بينما أعلن رئيس الوزراء الرئيس الأكراني فيكتور يانكوفيتش عدم عزمه التخلي عن منصبه بالرغم من حجب الثقة عن حكومته قال الرئيس المنصرف ليونيد كوتشيما ان يانكوفيتش وافق على مواصلة المحادثات التي ترمي الى حل الازمة السياسية حول النزاع الدائر على نتائج الانتخابات الرئاسية. وقال كوتشيما بعد اجتماع ضم المتنافسين يانكوفيتش ومرشح المعارضة فيكتور يوشينكو ان المحادثات ستستمر بعد ان تصدر المحكمة العليا قرارها بشأن الانتخابات. واضاف انه في هذه الاثناء وافقت المعارضة على رفع الحصار عن المباني الحكومية للسماح للمسؤولين باستئناف آداء مهامهم. وقد قال رئيس الوزراء الاوكراني الفائز بانتخابات الرئاسة الاخيرة انه لن يتخلى عن منصبه بعد قرار البرلمان بحجب الثقة عن حكومته، ووصف القرار بأنه غير قانوني. وكان البرلمان الاوكراني قد صوت بحجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش الذي فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الاسبوع الماضي في ظروف مثيرة للجدل. وقال يانكوفيتش الاربعاء انه لن يقبل قرار طرده من قبل البرلمان الذي صدرخلال الساعات الماضية واضاف ان القرار يتعارض مع الدستور. واضاف يانكوفيتش "لن اعترف بهذا القرار ابدا لقد صدقوا على القرار من وجهة نظر سياسية ولكنه غير قانوني ويتعارض مع الدستور". وصرح رئيس الوزراء الاوكراني بذلك خلال استراحة من المحادثات التي تجرى لحل الازمة التي نتجت عن الانتخابات الرئاسية في اوكرانيا بحضور وسطاء دوليون. وجاء التصويت بحجب الثقة عن الحكومة بأغلبية ضئيلة وعلى خلفية سوء الادارة الحكومية. حيث صوت لصالح الاقتراح 229 نائبا أي باغلبية ثلاثة نواب عن العدد المطلوب. وكانت هذه هي المحاولة الثانية لتمرير الاقتراح بعد فشل المحاولة الأولى الثلاثاء. وقالت السلطات الانتخابية إن رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش، الموالي لموسكو، هزم منافسه مرشح المعارضة فيكتور يوشينكو رغم الادعاءات بحدوث تزوير. ودعا الرئيس الأوكراني المنصرف ليونيد كوتشما رسميا إلى إجراء انتخابات جديدة تماما بدلا من الاعادة لتسوية الأزمة. وكان قد اعلن عن توجه مبعوثين دوليين إلى أوكرانيا في محاولة جديدة لكسر الجمود في الأزمة الناجمة عن الانتخابات. وقد انضم الرئيس البولندي ومسؤولون من روسيا وليتوانيا إلى خافير سولانا المفوض الأوروبي للشؤون الخارجية في السعي لانهاء الأزمة.. وجاء ذلك عقب انهيار المحادثات بين طرفي الأزمة الأوكرانية. ويزعم أنصار مرشح المعارضة فيكتور يوشينكو أن التزوير حرم مرشحهم من الفوز..ومازالت المحكمة العليا تدرس اتهامات عديدة بحدوث تلاعب في الانتخابات قدمها مرشح المعارضة يوشينكو. وقال مراسل بي بي سي في كييف الأربعاء ستيفن مولفي إن الأنباء تشير إلى احتمال صدور الحكم في وقت لاحق. وقد أعربت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي - اللذان رفضا الاعتراف بالنتائج الرسمية - عن قلقهما من التقارير التي أشارت إلى احتمال انقسام البلاد مشيرتان إلى أن الانتخابات الأوكرانية لم تصل إلى المستوى الديموقراطي. وقال سولانا قبيل اجتماعه مساء الثلاثاء مع الرئيس الأوكراني المنصرف ليونيد كوتشما "آمل ، مع النوايا الطيبة التي يحملها الجميع، في إحراز تقدم" . وكان مرشح المعارضة، فكتور يوتشنكو، الذي يقول إن عمليات التزوير حالت دون انتخابه رئيسا للبلاد، قد رفض اقتراحين تقدم بهما رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش:الأول يعرض عليه منصب رئيس الوزراء والثاني ينص على إعادة الانتخابات ولكنْ دون ترشيح أي منهما. ويذكر أن الاقتراح بحجب الثقة على الحكومة ليس له أثر قانوني ولكنه يمثل نصرا رمزيا كبيرا ليوشينكو الموالي للغرب. وخلال مناقشة البرلمان للموضوع الثلاثاء وقعت أحداث مثيرة حيث تجاوز بعض أنصار مرشح المعارضة فيكتور يوشينكو حواجز الشرطة واقتحموا البرلمان.الا ان يوشينكو حث أنصاره على عدم محاولة السيطرة على البرلمان. وقد هدد أنصار يانوكوفيتش في المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد بالمطالبة بشبه استقلال إذا أصبح يوشينكو الرئيس الجديد لأوكرانيا. ومن جانبه حذر كوتشما من أن النظام المالي للبلاد يتعرض للانهيار عقب تقارير أوردها البنك المركزي الأوكراني بتدفق المودعين على البنوك لسحب أموالهم. وكانت المحكمة العليا قد أوقفت الأسبوع الماضي العمل بالنتائج الرسمية، التي أعلنت يانوكوفيتش الفائز بحصوله على 49.46% من الأصوات مقابل 46.61% ليوشينكو. ورفع فريق يوشينكو آلاف الشكاوى عن مزاعم بعمليات تزوير للانتخابات أمام المحاكم الإقليمية فضلا عن شكوى أمام المحكمة العليا. كما تقدمت الحكومة بسبعة آلاف شكوى عن مخالفات، للمحاكم الإقليمية. وقد أعلن يوشينكو نفسه الفائز الشرعي بالانتخابات، زاعما وقوع عمليات تزوير واسعة النطاق، وهي المزاعم التي اتفق معها مراقبون دوليون. يذكر أن المحكمة - التي تتمتع باستقلال نسبي - ليس بمقدورها إبطال الانتخابات بأسرها، غير أنها قد تقبل الشكوى وتأمر بإعادة فرز الأصوات جزئيا أو كليا. كما بإمكانها إعلان يانوكوفيتش الفائز بالانتخابات.