- رويترز: بعد سنوات من متابعة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في تغطية تلفزيونية جادة ستتاح الفرصة للمتفرجين الأمريكيين لرؤية نسخة أقل جدية لابن لادن، إذ يظهر كإحدى شخصيات الرسوم المتحركة يرقص على موسيقى الراب ويمارس ألعاب الفيديو. هكذا يصور مورجان سبارلوك مخرج الفيلم الوثائقي (الحجم الكبير مني) شخصية ابن لادن قبل انطلاقه في مهمة للعثور على عدو الولاياتالمتحدة رقم واحد في فيلمه (أين أسامة بن لادن؟) الذي أزيح عنه الستار الأسبوع الماضي في مهرجان صندانس السينمائي، وفقا لما ذكرت وكالة رويترز السبت 26-1-2008. وينجح ابن لادن في الفرار من سبارلوك، كما نجح في الفرار من الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إلا أن سبارلوك يتوصل لشيء من خلال جولته في الشرق الأوسط وهي أن الفقر والقمع أججا التشدد الإسلامي، كما يدرك أن كثيرا من الناس الذين أجرى مقابلات معهم رفضوا فكرة أن ابن لادن الذي كان وراء هجمات 11 سبتمبر/ أيلول له قبضة قوية في المنطقة. وقال سبارلوك لرويترز في أكبر مهرجان سينمائي أمريكي للأفلام المستقلة "في الوقت الذي تحدث فيه المزيد والمزيد من الناس عن الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ظهور شخصية مثل أسامة بن لادن والمتشددين في شتى أنحاء العالم أصبح من الواضح أنه (ابن لادن) ليس بهذه الدرجة من الأهمية". ويضيف أن الأهم هو القضاء على المشاكل التي جعلت ابن لادن ينجح في قيادة تنظيم القاعدة. ويعرض فيلم (أين أسامة بن لادن؟) في دور السينما بالولاياتالمتحدة في إبريل/ نيسان وتنتجه شركة وينشتين للإنتاج السينمائي التي دفع رئيسها هارفي وينشتين نحو مليوني دولار للفوز بحق توزيع الفيلم بعد أن شاهد ربع ساعة فقط منه. واشتهر سبارلوك في مهرجان صندانس بفيلمه الوثائقي (الحجم الكبير مني) الذي نال عنه جائزة في الإخراج بعد انتقاده لسلسلة مطاعم ماكدونالدز للوجبات السريعة إذ تناول وجبات المطعم لمدة 30 يوما على التوالي وسجل زيادة وزنه وتدهور صحته. وببداية فيلم (أين أسامة بن لادن؟) يقول سبارلوك الذي ينتظر ميلاده ابنه الأول أنه بحاجة لإنقاذ العالم من ابن لادن وتنظيم القاعدة اللذين يصفهما بأنهما أكثر فتكا من ماكدونالدز. ولأنه يريد أن يواجه الخطر بشكل مباشر يحصل سبارلوك على تدريب للعمل في بيئة عدائية ويحصل على موافقة زوجته الحبلى للسفر لكل مكان باستثناء العراق. ويذهب سابرلوك إلى مصر والمغرب والأراضي الفلسطينية وإسرائيل؛ حيث يتعرض لهجوم من مجموعة من اليهود المتطرفين. ويزور منزل ابن لادن في السعودية ويسأل المتسوقين في مركز تجاري فخم ما إذا كانوا يعرفون مكانه. ويرافق سبارلوك القوات الأمريكية التي تقاتل حركة طالبان الأفغانية في أفغانستان، ويتحدث مع السكان المحليين الذين يقولون إنهم يريدون نهاية للحرب. وفي النهاية يذهب إلى باكستان؛ حيث يوقف مسيرته من جراء تزايد العنف في المناطق القبلية.ويعود سبارلوك للوطن في الوقت المناسب ليحضر ميلاد طفله ومعه ألف ساعة من التغطية. وقال سبارلوك، إنه يأمل أن يعرف مشاهدو الفيلم أن الناس في الشرق الأوسط والمسلمين يشاركون الغربيين الكثير من أفكارهم مثل الرغبة في إرساء الديمقراطية وتوفير حياة أفضل لأبنائهم. وتابع سبارلوك "نحن نعيش نوعا ما داخل عالمنا الخاص ولا ننظر وراء حدودنا... أعتقد أن أعظم شيء يمكن أن يحدث هو أن نفكر بشكل أكبر نوعا ما في وجود عالم خارجي". وأضاف أنه لا يريد أن يعتقد أحد أنه يسخر من قضية خطيرة باستخدامه ألعاب الفيديو وشخصية كارتونية راقصة تجسد ابن لادن وبأسلوبه الممتع في إجراء مقابلات.