وصل مسبار الفضاء الأروربي، سمارت وان، إلى بدايات مدار القمر مما يعني أنه خرج من المنطقة التي تصل إليها الجاذبية الأرضية وأصبح مرتبطا بشكل كامل بالجاذبية القمرية. وقال الدكتور، بيرنارد فوينج، كبير العلماء في وكالة الفضاء الأوروبية إن هذا له أهمية رمزية، حيث ستبدأ السفينة، سمارت وان، في مساء يوم الاثنين الخامس عشر من نوفمبر تشرين الثاني مناورات تهدف إلى وضع السفينة في مدارها المحدد حول القمر. وبمجرد أن تصبح المركبة تحت سيطرة الجاذبية القمرية ستبدأ في عملية دوران لولبية لتقترب من سطح القمر حتى تصل إلى مدارها النهائي المحدد سلفا. وسيوقف المسبار الذي تكلف سبعين مليون جنيه استرليني محركاته التقليديه يوم الاثنين عندما يصل إلى مسافة 50,000 من سطح القمر وعندها يبدأ في تشغيل محركات الأيون التي ستعمل بشكل مستمر لمدة أربعة أيام لتبدأ مركبة الفضاء في التحرك بشكل لولبي ناحية القمر. وعندما تصل المركبة في النهاية إلى مدار ثابت بيضاوي الشكل حول القمر يترواح بين 3000 كيلومتر و300 كيلومتر من سطح القمر. ويعد إختبار كفاءة نظام الدفع الكهربائي الشمسي واحدا من أهم الأهداف من وراء رحلة سمارت وان. ويعمل المحرك عن طريق إستخدام الطاقة الشمسية لإطلاق حزمة من ذرات غاز الزينون المشحونة "أيونات"، من مؤخرة المسبار، ويدفع السفينة الفضائية إلى الاتجاه المعاكس ويساهم في تحريكها. وعندما تبدأ المركبة مهمتها العلمية في يناير كانون الثاني من عام 2005 ستبدأ المركبة، سمارت وان، في مسح الكوكب باستخدام جهاز يدعى،D-CIXS، أو دي سيكسيزالذي يستخدم أشعة إكس وذلك لتحديد المواد الكيماوية الموجودة على القمر بشكل كامل واختبار النظريات التي تحدثت عن تكونه وتطوره. وقال الدكتور فوينج: "نحن نعتقد أن القمر هو ابن الأرض وأنه تكون قبل 4.5 مليار عام عندما اصطدم جسم فضائي بحجم كوكب المريخ بالأرض مما تسبب في تطاير الحطام إلى المدار حول الأرض وتجمع بعدها ليكون القمر". ويعتقد العلماء أن دراسة أصل القمر وتطوره قد يساهما بشكل كبير في إلقاء الضوء على طريقة تكون الأرض. كما يهدف، دي سيكسيز، إلى دراسة أكبر حفرة في المجموعة الشمسية والتي تبلغ مساحتها أكثر من ألفي ميل في الجانب المظلم من القمر، حيث سيمكن من خلال فحص هذه الحفرة الضخمة تحليل تكوين الصخور التي يحتوي عليها باطن القمر. وستقوم، سمارت وان، بتحليل للمنطقة المنبسطة المعروفة باسم حافة الضوء الدائم بالقرب من القطب الجنوبي للقمر والتي يعتقد أنها تسبح في بحر من الضوء الدائم ويعتقد أيضا أنها منبسطة جدا. وإذا تأكد هذا فإن ذلك يرشحها لتكون مقرا للقواعد الأرضية المسقبلية على القمر. ويضيف الدكتور فوينج: " سوف ننظر إلى إمكانية استخدام هذه المنطقة كنقطة هبوط للمركبات الآلية والتي يقودها البشر في المستقبل، ويمكن استخدام سمارت وان كأول بادرة لاستكشاف الكواكب". والطقس في هذه المنطقة ثابت عند 20 درجة مئوية وهو معدل مقبول حيث تتراوح درجة الحرارة في 120 درجة و 170 درجة مئوية. كما ستبحث سمارت وان عن المياه في الشقوق العميقة القريبة من تلك المنطقة حيث يعتقد العلماء أنهم أن هذه المياه يمكن إستخدامها للشرب ولتوليد الأكسوجين لمستكشفي القمر. كما سيبحث المسبار عن مواد صالحة لاستخدامها في بناء القواعد القمرية في المستقبل كما يقول البروفيسور، مانويل جراند، كبير العلماء المشرفين على D-CIXS في معمل راذرفورد في ديدكوت: "الشيء الآخر الذي نحتاجه هو العثور على أحجار بناء حيث نحتاج إلى العثور على مواد قمرية تصلح لتحويلها إلى أسمنت ومواد بناء أخرى لبناء القواعد القمرية".