية" تثبت مزاعم الغرب من نية إيران بناء أسلحة نووية. وشدد الاثنين أنه لن يفاوض طهران نيابة عن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي: الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا. وتقود المجموعة بجانب ألمانيا جهوداً لحل أزمة الملف النووي الإيراني عبر الدبلوماسية. ومن جانبها قالت الولاياتالمتحدة، وعلى لسان الناطق باسم الخارجية الأمريكية طوم كيسي أن إدارة واشنطن تتوقع أن "ينقل بوتين المخاوف التي نتشارك فيها جميعنا بشأن فشل إيران في الالتزام بمطالب الأسرة الدولية المتعلقة ببرنامجها النووي." ويعد بوتين أول رئيس روسي يقوم بزيارة لطهران منذ الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السوفييتي جوزف ستالين إلى إيران للقاء رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية، ونستون تشرشل، والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت خلال قمة الحلفاء عام 1943. هذا وتبحث قمة بحر قزوين قضايا المنطقة بجانب القضايا الإقليمية والدولية. ومن المقرر أن يوقع قادة الدول الخمسة المطلة على بحر قزوين في ختام الاجتماع على "بيان" ختامي. وكانت القمة الأولى للمجموعة قد عقدت في 23 أبريل/نيسان 2002 في العاصمة التركمانستانية، عشق أباد. المصدر:(CNN)