قال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي حمد سعود السياري ان زعماء الخليج سيقررون في ديسمبر كانون الاول ما اذا كان يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي الست الوفاء بموعد في عام 2010 لتطبيق الوحدة النقدية. ويترقب المستثمرون الاجتماع المنعقد في مدينة جدة السعودية المطلة على البحر الاحمر بحثا عن أي دلائل على شقاق بشأن السياسات النقدية وهو ما قد يثير من جديد مضاربات على احتمالات التخلي عن نظام ربط عملات الخليج بالدولار المتهاوي. وقال السياري ان وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية المجتمعين في جدة لمراجعة الجدول الزمني لطرح عملة موحدة اتفقوا على انه لا حاجة لتغيير السياسة الراهنة للصرف الاجنبي "باجماع جميع الدول الاعضاء." وارتفعت عملات الخليج يوم الجمعة فصعد الريال القطري الى أعلى مستوياته منذ عام 2003 اذ راهن المستثمرون على ان خطط تأخير الوحدة النقدية قد تدفع البنوك المركزية الى السماح لاسعار صرف عملات الخليج بالارتفاع. وقال السياري انهم لم يناقشوا موعدا نهائيا جديدا للوحدة النقدية. وسيرفع وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية تقييمهم لخطة الوحدة النقدية الى رؤساء الدول الذين سيحسمون الامر في اجتماعهم المقرر في قطر في ديسمبر. وكانت السعودية وجيرانها الخمسة قد اتفقوا على ان الالتزام بالموعد نهائي في عام 2010 سيكون صعبا ان لم يكن مستحيلا. وأبلغ الصحفيين بعد المحادثات ان حكام السعودية والدول الخمس المجاورة سيقررون الامر في اجتماعهم في ديسمبر كانون الاول المقبل. وقال محافظ بنك الامارات المركزي سلطان ناصر السويدي في حديث صحفي هذا الشهر ان الموعد قد يؤجل الى ما بعد 2015. وقال رودريجو راتو مدير صندوق النقد الدولي يوم السبت ان دول الخليج العربية المنتجة للنفط يجب ان تنتهج سياسة نقدية تتمشى مع ربط عملاتها بالدولار بعد ان اختلفت استجابات الدول الست ازاء خفض سعر الفائدة الامريكية الشهر الماضي مما اثار مضاربات على احتمال ارتفاع عملاتها. وقال راتو للصحفيين في السعودية "اعتقد ان العلاقة بالدولار بديل واحد وله عواقبه. هذا البديل يتطلب اتباع السياسة النقدية المواكبة له." وعندما خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) سعر الفائدة يوم 18 أغسطس اب الماضي احجمت السعودية وعمان والبحرين عن اتباع خطاه واختارات تحمل الضغوط على عملاتها بدلا من زيادة التضخم في الداخل. وخفضت قطر والامارات وهما الدولتان اللتان تشهدان أعلى معدلات تضخم في المنطقة اسعار الفائدة الى جانب الكويت الدولة الخليجية الوحيدة التي تخلت عن ربط عملتها بالدولار. ودفع المستثمرون سعر الريال السعودي الى أعلى مستوياته في 21 عاما بعد خفض الفائدة الامريكية معتبرين فروق أسعار الفائدة دليلا اضافيا على ان الموعد النهائي للوحدة النقدية اصبح بالفعل بعيد المنال. وبدأ الموعد النهائي لطرح العملة الموحدة يهتز عندما قررت عمان العام الماضي عدم الالتزام بموعد 2010 قائلة انها لا تريد الالتزام بقيود الانفاق المتفق عليها مع جيرانها. وارجعت الكويت قرارها شق الصف والتخلي عن ربط عملتها بالدولار لصالح سلة عملات في مايو ايار الماضي الى التأخير قائلة ان ضعف الدولار يرفع معدلات التضخم عن طريق زيادة أسعار الواردات. وقالت السعودية وعمان وقطر والبحرين والامارات مرارا انها تستبعد اتباع خطى الكويت. لكن مع انخفاض الدولار الى مستويات قياسية وارتفاع معدلات التضخم في المنطقة الى أعلى مستوياتها في عشر سنوات ومواجهة البنوك المركزية لاحتمال الاضطرار لملاحقة تخفيضات أخرى في أسعار الفائدة الامريكية قال بنك ستاندارد تشارترد الاسبوع الماضي ان دول الخليج قد تدرس رفع قيمة عملاتها بشكل جماعي. وبلغ سعر الريال السعودي 3.7350 ريال للدولار يوم الجمعة بالمقارنة مع 3.7400 ريال يوم الخميس. وكانت ذروته في 21 عاما التي بلغها يوم العاشر من أكتوبر تشرين الاول هي 3.7290 ريال. وبلغ سعر الريال القطري 3.6335 ريال للدولار يوم السبت وهو أعلى مستوياته منذ 12 مارس اذار 2003. - - رويتر: