لليوم الثالث على التوالي تدور اشتباكات عنيفة في مدينة الفلوجة وقال ضابط في مشاة البحرية الاميركية (المارينز) ان "اطلاق نار يستهدف الجنود في وسط الفلوجة" و ان القوات الاميركية وصلت الى قلب معقل المسلحين في حي الجولان الا انها لا تزال تواجه مقاومة شرسة..مشيراً الى إن هناك بعض الجيوب التي لا تزال تقاوم وإن المدافعين عن المدينة يعيدون تجميع قواتهم جنوب الفلوجة. وأكد أن هناك حاليا مقاومة في بعض مناطق وسط المدينة والجزء الجنوبي منها..وتمكنت الدبابات الأميركية والمشاة من التقدم بسهولة نسبيا عبر الشوارع المتربة للمدينة من الشمال إلى الجنوب. وبهذه الوتيرة, يتوقع الأميركيون السيطرة على المدينة خلال 48 ساعة إذا جرت العملية كما هو مقرر. وقال ضابط أميركي سنحتاج إلى عشرة أيام على الأقل "لتطهير جيوب المقاومة التي يمكن أن تبقى في المدينة"..ومن جانبه أعلن متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي مساء اليوم أن "مجموعات كبيرة" من المسلحين في الفلوجة تجري اتصالات للاستسلام على حد قوله. وأضاف أن الحكومة راغبة بشمول هؤلاء بالعفو العام..ولم يحدد المسؤول أعداد المسلحين أو كيفية إجراء الاتصالات واكتفى بالقول "نحن على اتصال مستمر مع زعماء العشائر في الفلوجة ومحافظة الأنبار"..كما أعلن الجيش العراقي أنه عثر على أماكن ذبح الرهائن في الفلوجة، وقال اللواء عبد القادر موحان المتحدث باسم العملية العسكرية في الفلوجة إن هذه المنازل تقع في الجهة الشمالية من المدينة.وفي هذه الأثناء أكدت جمعية الهلال الأحمر العراقي أن الوضع الإنساني في المدينة شديد السوء وطالبت بالسماح لها بإرسال فريق صغير لتقويم الوضع. .قال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية الذي يرافق القوات الأميركية إن القصف المدفعي والجوي استمر على المدينة بصورة كثيفة بحيث أدى إلى تدمير منزل من كل عشرة في بعض المناطق..وقال الهلال الأحمر إنه قلق بسبب نقص التجهيزات الطبية في المدينة بعد سيطرة القوات الأميركية على المستشفى العام الاثنين الماضي قبل بدء الهجوم الواسع..وقالت المتحدثة باسم الجمعية فردوس العبادي إن القوات الأميركية منعت مسؤولا من الهلال الأحمر وأحد وجهاء الفلوجة من دخول المدينة..وفي إندونيسيا انتقد وزير الخارجية الإندونيسي حسن ويرايودا اليوم الأربعاء الهجوم على الفلوجة، وأكد أنه سوف لن يؤدي سوى إلى إثارة غضب السنة وتعقيد العملية السياسية المتعثرة أصلا في العراق.أما في تركيا فقد أرسلت جمعية الحقوق والحريات الإسلامية اليوم شاحنة محملة بأغذية للرضع يتوقع أن تصل في نهاية الأسبوع إلى الفلوجة. وقال رئيس الجمعية بولند يلدريم "عندما تضرب الولاياتالمتحدة العراق فهي تضرب إسطنبول وأنقرة", متهما واشنطن بارتكاب "مجزرة كبيرة في الفلوجة".وخارج الفلوجة علمت الجزيرة أن آلية أميركية دمرت، بينما سقط عدد غير معلوم حتى الآن من القتلى والجرحى في مواجهات عنيفة شهدتها منطقة الغزالية غرب بغداد بين مسلحين وقوات أميركية طوقت المنطقة وحلقت المروحيات في سمائها فيما لا يزال المسلحون يفرضون سيطرتهم على الطريق السريع الواصل بين الغزالية والشعلة شمال غرب بغداد..وكانت ناقلة جنود أميركية أعطبت في انفجار عبوتين ناسفتين وضعتا على الطريق العام قرب مدينة هيت غربي الرمادي.وفي القائم قرب الحدود السورية تعرض مطار للقوات الأميركية لهجوم بقذائف الهاون وشوهدت سحب الدخان تتصاعد من المنطقة دون معرفة حجم الأضرار في صفوف القوات الأميركية.وفي مدينة الرمادي أصيب عدد من الجنود الأميركيين لدى تعرض دوريتهم الراجلة إلى هجوم شنه مسلحون وسط المدينة التي تشهد انتشارا مكثفا للمسلحين. وتعرض مقر المحافظة ومديرية الشرطة إلى هجوم بقذائف الهاون اللتين دخلتهما القوات الأميركية بعد قرار وزارة الداخلية العراقية أمس حل جهاز الشرطة في المدينة. وفي بغداد أعلن الجيش الأميركي مقتل جندي أميركي صباح اليوم وإصابة آخر بجروح بانفجار عبوة ناسفة قرب دورية في شمال المدينة. وإلى الجنوب من العاصمة علمت الجزيرة أن آلية أميركية أعطبت في منطقة المسيب في هجوم شنه مسلحون على رتل عسكري أميركي.وفي مدينة بيجي شمال بغداد لا تزال المواجهات قائمة هناك رغم فرض السلطات حظر التجول في المدينة اليوم إثر أعمال عنف أوقعت عشرة قتلى و26 جريحا في الساعات ال24 الأخيرة. كما قتل مسلحون بعد ظهر اليوم سائق شاحنة تركيا وأحرقوا شاحنته هناك.وفي شمال العراق قتل ستة من عناصر الحرس الوطني في انفجار عبوتين ناسفتين لدى مرور دورياتهم في منطقة طوز الواقعة على 60 كلم جنوبي كركوك. أما في الموصل فقد أعلن محافظها فرض منع التجول هناك بعد سيطرة المسلحين على كافة مناطق المحافظة ونزلوا إلى شوارعها...من جهة اخرى خطفوا مسلحون بأحد أحياء العاصمة العراقية ثلاثة من أقارب علاوي.وأوضح المتحدث باسم الحكومة العراقية جورج سادة أن مسلحين خطفوا أحد أبناء عمومة علاوي المقربين وزوجته وعضوا آخر بالعائلة من منزلهم في بغداد أمس الثلاثاء.