أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء 21-11-2007، توجيهها الدعوات الرسمية لحضور مؤتمر السلام بالشرق الأوسط في أنابوليس بولاية ماريلاند، والذي تم تحديد موعد انعقاده في 27 من نوفمبر الجاري. وشملت لائحة المدعوين 40 دولة، بما في ذلك سوريا والسعودية، اللتان لا تقيمان أية علاقات مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون مكورماك ان المؤتمر "سيكون إشارة إلى تأييد دولي عريض للجهود الجسورة للزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين وسيكون نقطة انطلاق لمفاوضات تقود إلى إقامة دولة فلسطينية وتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين". والمؤتمر هو أكبر جهد يبذله الرئيس الأمريكي جورج بوش لتسوية الصراع الذي مضى عليه 6 عقود، لكنه يواجه عقبات كبيرة منها الانقسام بين الفلسطينيين، والضعف السياسي لكل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت. وقبيل الإعلان الرسمي سعت إدارة بوش إلى كسب تأييد السعودية، فأجرى بوش اتصالا هاتفيا مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، خاصة وأن مشاركة المملكة يمكن أن تساعد عباس على ابداء مرونة وفي الوقت نفسه تساعد أولمرت في نيل موافقة الإسرائيليين على أي اتفاق بالابقاء على الأمل في سلام أوسع مع العالم العربي. إلا أن السعودية لم تفصح بعد عن إمكانية مشاركتها، مشددة على ضرورة ان يبحث في عمق النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. علماً أن وزراء خارجية الدول العربية سيجتمعون الخميس والجمعة في القاهرة، للنظر في المشاركة في المؤتمر الدولي. وعبّر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ديفيد ولش عن أمله بحضور الدول العربية، إلا انه أوضح أن بلاده ليس لديها أي موافقات رسمية. وقال للصحفيين "اننا متفائلون ونتوقع ان الدول العربية ستشارك لان... هذا مسعى جاد. انه مكرس لهدف مهم هو اطلاق مفاوضات نحو حل يقوم على دولتين وذلك مطلب للدول العربية منذ فترة طويلة". ويأمل مسؤولون امريكيون أن تفضي المحادثات في النهاية الى اقامة دولة فلسطينية، رغم ان مسؤولين من الجانبين ودبلوماسيين امريكيين يعملون معهم لم يتوصلوا بعد لاتفاق على شكل تقريبي للكيفية التي يحتمل ان تمضي بها تلك المفاوضات بعد المؤتمر. وقال مسؤولون امريكيون ان الجانبين يحققان تقدما نحو وثيقة مشتركة يأملان بتقديمها في انابوليس لكن ليس من الواضح ما اذا كانت ستشمل تفاصيل عن القضايا الجوهرية وهي الحدود ومستقبل القدس واللاجئون الفلسطينيين. وقبل المؤتمر يعتزم بوش الاجتماع مع اولمرت وعباس كل على حدة في البيت الابيض، وسيدلي بتعليقات مقتضبة في المساء على مأدبة عشاء في مقر وزارة الخارجية سيحضرها جميع أولئك المدعوين إلى مؤتمر انابوليس. وفي اليوم الثاني للمؤتمر سيعقد بوش اجتماعا ثلاثيا مع الزعيمين في انابوليس وسيلقي خطابا. ثم سيبدأ المؤتمر ثلاث جلسات عمل مغلقة مدة كل منها 90 دقيقة لبحث الدعم الدولي والتنمية الاقتصادية وبناء المؤسسات الفلسطينية والسلام الشامل بالشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يحضر أكثر من 100 مسؤول الاجتماع بينهم ممثلي مجموعة الدول الصناعية الثمانية، والامم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب مبعوث السلام الى الشرق الاوسط ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.