تحتضن العاصمة الاذربيجانية باكو يوم غد الخميس لقاء قمة ثنائية تجمع الرئيسين الروسي ديمتري مدفيديف والايراني محمود احمدي نجاد، على أمل في انهاء ازمة غير مسبوقة في علاقات الحليفين التقليديين روسياوايران. ويرى ديمتري ترينين من مركز كارنيغي-موسكو للابحاث في القمة انها "تمثل فرصة ايران الاخيرة لتحسين وضعها مع المجتمع الدولي". ويتفق معه في ذلك رجب سفاروف من مركز الدراسات الايرانية المعاصرة في موسكو، ويقول "انه اجتماع بغاية الاهمية كونه يأتي وسط تدهورغير مسبوق في العلاقات الثنائية". ويضيف سفاروف "لم تشهد علاقاتنا هذا التراجع على الاطلاق في تاريخنا الحديث". وبالعودة الى تاريخ الازمة بين الحليفين التقليديين روسياوايران، فان التوتر زاد بينهما في شهر ايلول سبتمبر الماضي عندما اعلنت موسكو، وبعد تأخير متكرر، الغاءها رسميا خططا تقضي بتزويد طهران بصواريخ (اس-300) بالغة الدقة، بالاضافة الى حزمة اخرى من الاسلحة الحساسة. وينظر الى هذه الصواريخ على انها افضل دفاع لايران في وجه اي هجوم محتمل من قبل واشنطن، وقد قوبلت هذه الصفقة بمعارضة كبيرة من جانب الادارة الاميركية واسرائيل. فما كان من ايران الا ان سارعت في ابدى استيائها من عودة روسيا عن قرارها. واتهم الرئيس الايراني في وقت سابق من شهر نوفمبر الجاري روسيا بالوقوع "تحت تأثير الشيطان" في اشارة منه الى الولاياتالمتحدةالامريكية والانصياع "لاعدائنا" على حد قوله . وقالت ايران انها ستختبر طرازها المحلي من صواريخ اس-300 وهو ما لم تقم به بعد، الامر الذي جعل المحللين يشككون في قدرة ايران على التعافي بسرعة من الصفعة الروسية. ولاتعدو قضية صفقة صواريخ اس-300 من كونها مؤشر على تراجع موسكو عن دعمها المطلق لطهران. فقد سبق وان ايدت روسيا سلسلة من العقوبات الدولية المفروضة على ايران، وعبر الرئيس الروسي بنفسه عن قلقه المتزايد تجاه الطموحات النووية الايرانية. وتخلى مدفيديف عن تقليد دأب عليه الكرملين لسنوات، باقراره هذا الصيف بان طهران "تقترب من حيازة القدرة" لبناء سلاح نووي. ويرجع المحللون سبب تغيير روسيا موقفها من ايران بشكل خاص لرفض الاخيرة العام الماضي خطة تقوم بموجبها موسكو بمعالجة معظم مخزون طهران من اليورانيوم المخصب. واعتبر المحللون رفض ايران لخطة روسيا نقطة تحول في علاقاتها مع الكرملين. وقال نائب مدير معهد الولاياتالمتحدة-كندا فيكتور كريمنيوك "حاولت ايران القيام بالاعيب بشأن الصفقة ونالت توبيخا شديدا". واضاف كريمنيوك "اخذنا صواريخ اس-300 منهم ودعمنا الموقف الاميركي في مجلس الامن الدولي". وقد لا يقتصر موضوع لقاء القمة الثنائية بين الرئيسين الروسي والايراني على الخلافات الثنائية، بل يتعدها الى خلاف أخر يعد اكثر اهمية بالنسبة للدول المطلة على بحر قزوين . وسيلقي لقاء القمة الثنائية بظلاله على قمة قادة الدول الخمس المطلة على بحر قزوين التي يعرف عنها انها تخرج بنتائج قليلة، والتي تسعى لمناقشة مطالبة مختلف قوى المنطقة بحقوقها في مصادر الطاقة الهائلة التي يعتقد انها مختزنة قبالة السواحل. فمن غير المرجح ان تحرز قمة بحر قزوين التي تمثل ثالث تكتل يجمع الى جانب ايرانوروسيا كلا من اذربيجان وكازخستان وتركمانستان، تقدما في موضوع الخلاف الاكثر اهمية بالنسبة لهذه الدول وهو تقاسم البحر، الذي تصر ايران على تقسيمه الى خمسة اجزاء متساوية فيما يريد الاذربيجانيون مساحات تتناسب مع طول سواحل كل دولة، على عكس روسيا التي لديها استعداد لتقديم تنازلات في ذلك . فالمسألة تتعدى قضية السيادة على مياه البحر، فهي تتعلق بتحديد حصة كل دولة من قالب الحلوى النفطي هذا. سبأ وكالات