وزع مسلحون عراقيون شريط فيديو يظهر ما يقولون إنهم يحتجزون 20 من أفراد الحرس الوطني العراقي أسروا في الفلوجة..وظهر في الشريط مسلحون ملثمون يصوبون بنادق وقذائف صاروخية نحو مجموعة من الرجال ظهورهم للكاميرا ويرتدون زي الحرس الوطني العراقي. وقرأ مسلح ملثم ظهر في الشريط بيانا جاء فيه أن المسلحين في مدينة المساجد (الفلوجة) تمكنوا من أسر أكثر من عشرين شخصا مما يسمى بالحرس الوطنى الذي يساعد قوات الاحتلال. وواصل المسلحون المدافعون عن الفلوجة تبادل إطلاق النار مع القوات الأميركية التي تقول إنها باتت تسيطر على 70% من المدينة التي تتعرض لهجوم شامل من قبل القوات الأميركية المدعومة بوحدات عراقية خاصة. من جهة أخرى أكد مصدر في الشرطة العراقية ان خمسة اشخاص بينهم ثلاثة من الشرطة وواحد من عناصر الحرس الوطني ومقاول أجنبي لم تعرف هويته قتلوا بعد ظهر أمس الأربعاء في الموصل (370 كلم شمال بغداد) حيث فرض حظر التجول. وافاد مراسل فرانس برس في المدينة ان القتلى الخمسة سقطوا عندما انتشر مسلحون في جميع ارجاء الموصل بينما تحصن رجال الشرطة في مراكزهم. وقتل المقاول الاجنبي اثناء هجوم استهدف اربع سيارات دفع رباعي خلال اشتباكات دامت أكثر من ساعة بين جنود امريكيين ومسلحين في حي الوحدة الواقع جنوب شرق المدينة. وكان متحدث عسكري امريكي اكد حصول هجومين ضد دوريات تابعة للقوة المتعددة الجنسيات جنوبالمدينةوجنوب غربها دون مزيد من التفاصيل. وقال مراسل وكالة فرانس برس نقلا عن مسلحين انهم هاجموا اربع سيارات تعمل بالدفع الرباعي من طراز "جي ام سي" ما أدى إلى احتراق احداها واصابة اثنتين باضرار في حين لاذت الرابعة بالفرار الى مركز للشرطة في حي "الزنجيلي" وسط الموصل. وأضاف أن المسلحين طوقوا المركز محاولين اقتحامه وأن قصفا بالهاون استهدف القاعدة الامريكية في حي "العربي" وأخرى في المطار (جنوب). وقررت السلطات العراقية فرض حظر التجول بعد ظهر الاربعاء في الموصل. واكد بيان صادر عن محافظ الموصل دريد كشمولة "حظر التجول في المدينة اعتبارا من الساعة الرابعة بعد الظهر حتى اشعار آخر". كما منع البيان "عبور جسور المدينة" موضحا ان "من يعبرها سوف يعرض نفسه لإطلاق النار او القتل". عبرت مصادر عراقية ورسمية عن مخاوف حقيقية من تحول مدينة الموصل الشمالية ذات المليوني نسمة الى فلوجة ثانية ولكن اكثر خطورة وتعقيدا نظرا لموقعها الاستراتيجي وقربها من الحدود السورية ومن المناطق الغربية للعراق التي ينشط فيها المسلحون المتمردون الذين بدأوا يتجمعون فيها وخاصة اولئك الهاربون من الفلوجة التي تشهد تقدم القوات العراقية والامريكية ضدهم واستيلائها الليلة على العديد من المباني الحكومية بينها مقرا المحافظ والمجلس البلدي فيما دعت حركة الكفاح الشعبي الى مقاطعة الانتخابات المقبلة. وقد ازداد الوضع اليوم في الموصل(375 كم شمال غرب بغداد) خطورة بعد ظهور قوي للمسلحين المناوئين في شوارعها ومهاجمتهم لمركبات اميركية وهم الذين يزرعون الرعب في انحاء المدينة منذ اشهر من خلال تنفيذهم لعمليات اغتيال للمسيحيين والاكراد فيها وتفجير الكنائس وتفجير العديد من السيارات المفخخة في مقرات الشرطة العراقية . وتقول التقارير الصحافية إن اصوات الانفجاريات والرشقات النارية تسمع في أحياء متفرقة من الموصل حيث قام المسلحون الذين يضمون خليطا من أنصار الرئيس العراقي السابق صدام حسين والإسلاميين الأصوليين المتشددين بإطلاق النار على القوات الأمريكية ورجال الحرس الوطني العراقي ما استدعى تدخل الطيران الحربي الأمريكي الذي يواصل طلعاته على علو منخفض مطلقا قنابل للتنوير والإضاءة فوق سماء الأحياء التي التجأ اليها المسلحون الذين يشتبكون مع القوات المتعددة الجنسيات والشرطة العراقية . وتشير التقارير إلى أن حصيلة هذه المواجهات بلغت الليلة ستة وعشرين جريحا وخمسة قتلى من المدنيين يعالجون في مستشفيي الجمهوري والسلام إضافة إلى حوالي خمس عشرة جثة تركها المسلحون في الأحياء والأزقة حيث ملابس معظمهم سوداء اللون. وعصر أمس أيضا شنت جماعة مسلحة هجوما على قافلة من سيارات الجيش الامريكي بالقرب من مركز شرطة الشيخ فتحي في الموصل وأسفر هذا الهجوم عن إحراق عدد من السيارات كما انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الغابات القريبة من قصر صدام القديم في الموصل وكان يقودها انتحاري ما أدى إلى إحراق سيارة تابعة للجيش الأميركي من دون معرفة حجم الخسائر البشرية.