صوت البرلمان الأوكراني ببطلان نتيجة الانتخابات الرئاسية التي اجريت أخيرا في البلاد.. ووصف القرار الذي اقره غالبية اعضاء البرلمان الانتخابات الرئاسية التي اجريت في الحادي والشعرين من الشهر الجاري بانها مزورة وتتعارض مع ارادة الشعب الاوكراني. و تم نقل وقائع جلسة البرلمان على الهواء في محطات التلفزيون المحلية بينما احتشد آلاف المواطنين المؤيدين للمعارضة خارج مبنى البرلمان احتجاجا على نتيجة الانتخابات. وكان البرلمان الأوكراني قد عقد اجتماعا طارئا لبحث الأزمة السياسية المتفاقمة في البلاد والتي سببتها نتيجة الانتخابات التي خرجت بهامش ضئيل لصالح رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش والتي لم تقبل بها المعارضة واتهمت بشأنها الحكومة بالتزوير. وكانت هذه أول جلسة للبرلمان منذ الجلسة التي سادتها الفوضى والتي أدى خلالها يوشنكو قسما دستورية كرمز لتوليه منصب رئيس الجمهورية. ويقول المراسلون إنه على الرغم من أن البرلمان يفتقر إلى صلاحية تغيير النتيجة، إلا أن انتقاده الضمني للعملية الانتخابية – إلا أن رفضه نتيجة الانتخابات يزيد من ثقل القضية التي تتبناها المعارضة وبعض القوى الدولية. وكان زعيم المعارضة الأوكرانية، فيكتور يوشينكو، قد طالب بإعادة الانتخابات الرئاسية التي سببت أزمة سياسية في البلاد. وجاءت دعوته بعد محادثات أجراها مع منافسه في الانتخابات، فيكتور يانكوفيتش، والفائز الرسمي بالانتخابات التي جرت الأحد. وهدد يوشينكو أنه ومؤيدوه سيتخذون "إجراءات عملية" إذا لم توافق الحكومة على مطالبهم خلال الأيام القليلة المقبلة. وقد كون الطرفان المتنافسان مجموعة عمل لمناقشة الحلول المطروحة لحل الأزمة والمتوقع أن تلتقي السبت، إلا أن مراسل بي بي سي في كييف، جيمس كوماراسامي، يقول إن هناك فرصة ضئيلة للحصول على تنازلات من أي من الطرفين. .وفي هذا الوقت استمر عشرات الآلاف من أنصار المعارضة في التظاهر في شوارع العاصمة كييف..كان يوشينكو قد طلب من مؤيديه عدم التوقف عن التظاهر إلا بعد تحقيق مطالبهم. وكان الرئيس المنتهية ولايته ليونيد كوتشيما قد استضاف محادثات الجمعة بحضور وسطاء أوروبيين وروس، وقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها المتنافسين منذ بداية الأزمة. وقد دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، أوكرانيا إلى احترام الديمقراطية أو مواجهة التبعات على علاقاتها الأوروبية. إلا أن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عبر عن قلقة من التدخل الأجنبي في الأزمة وقال: "يوجد في بعض العواصم الأوروبية بعض القوى التي تريد رسم حدود جديدة داخل أوروبا". وتقول المعارضة الأوكرانية وعدد من المراقبين المستقلين بمن فيهم المراقبين الأوروبيين إن الانتخابات التي جرت في اوكرانيا قد شابتها عمليات تزوير. . إلا أن روسيا ساندت بشكل قوي وعلني يانكوفيتش وقالت إن الخلاف ينبغي حله داخل المحاكم وليس في الشوارع..ويريد حزب يوشينكو أن تتم إعادة الانتخابات في الثاني عشر من ديسمبر المقبل تحت اشراف منظمة الأمن والتعاون الأوروبية. وكان يانكوفيتش قد اتهم المعارضة، والتي مازالت تمنع الوصول إلى المكاتب الحكومية، بتدبير عملية انقلاب على نظام الحكم، وطالب في كلمة أمام جمع من مناصريه في العاصمة كييف أن يفعلوا ما يمكنهم لمنع حدوث ذلك. ويتظاهر أكثر من عشرة آلاف من مؤيديه في محطة قطار العاصمة ويقال أنهم ينتظرون اصدار أوامره. وطبقا للنتائج الرسمية للانتخابات فقد فاز يانكوفيتيش المؤيد لروسيا بأغلبية أصوات تبلغ 49.46 بالمئة بينما حصل يوشينكو على 46.61 بالمئة. إلا أن كلا من حزب يوشينكو ومراقبين دوليين قالوا بوجود حالات كبيرة من التزوير، وقد أمرت المحكمة العليا الأوكرانية بوقف إعلان نتيجة الانتخابات ريثما يتم النظر في شكاوى الانتخابات.